حذرت كوريا الديمقراطية من تفاقم الوضع الأمني الدولي بشكل خطير بسبب رغبة الولايات المتحدة في توسيع حلف شمال الأطلسي «ناتو»، عقب توقيع واشنطن وسيئول «إستراتيجية توجيهية نووية» لما سمّتاه ردع بيونغ يانغ والرد عليها.
وأدانت كوريا الديمقراطية، أمس السبت، الإعلان الختامي لقمة حلف شمال الأطلسي «ناتو» في واشنطن، واعتبرت وزارة الخارجية الكورية، في بيان نشرته وكالة الأنباء المركزية الكورية، أن البيان الختامي هو وثيقة غير قانونية «تنتهك الحقوق المشروعة للدول المستقلة وذات السيادة»، وحذرت منه باعتباره برنامج مواجهة يحفّز على نشوب «حرب باردة جديدة ومواجهة عسكرية على نطاق عالمي».
وشدد البيان على أن رغبة واشنطن في توسيع «ناتو» تؤدي إلى تفاقم «الوضع الأمني الدولي بشكل خطير وتثير السباق نحو تسلح عالمي»، مضيفاً إن الإستراتيجية الأميركية لـ«عولمة» الـ«ناتو» تعرض الكوكب لخطر حرب عالمية.
وأدانت بكين وطهران الإعلان الختامي للقمة أيضاً، وطالبت بكين ناتو بـ«التوقّف عن التحريض»، رداً على إبداء قادة الدول الأعضاء في الحلف «قلقهم العميق» حيال العلاقات الصينية – الروسية الوثيقة، واتّهامهم الصين بتقديم مساعدة حيوية لروسيا في عمليتها العسكرية الخاصَّة في أوكرانيا.
من جهتها، رفضت إيران اتهامها بتقديمِ دعمٍ عسكري لروسيا، وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني إن ادعاء الحلف لا أساس له من الصحّة، ومرفوض جملةً وتفصيلاً، وما يحصل في أوكرانيا منذ 2022 وحتى اليوم هو «نتيجة سياسات واشنطن وحلف الناتو الخاطئة».
وعقدت قمة «ناتو» الأخيرة في واشنطن في الفترة الممتدة من 9 إلى 11 تموز الجاري، ووقعت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية على هامش القمة اتفاقاً بشأن «إستراتيجية توجيهية نووية» لما سمّتاه «ردع كوريا الشمالية والرد عليها».
في السياق، قال نائب مستشار الرئيس الكوري الجنوبي للأمن القومي كيم تاي هيو في مؤتمر صحفي في واشنطن إن الاتفاقية تضفي الطابع الرسمي على نشر «أصول نووية أميركية في شبه الجزيرة الكورية وحولها لردع الهجمات النووية المحتملة من جانب الشمال والرد عليها».
وتأتي هذه الاتفاقية بعد توقيع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الكوري الديمقراطي كيم جونغ أون معاهدة «شراكة إستراتيجية شاملة» خلال قمة أقيمت في بيونغ يانغ في الـ19 من حزيران الماضي، وتنص في أهم مبادئها على تقديم المساعدة المتبادلة في حالة العدوان على أي من البلدين.