أكدت أن الفلسطينيين في غزة يواجهون معاناة قاسية للحصول على مياه الشرب … «أونروا»: مشاهد فظيعة ورائحة الدماء تفوح من مجمع ناصر الطبي
| وكالات
أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» أن الفلسطينيين يواجهون معاناة قاسية للحصول على مياه الشرب مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والحصار الجائر المفروض على إيصال المساعدات إلى القطاع المنكوب.
وحسب وكالة أنباء «الأناضول» التركية، قالت «أونروا» أمس الأحد، في منشور على حسابها في منصة «اكس»: «كل صباح يصطف سكان قطاع غزة لساعات تحت أشعة الشمس الحارقة لملء الأوعية بمياه الشرب، ثم يمشون مسافات طويلة حاملين أوزاناً ثقيلة».
وأضافت الوكالة: «بعد تعبئة مياه الشرب، يضطر الكثير من سكان غزة إلى المشي لمسافات طويلة حاملين أوزاناً ثقيلة في حرارة الصيف»، وشددت الوكالة الأممية: على أن هذا «الروتين المرهق يتكرر مراراً وتكراراً في غزة».
وسط هذه المعاناة، شدد نائب منسق الشؤون الإنسانية في وكالة «أونروا» في غزة سكوت أندرسون على ضرورة حماية المدنيين في القطاع في جميع الأوقات ووقف إطلاق النار والإفراج عن جميع الرهائن المتبقين، وإتاحة الفرصة لأهالي غزة «لالتقاط أنفاسهم وتهيئة الظروف اللازمة للشروع في مرحلة التعافي».
ووفق موقع «اليوم السابع» الإلكتروني المصري، قال أندرسون في بيان له أمس: إنه شاهد أثناء زيارته مجمع ناصر الطبي في خان يونس أول من أمس «أحد أفظع المشاهد التي رآها خلال الأشهر التسعة التي قضاها في غزة حيث استقبلت هذه المنشأة الصحية التي ترزح تحت أعباء هائلة ما يزيد على 100 حالة من الإصابات الحرجة».
وأضاف: إنه مع الافتقار إلى الأسرة الكافية ومعدات النظافة والأغطية والملابس الطبية تلقى العديد من المرضى العلاج على أرضية المستشفى من دون وجود مطهرات، لافتاً إلى أن أنظمة التهوية كان`ت معطلة نتيجة انقطاع الكهرباء والوقود، فسادت في الأجواء رائحة الدماء.
وتابع: «رأيتُ أطفالاً صغاراً مبتوري الأطراف وأطفالاً مشلولين ومحرومين من إمكانية تلقي العلاج الطبي وآخرين منفصلين عن ذويهم، كما رأيت أمهات وآباء لا يعرفون ما إذا كان أطفالهم على قيد الحياة، أخبرني الآباء والأمهات في يأس أنهم كانوا قد انتقلوا إلى ما يسمى المنطقة الإنسانية على أمل أن يكون أطفالهم بأمان هناك».
في سياق متصل، وصف الخبير السياسي الأميركي ستيفن سيملر، الرصيف العائم الذي أنشأته إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن على شاطئ قطاع غزة لـ«إيصال المساعدات الإنسانية» إلى القطاع بأنه «مسرحية متكاملة الأركان، وفشل تماماً في تحقيق هدفه».
سيملر أحد مؤسسي «معهد إصلاح السياسات الأمنية»، وهو مؤسسة بحثية أميركية غير حكومية، لفت في مقابلة مع «الأناضول» إلى أن منظمات الإغاثة الإنسانية واجهت صعوبات كبيرة بإيصال المساعدات القادمة عبر هذا الرصيف، بينما فسدت كميات كبيرة أخرى منها جراء سوء التخزين، واعتبر أن إدارة بايدن فضلت إشغال الرأي العام العالمي بمشروع الرصيف العائم في حين تملك القدرة على إيقاف الحرب.
وقال سيملر: إن الأميركيين «يريدون فقط إعطاء الانطباع بأن المساعدات تم جلبها إلى الشاطئ عبر الرصيف المؤقت الذي أنشأوه، ولا يعبؤون بمصير هذه المساعدات»، وأضاف: إن العملية المذكورة كانت بمثابة «ذر الرماد في العيون» من جانب إدارة بايدن.