الأولى

الاحتلال برر وأكد مواصلة الإبادة.. العالم ندد.. وسورية: مبادرات وقف المذابح زرع للأوهام … قنابل إسرائيل «الأميركية» تسوي مخيمات «المواصي» بالأرض

| الوطن

أمام أنظار العالم وقوانينه العاجزة، وبسلاح وقنابل أميركية الصنع، ودعم معلن ومطلق من قبلها، ارتكب الاحتلال الإسرائيلي أمس مجزرة جديدة في منطقة المواصي غرب خان يونس جنوب قطاع غزة، لتضاف إلى أكثر من 3390 مجزرة ارتكبها خلال حرب التطهير العرقي المتواصلة، راح ضحيتها مئات الشهداء والمصابين.

طيران الاحتلال أسقط 5 قنابل ثقيلة وخارقة للتحصينات على مخيمات النازحين في منطقة المواصي، ما أدى إلى استشهاد 90 فلسطينياً في حصيلة أولية، وإصابة 289 بينهم حالات خطيرة، في حين قامت الطواقم الإغاثية والطبية بانتشال جثامين الشهداء وإسعاف الجرحى، وسط عدم وجود مستشفيات تستطيع استقبال هذا العدد الكبير من الشهداء والجرحى، جراء تدمير الاحتلال المنظومة الصحية في القطاع.

وأعلن مكتب الإعلام بغزة أن الطواقم الإغاثية تواصل انتشال عشرات الشهداء والمصابين من موقع القصف، وشدد على أن المستشفيات غير قادرة على استيعاب هذا العدد من الجرحى، وقالت مصادر طبية في غزة: «عاجزون عن تقديم الخدمات الطبية في مستشفى ناصر بخان يونس بسبب العدد الكبير من الجرحى».

المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، قال في تصريح له: إن «المنطقة التي استهدفها الاحتلال مصنّفة آمنة حسب رواياته»، وأشار إلى أن جثامين الشهداء مقطعة وتحولت إلى أشلاء في منطقة الاستهداف، وأشار إلى أن الصواريخ الثقيلة التي استخدمها الاحتلال في مجزرته دفنت أعداداً كبيرة من المواطنين تحت الركام.

المذبحة الجديدة التي ارتكبها العدو لاقت كالعادة تنديداً دولياً وأممياً واسعاً، وفي دمشق اعتبرت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان لها أن جرائم القتل المستمرة التي ترتكبها إسرائيل منذ أكثر من عشرة أشهر تجري أمام سمع وبصر الولايات المتحدة والدول الغربية التي تدعي بأنها تعمل على وقف المجازر الإسرائيلية ولجم الفاشيين الإسرائيليين عن مواصلة جرائمهم.

وقالت: «لقد تابعت الجمهورية العربية السورية ما يسمى «مبادرات» لوقف المذابح الإسرائيلية، إلا أنها كانت تعي أن كل ذلك لا يعدو كونه مجرد زرع للأوهام ومحاولة لإتاحة المزيد من الوقت لحكومة الإجرام الصهيونية لمواصلة جرائمها بحق الشعب الفلسطيني، وإتمام المهمة التي أعلنتها حكومة القتل الإسرائيلية وهي إبادة هذا الشعب سواء كان ذلك في قطاع غزة أم في الضفة الغربية».

وأضافت: «لقد بلغ عدد الشهداء الفلسطينيين حتى اليوم نحو 40 ألف شهيد قضوا تحت أنقاض منازلهم، وفي الشوارع، وحتى في المخيمات التي أجبرتهم إسرائيل على الذهاب إليها، وأظهرت الحقائق أن إسرائيل كانت تهدف حقيقة إلى تجميع الفلسطينيين للإجهاز عليهم وتصفيتهم».

وطالب بيان الخارجية ما يسمى بالمجتمع الدولي بعدم الصمت عن تصعيد إسرائيل لمجازرها، مؤكداً ضرورة إلزام الكيان الصهيوني بالقانون الدولي، والقانون الإنساني الدولي، وقانون حقوق الإنسان.

وختم البيان بالقول: «تجدد سورية وقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني ودعمه حتى تحقيق أهدافه في التحرر من نير الصهيونية وجرائمها، وإقامة الدولة الفلسطينية على الأرض الفلسطينية».

ومع استمرار حالة العجز الدولي الكاملة عن القيام بأي خطوة توقف ما يجري من سيل للدماء في غزة، برر العدو مذبحته بالادعاء بأنها كانت محاولة لاستهداف القائد العام لكتائب القسّام، محمد الضيف، الأمر الذي نفته مصادر «حماس» التي قالت لقناة «الميادين»: إن الضيف، بخير، والادّعاءات الإسرائيلية بشأن إصابته لا أساس لها من الصحة، وكل الشهداء الذين سقطوا هم مدنيون.

بالمقابل خرج رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو مفتخراً بما قامت به قواته، وربط بين مواصلة المذبحة وبين ما يجري في كواليس مفاوضات وقف إطلاق النار، معتبراً بأنه لم يكن هناك تقدم في المفاوضات منذ أشهر لأن «الضغط العسكري» لم يكن قوياً بما يكفي، متوعداً بارتكاب المزيد من المجازر، بالقول: «سنواصل الضربات ضد قيادات حماس وعملية المواصي ستسهم في ذلك»!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن