عربي ودولي

اتهامات لوزير الأمن بالتقاعس.. و«بوليتيكو»: طريقه نحو البيت الأبيض أصبح سهلاً … ترامب ينجو من محاولة اغتيال.. و«بلومبرغ»: صورته الدامية تزيد من شعبيته

| وكالات

لم يتأخر الرئيس الأميركي السابق، والمرشح الرئاسي، دونالد ترامب، في استثمار محاولة اغتياله والاستفادة منها لتزخيم حملته الانتخابية، في ظل تقارير عن التعاطف الشديد الذي خلفته الحادثة لدى الأميركيين، وأكد أنه سيخاطب أنصاره من ولاية ويسكونسن هذا الأسبوع، في حين رأت بعض الصحف الأميركية أن إطلاق النار الذي تعرض له ترامب في التجمع الانتخابي جعل طريقه أسهل للعودة إلى البيت الأبيض، وسط تكهنات حول دوافع مطلق النار وتوقيت الحدث الذي أظهر تقدماً كبيراً في شعبية ترامب وفق استطلاعات الرأي.

فبعد ساعات من محاولة اغتياله في بنسلفانيا، أكد ترامب، أن «من المهم أكثر من أي وقت مضى أن نقف صفاً واحداً»، متعهداً بمخاطبة أنصاره هذا الأسبوع من ولاية ويسكونسن، ومن خلال حسابه الشخصي على منصة «تروث سوشال»، قال ترامب إنه يصلي من أجل شفاء المصابين، متابعاً «نحمل في قلوبنا ذكرى المواطن الذي قُتل بطريقة مروعة».

وأصيب ترامب في أذنه، إثر أعيرة نارية أطلقت، أثناء إلقائه خطاباً في تجمع انتخابي في بنسلفانيا، وأظهرت لقطات مصورة أفراداً من جهاز الخدمة السرية والشرطة، وهم يرافقون ترامب إلى سيارة، في حين كان يرفع قبضته في الهواء، ونشرت صحيفة «واشنطن بوست» أمس الأحد، الحوار الذي دار بين ترامب وعناصر الأمن المكلفين حمايته بعد لحظات من محاولة اغتياله بتجمع حاشد في ولاية بنسلفانيا.

وفي اللحظة التي سمع فيها دوي إطلاق الرصاص، أمسك ترامب بأذنه اليمنى، وجلس القرفصاء تحت المنصة، وبينما توجه نحو ترامب عناصر أمنه من الخدمة السرية، وأحاطوه من كل جنب لإخراجه من المسرح، فقد ترامب حذاءه، ودار حديث بينه وبين العناصر: ترامب: اسمحوا لي أن أرتدي حذائي، عنصر الأمن: أنا أفهمك يا سيدي، رأسك ينزف. ترامب: دعني أرتد حذائي، ورغم ذلك، ترك حذاء ترامب على المسرح بعدما أُخذ المرشح الرئاسي بعيداً.

وأكد مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي «FBI» أن حادثة بنسلفانيا كانت محاولة لاغتيال ترامب، مشيراً إلى أن منفذ محاولة الاغتيال هو شاب يدعى توماس ماثيو كروكس، ويبلغ من العمر 20 عاماً، بينما أعلن المكتب أنه لم يتم تحديد دوافعه بعد، ولفت مكتب التحقيقات إلى أنه لم تكن لديه معلومات مسبقة بشأن وجود تهديد على التجمع الانتخابي لترامب.

من جانبها أفادت شبكة «سي إن إن» بأن القناص الذي حاول اغتيال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب تبرع بمبلغ مالي للديمقراطيين، رغم تسجيله عضوا في الحزب الجمهوري، ووفق الشبكة الأميركية، فقد أظهرت السجلات العامة أنه تم تسجيل كروكس للتصويت كجمهوري، لكنه قدم تبرعاً صغيراً لمجموعة متحالفة مع الديمقراطيين في عام 2021.

وذكرت شبكة «إن بي سي نيوز» أن صوراً من موقع الحادث تظهر أن توماس ماثيو كروكس المشتبه في إطلاقه النار على ترامب، كان يرتدي قميصاً يحمل شارة إحدى قنوات «يوتيوب» الأكثر شعبية المخصصة للأسلحة النارية.

من جهة أخرى، قالت وسائل إعلام أميركية إن توماس كروكس ليس له أي ماض إجرامي والسلطات لم تحدد الدافع بعد لمحاولته اغتيال ترامب، في حين فتحت لجنة الرقابة والمساءلة في مجلس النواب الأميركي تحقيقاً في محاولة اغتيال ترامب، ومن المقرر عقد جلسات الاستماع في الـ22 من تموز الجاري، وجاء الإعلان عن ذلك في رسالة من رئيس اللجنة جيمس كومر، إلى رئيس جهاز المخابرات الأميركي كيمبرلي تشاتل.

وأعلنت شرطة بنسلفانيا استعدادها لدعم التحقيق الفيدرالي بشأن حادثة ترامب، مشيرة إلى أن «سلطات إنفاذ القانون تصرفت بشكل بطولي لتحديد التهديد وتحييده»، مؤكدةً مقتل شخص واحد وإصابة 2 بجروح حرجة في حادث إطلاق النار.

وصرّح النائب الجمهوري، مايك والتز، أن لديه معلومات من «مصادر موثوقة»، تفيد بأن وزير الأمن الداخلي الأميركي رفض عدة طلبات لتوفير حماية أقوى لترامب، ووفق صحيفة «بوليتيكو» الأميركية يعتقد الجمهوريون في الكونغرس بالفعل، أن إطلاق النار في التجمع الانتخابي، «قد جعل طريق ترامب أسهل للعودة إلى البيت الأبيض»، ونقلت عن النائب الجمهوري ديريك فان أوردن، قوله في مقابلة قصيرة، بعد وقتٍ قصير من إطلاق النار: «لقد نجا ترامب من هذا الهجوم، لكنه فاز للتو في الانتخابات».

كذلك، أشار النائب تيم بورشيت، جمهوري من ولاية تينيسي، إلى الصور ومقاطع الفيديو لترامب، التي انتشرت بسرعة عبر الإنترنت، وقال إن ما حدث «سيعمل على تنشيط القاعدة أكثر من أي شيء آخر»، وهو، أي ترامب، «يرفع قبضته في الهواء ولا يريد المغادرة، ويصرخ، قاتل، قاتل، قاتل، هذا سيكون الشعار».

ولفتت «بوليتيكو» أيضاً إلى أن إطلاق النار، الذي وصفه العديد من المشرعين الجمهوريين على الفور بأنه «محاولة اغتيال»، يرسل موجات صدمة إلى «انتخابات مضطربة بالفعل»، وذلك لأن الديمقراطيين، الذين كانوا يتقاتلون على إمكانية انتخاب الرئيس جو بايدن ولم يتحدوا في انتقادهم لترامب إلا على مدى الأسبوعين الماضيين، سرعان ما أسكتوا هجماتهم على الرئيس السابق.

في المقابل، سارع الجمهوريون، الذين ظلوا صامتين وسط المشاجرة الديمقراطية، إلى إلقاء اللوم على خطاب الحزب المعارض في الهجوم على ترامب، بدورها توقعت وكالة «بلومبرغ» الأميركية أن تزيد حادثة إطلاق النار على المرشح لرئاسة الولايات المتحدة، دونالد ترامب، من شعبيته خلال الانتخابات المرتقبة في تشرين الثاني القادم في البلاد.

وقالت الصحيفة إن أنصار ترامب استغلوا الحادثة ونشروا صوره بيد ملطخة بالدماء، في محاولة لتصدير صورةٍ جديدة له توحي بقدرته على الصمود، وأشارت إلى أن إطلاق النار في التجمع مؤشر على الانقسام والصراع في المنافسة الانتخابية الرئاسية بين ترامب والرئيس جو بايدن، فضلاً عن الشعور بالعنف الذي يلوح في الأفق، متخللاً الخطاب السياسي.

وتحدث نصف الناخبين في الولايات المتأرجحة، إنهم يخشون العنف حول الانتخابات في استطلاع للرأي أجرته «بلومبرغ» في أيار الفائت، وألقى العديد من المشرّعين الجمهوريين اللوم في إطلاق النار على خطاب خصومهم السياسيين، ونشروا على وسائل التواصل الاجتماعي تصريحات نارية، وقدّموا ادعاءات بأن الديمقراطيين حرّضوا على العنف، وفق «بلومبرغ»، في وقتٍ يشير العديد من استطلاعات الرأي إلى تقدم ترامب بشكل ثابت على بايدن في استطلاعات الرأي الوطنية، حسب تقرير الصحيفة.

وشهدت الولايات المتحدة أربع عمليات اغتيال سياسي «ناجحة» بدأت في 26 نيسان 1865، بأول عملية اغتيال لرئيس أميركي، برصاصة استقرت في مؤخرة رأس الرئيس الأميركي السادس عشر أبراهام لنكولن، وكرّت بعدها سبحة الاغتيالات حيث تم اغتيال الرئيس الأميركي مرشح الحزب الجمهوري جيمس غارفيلد في 2 تموز1881، والرئيس الأميركي الخامس والعشرون، ويليام ماكنلي في عام 1901، والرئيس الأميركي الخامس والثلاثون جون كينيدي في 22 تشرين الثاني 1963.

في حين أن المحاولات الفاشلة أكثر من أن يحصيها تقرير موجز، كان أبرزها محاولة اغتيال الرئيس الأميركي التاسع والثلاثين، جيمي كارتر، والرئيس الأميركي الأربعين رونالد ريغان، والرئيس الأميركي الثاني والأربعين بيل كلينتون الذي تعرض لثلاث محاولات اغتيال في عامٍ واحد هو العام 1994، والرئيس الأميركي الثالث والأربعين جورج بوش الابن الذي تعرض بدوره لمحاولتي اغتيال، إضافة للرئيس الأميركي الرابع والأربعين باراك أوباما الذي تعرض لعدة محاولات اغتيال.

وإذا كان مجرّد تعداد الاغتيالات ومحاولات الاغتيال السياسي في الولايات المتحدة، أكبر من أن يتسع له تقرير موجز، فإنه لا يتسع حتماً لذكر الاغتيالات التي تورّطت واشنطن في التخطيط لها وتنفيذها حول العالم، ليس فقط لكثرتها، بل لصعوبة إحصائها، ولكون كثير منها لا يزال الغموض محيطاً بتفاصيله، كما اغتيال جون كينيدي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن