بريطانيا أكدت السعي لمعالجة «التوتر» في جنوب لبنان وغزة! … حزب الله: فلسطين الأساس ونخوض المعارك مساندة لمصالح إنسانية وقومية ووطنية
| وكالات
أكد نائب الأمين العام لحزب اللـه نعيم قاسم أن المقاومة في لبنان تخوض اليوم مساندة من الجبهة الجنوبية للمصالح الإنسانية والقومية والوطنية، على حين أعلن وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي في اتصال هاتفي مع رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي أن بلاده تسعى «لمعالجة الأوضاع المتوترة في جنوب لبنان وغزة».
وفي كلمة له في بيروت، أكد قاسم حسب ما ذكر موقع «المنار» أمس أن المقاومة حققت 4 أمور ساطعة، وهي أنها أعطت القوة للبنان، وحررت لبنان بعد 22 سنة من احتلال 1978 و18 سنة من احتلال 1982، كما أنها جعلت للبنان استقلالاً وكينونة بحيث إن الدول المختلفة لا تستطيع أن تتصرف في لبنان بأنَّه ساحة تارةً تفكر أن توطِّن فيه وأخرى تفكر أن تقتطع جزءاً منه لإسرائيل وتارةً تفكر أن تجعله وكراً للمؤامرات والفتن المذهبية، هذا انتهى ببركة المقاومة.
وقال قاسم: «نحن اليوم نخوض (المعارك)مساندة من الجبهة الجنوبية (للبنان) لثلاث مصالح: مصلحة إنسانية، مصلحة قومية، مصلحة وطنية، المصلحة الإنسانية، إنَّنا نقف بوجه إبادة جماعية ضد الإنسانية باعتراف العالم، ولا يمكن لبشر لديه إحساس قليل إلا ويجب أن يقف بوجه الإبادة بكل الإمكانات التي يستطيعها، على المستوى القومي نحن نواجه احتلالاً إسرائيلياً لأشقائِنا وإخوتنا، وفلسطين المركز الأساس الذي فيه القدس وفيه الشرفاء وفيه التضحيات، وبالتالي نحن معنيون أن نبذل جهودنا لتكون فلسطين بوصلة لنا».
وتابع: «أما وطنياً فلأنَّ لبنان في دائرة الاستهداف إن لم يكن اليوم فغداً، ودائماً تسمعون التهديدات المختلفة وكانت لتصبح واقعاً لولا أنَّنا أقوياء وفي الميدان، إنما تذهب هدراً لأنَّنا أقوياء وفي الميدان. المقاومة هي ردَّة فعل على الاحتلال وهي من أجل أن تطرده من منطقتنا وبلدنا وفلسطين، هي لم تكن يوماً سبباً لاستجلاب الاحتلال، فالاحتلال هو الذي ولَّد المقاومة».
من جهته، قال رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب اللبناني محمد رعد: لا يمكن أن نخذل الحقّ وأن ننتصر للباطل ونحن مشتاقون لملاقاة العدوّ حتى نُلقّنه أشد الهزائم في تاريخه، وأضاف بعد «تسعة أشهر أخفق فيها العدوّ في تحقيق أهدافه في غزة، ورغم كلّ تهديداته وتهويله بالحرب الشاملة، نقول: لا تستطيع أن تفعل ما تريد، وحالك كمن يقوم ويسقط على الأرض دون تحقيق أي تقدم», ولفت رعد إلى أن جيش الاحتلال بدأ يتفكك وكلّ يوم يتأخر فيه عن وقف القتال في غزة سيسقط هذا الكيان في الأرض لأنه تلقى هزيمة إستراتيجية والعدوّ مُكابر لذا فصوته يعلو في الآونة الأخيرة، وقال رعد: «نحن حاضرون لكلّ الاحتمالات وجاهزون للنصر وللشهادة».
بدوره، أشار نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب اللـه علي دعموش إلى أن الضغط العسكري الذي تمارسه المقاومة في ميدان القتال، وثباتها وصمودها في المواجهة في غزة وفي لبنان، هو الذي يُفشل العدو في المعركة، ويجعله عاجزاً عن تحقيق أهدافه، وهو وحده الذي يدفع العدو نحو التراجع واليأس من تحقيق نصر مطلق أو مؤقت، والقبول بالتفاوض، وتفضيل الحل السياسي.
ولفت دعموش خلال كلمة له في بلدة حبوش حسب «المنار» إلى أن المقاومة طورت أداءها كمّاً ونوعاً في الأشهر الأخيرة، واستطاعت أن تكسر التفوق الإسرائيلي، وأن تدخل بمسيراتها الانقضاضية والاستخبارية وبصواريخها إلى عمق الكيان المحتل، فتدمر مواقعه العسكرية وقبته الحديدية، وأن تحول جبهة لبنان إلى عبء كبير على العدو الإسرائيلي يستنزفه بشكل يومي ويكبده خسائر كبيرة بشرية ومادية ونفسية ومعنوية، واعتبر دعموش أن أهم مكسب وطني حققته المقاومة في جبهة لبنان، هي أنها في بداية المعركة منعت العدو من القيام بحرب استباقية على لبنان، واليوم تردعه من شن حرب واسعة وشاملة.
من جهته، قال عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فيّاض: «أمام التهديدات الإسرائيلية التي عادت إلى التصعيد مجدداً، تجاه الساحة الجنوبية، وهي تهديدات تفتقد المصداقية وأقرب إلى الهوبرة منها إلى المواقف الواقعية، نحن نقول ببساطة ووضوح، إذا توقفت في غزة، نحن سنوقف من جانبنا لأن الإسناد مرتبط باستمرار الأعمال العسكرية العدائية ضد غزة».
وتابع: «إذا ما استمر العدو باعتداءاته صغرت أم كبرت، فإننا سنمارس حقنا في الدفاع عن أنفسنا وبالطريقة المناسبة التي تقدرها قيادة المقاومة»، ولفت فيّاض إلى أن نفس المقاومة طويل، وقدراتها عالية وجهوزيتها كاملة، ومجتمعنا ثابت على خياراته في احتضان المقاومة ومؤازرتها وثقته الكبيرة بحكمة قيادتها وشجاعتها وبصيرتها.
في سياق آخر، ذكرت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي تلقى اتصالاً من وزير خارجية بريطانيا ديفيد لامي تم خلاله البحث في العلاقات بين لبنان وبريطانيا والوضع في المنطقة وشدد على «السعي لمعالجة الأوضاع المتوترة في جنوب لبنان وغزة، والعمل معاً من أجل السلام والأمن في الشرق الأوسط»، مشيراً إلى أنه سيقوم «بزيارة إلى لبنان في وقت قريب».
وقال لامي: «لقد أثرت مخاوفي بشأن تصاعد التوترات على حدود لبنان وتزايد احتمال سوء التقدير»، واعتبر أن «توسيع الصراع ليس في مصلحة أحد، وتريد المملكة المتحدة أن ترى هذا الأمر يتم حله سلمياً من خلال تسوية تفاوضية».