رياضة

العقدة (الأزلية)

| غانم محمد

يفترض أن تكون مثل هذه الفترات من عمر اتحاد كرة القدم فرصة ثمينة للتفكير الهادئ، وللتخطيط لمستقبل الكرة السورية، حيث لا ضغوط مشاركات للمنتخبات الوطنية، ولا دوري ولا كأس.

ونأمل أن يكون المشهد في اتحاد الكرة في هذا الاتجاه، ولا يخرج عن المطلوب في هذه المرحلة من عمر كرتنا الوطنية.

نأمل أيضاً أن تكون المراجعة قد استكملت، والتشخيص بات واضحاً، تمهيداً لقرارات حاسمة، قرارات قادرة على إحداث الأثر الإيجابي فيما هو قادم من عمر كرتنا السورية.

نتابع اتحاد الكرة من خلال صفحته الرسمية على (فيسبوك)، ويؤسفنا أن نقول إن هذا الاتحاد يغطّ في نوم عميق، وكأنه أنجز كل ما هو مطلوب منه، ويقضي إجازته الصيفية بـ(راحة ضمير)!

هناك منتخبان قيد التجهيز لاستحقاقات قريبة، قرأنا أسماء اللاعبين والمدربين، وتتحفنا صفحة الاتحاد بأن التحضير فيهما يجري على قدم وساق (إن شاء الله)، لكن ماذا عن بقية مفاصل اللعبة؟ بقية المنتخبات، البطولات المحلية، استراتيجيات التطوير والتغيير؟ أم ننتظر بداية الموسم الكروي حتى يداهمنا (الإبداع)؟

خارجون للتو من أكثر من خيبة كروية مع كل المنتخبات التي حضرت، وحتى الآن لم تحضر ردة الفعل المناسبة، إلا إذا كان اتحاد الكرة لا يعتقد بوجود أي مشكلة، وأنه على الطريق الصحيح، فهنا يجب علينا الاعتذار!

أكثر ما نحتاج إليه في كرة القدم السورية هو أن ينزع أهل الشأن من رؤوسهم فكرة أنهم (محاربون) وأن كل شيء يمشي ضدهم، وأن يعترفوا أنهم دون الطموح في قيادة اللعبة، وأن يضعوا أنفسهم أمام خيارين: إما أن يطوروا أنفسهم، وينطلقوا للعمل بروح أكثر مسؤولية وأكثر إيجابية، أو يتركوا مكانهم لمن يعتقد أنه أهل لهذه المهمة (الصعبة) فعلاً.

نكرر الكلام نفسه منذ عدة عقود، ولا أي نتيجة إيجابية، وبكل أسف، يبدو أن المشهد سيطول مع غياب المحاسبة الصارمة والدقيقة.

بات ضعف تفكيرنا الكروي، وعدم قابلية هذا الفكر للتطوير (عقدة أزلية) في كرة القدم السورية، فما الحلّ؟

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن