أدانت العنف السياسي وتعريض حياة ترامب للخطر … موسكو: محاولة اغتيال بوتين مموّلة أميركياً والظروف غير مهيأة لمفاوضات بشأن أوكرانيا

اعتبر المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أنه لا يزال من الممكن إيجاد أرضية مشتركة بين روسيا والولايات المتحدة، مشيراً إلى أن هناك جهوداً تُبذل في هذا الصدد على المستويين الدبلوماسي والعسكري، في حين أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا أن محاولة اغتيال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، التي تحدث عنها في وقتٍ سابق رئيس مديرية الاستخبارات الرئيسية في وزارة الدفاع الأوكرانية كيريل بودانوف، «دُبّرت بتمويلٍ أميركي».

ورداً على سؤال عما إذا كان من الممكن إيجاد أرضية مشتركة بين روسيا والولايات المتحدة، قال بيسكوف في تصريح صحفي أمس وفقاً لوكالة «سبوتنيك»: «نحن الآن في مرحلة مواجهة عميقة ودقيقة، لكن هذا ممكن ولو كان ذلك مستحيلاً لماتت مهمة الدبلوماسية منذ زمن بعيد»، وأشار إلى أن الدبلوماسيين والعسكريين هم من يقومون بالجزء الأكبر من العمل حالياً.

وفي سياق آخر، شدد بيسكوف على أن نتائج قمة حلف شمال الأطلسي «ناتو» الأخيرة التي استضافتها واشنطن في وقت سابق هذا الشهر تشكل تهديداً لروسيا، وبشأن مباحثات السلام مع أوكرانيا اعتبر بيسكوف أن الظروف غير مهيأة بعد لعقد مباحثات كهذه في ظل إصرار حلف شمال الأطلسي على ضم أوكرانيا إليه، من دون مراعاة الاعتراض الروسي.

وفي مقابلة مع الإعلامي الروسي بافل زاروبين، قال بيسكوف إن حلف الـ«ناتو»، أعلن بوضوح خلال قمته الأخيرة أن أوكرانيا ستنضم إليه، وهذا يعني أن الحلف لا يأخذ أبرز اهتمامات روسيا في اعتباره، وأشار إلى أن القمة المذكورة «تشكل تهديداً لروسيا»، وأضاف: إن ذلك يعني أن الظروف غير مهيأة لإجراء مفاوضات بعد، وأن على روسيا العمل وتحقيق الأهداف التي حددها الرئيس فلاديمير بوتين، مردفاً بالقول: «نحن الآن في مرحلة مواجهة عميقة ودقيقة، وحتى الآن لا نرى أياً من الظروف المطلوبة للخروج من هذه الدوامة، لكن يوماً ما سيحين هذا الوقت».

وفي دلالة على عدم نضوج الحل على الجبهة الروسية- الأوكرانية، وعدم تنازل الولايات المتحدة الأميركية وحلف الأطلسي عن مشروعهما الذي تعدّ أوكرانيا أداة فيه، برز تصريح المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أن محاولة اغتيال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، التي تحدث عنها في وقتٍ سابق رئيس مديرية الاستخبارات الرئيسية في وزارة الدفاع الأوكرانية كيريل بودانوف، «دبرت بتمويلٍ أميركي».

وقالت زاخاروفا في منشور على منصة «تلغرام»: «تحدث (أول من أمس) السبت بودانوف أحد قادة نظام كييف، واعترف علناً بأن الاستخبارات الأوكرانية كانت تدبّر محاولة لاغتيال رئيس روسيا، ومن ثم فمحاولة الاغتيال تلك دُبّرت مرة أخرى بتمويل أميركي»، مضيفةً إنه «لم تكن الأنشطة الخبيثة للمخابرات العسكرية الأوكرانية وجهاز الأمن الأوكراني وبانكوفا (الرئاسة الأوكرانية) لتتم من دونه».

وفي وقتٍ سابق، كشف بودانوف أن جهاز الاستخبارات الأوكرانية دبر محاولة فاشلة لاغتيال بوتين، وعلق المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف بالقول: إن «أمن الرئيس الروسي مضمون على مستوى مناسب»، مشيراً إلى أن جميع تهديدات نظام كييف مكشوفة.

وفي سياقٍ آخر، قالت زاخاروفا تعليقاً على محاولة اغتيال الرئيس الأميركي السابق والمرشح الرئاسي المحتمل دونالد ترامب في ولاية بنسلفانيا: إن على الولايات المتحدة توجيه أموالها إلى الشرطة ووكالات إنفاذ القانون الأميركية، بدلاً من تمويل القوات المسلحة الأوكرانية.

وشددت المتحدثة باسم الخارجية الروسية على أن «الولايات المتحدة أوجدت الكيان الإرهابي المسمى نظام كييف، من خلال تمويل وضخ الأسلحة بلا حساب إلى أوكرانيا».

وبدوره قال بيسكوف في تصريحات صحفية أمس حول محاولة اغتيال ترامب: إن «روسيا تدين بشدة أي مظاهر للعنف في سياق الصراع السياسي»، مضيفاً: «نعلم بحالات عديدة لإصابة وحتى اغتيال الرؤساء الأميركيين، وأسلوب عمل الإدارة الأميركية الحالية يتمثل في أنهم يفضلون حل جميع القضايا من موقع القوة، بما في ذلك وفي المقام الأول في الشؤون العالمية، أما الآن فقد بدأ العنف ينتقل إلى الداخل».

وتابع: «لا نعتقد أن محاولة الاغتيال كانت مدبرة من الإدارة الحالية، الأجواء المحيطة بالمرشح ترامب هي التي أثارت ما تواجهه أميركا، فبعد محاولات عديدة لإزالة المرشح ترامب من الساحة السياسية، باستخدام الأدوات القانونية والمحاكم والمدعين العامين، ومحاولات تشويه سمعته والإساءة إليه سياسياً، كان من الواضح لجميع المراقبين الخارجيين أن حياته كانت في خطر».

وقال بيسكوف: إن روسيا تعرب عن تعازيها لذوي القتيل وتتمنى الشفاء العاجل للمصابين جراء محاولة اغتيال ترامب، وذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يخطط للاتصال بترامب بعد نجاته من محاولة الاغتيال، وجدد تأكيد أن «الكرملين لا يتدخل في الانتخابات الأميركية ولا ينوي الحكم على شرعية نتائجها المستقبلية».

وعقب تعرض الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لمحاولة اغتيال، أكدت موسكو إدانتها أي مظاهر للعنف السياسي وأشارت إلى أنها لا تعتبر الإدارة الأميركية الحالية ضالعة في الهجوم على ترامب الذي تعرض لمحاولة اغتيال بإطلاق النار عليه خلال إلقائه كلمته أثناء تجمع انتخابي لأنصاره في ولاية بنسلفانيا أول من أمس السبت، وأصيب في أذنه، وقتل شخص آخر كان بجواره كما أصيب اثنان آخران، بينما قتل رجال الخدمة السرية مطلق النار.