الحرب على قطاع غزة استنزفت موارده … «واشنطن بوست»: الجيش الإسرائيلي منهك حتى النخاع
| وكالات
سلطت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية الضوء على مخاوف من عدم استعداد الكيان الإسرائيلي لحرب ضد لبنان، مشيرة إلى أن الجمهور الإسرائيلي غير مستعد لاستقبال آلاف الصواريخ من لبنان على «تل أبيب».
وأفادت الصحيفة أمس الإثنين، بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي أنهكته الحرب في قطاع غزّة، بات ينظر بحذر إلى الحرب في الجبهة الشمالية مع حزب الله، وقالت إن القادة الإسرائيليين يقولون إنهم «لا يريدون حرباً في لبنان، لكنهم مستعدون لأي سيناريو»، لكنهم الآن بعد أن تم استنزاف مواردهم في الحرب ضد قطاع غزة، فإن الجنود «منهكون وغير مستعدين لجبهة جديدة في الشمال».
وأشارت الصحيفة إلى أن الحرب الإسرائيلية ضد حماس «لم تؤد إلى هزيمتها، كما أن نتنياهو محاصر سياسياً ولم يحدد بعد إستراتيجية خروجه من الحرب»، كما لفتت «واشنطن بوست» إلى أن الكيان الإسرائيلي سيواجه من لبنان «عدواً أكبر حجماً وأفضل تسليحاً وأكثر احترافية من حماس في قطاع غزة».
ويعكف القادة العسكريون الإسرائيليون على وضع خطط للهجوم على لبنان منذ أشهر، وفي وقتٍ سابق، طالب عضو «كابينت» الحرب المستقيل بيني غانتس وآخرون، نتنياهو بالسماح بتوغل إسرائيلي في لبنان في آذار الماضي، لكن نتنياهو كان متردداً.
بدورها، قالت أستاذة العلوم السياسية الإسرائيلية جايل تالشير، إن «نتنياهو الذي تفاخر ذات يوم بقدرته على منع الحروب، يعلم أن الجمهور الإسرائيلي غير مستعد لاستقبال آلاف الصواريخ على تل أبيب»، وأضافت: إنه «بدلاً من وضع إستراتيجية، قام بعزل نفسه وتجنب اتخاذ القرارات الصعبة من أجل كسب الوقت وإحاطة نفسه بموالين يفتقرون إلى الخبرة العسكرية»، في حين قال رئيس «المجلس المحلي» في الشمال موشيه دافيدوفيتش، إن «مئات المنازل تضررت أو دمرت في شمال إسرائيل».
وأكدت الصحيفة أن ضربات حزب اللـه تعد تجربة بسيطة لما قد يلحقه بإسرائيل خلال حرب واسعة، ومن المتوقع أن تؤدي هذه الضربات إلى انقطاع التيار الكهربائي على نطاقٍ واسع في إسرائيل، ويُعتقد أن حزب اللـه لديه أكثر من ضعف عدد المقاتلين لدى حماس، وأكثر من أربعة أضعاف عدد الذخائر، بما في ذلك الصواريخ الموجهة.
والشهر الماضي، قال نائب رئيس الأركان السابق يائير غولان لمحطة إذاعية إسرائيلية: «لقد أصبحت قوات الاحتياط والنظام العسكري النظامي منهكة حتى النخاع»، في حين قال المسؤول السابق في مجلس الأمن القومي الإسرائيلي يوئيل غوزانسكي: إن «إسرائيل معتادة خوض حروب قصيرة، مضيفاً إنه «بعد تسعة أشهر، أصبح الجيش الإسرائيلي مرهقاً، ويحتاج إلى العناية بالمعدات، وقد استنفدت الذخائر، وتتأثر كل أسرة في إسرائيل بذلك»، وأضاف: إن الغزو الإسرائيلي للبنان قد يكون بمثابة «فخ»، إذ يجر إسرائيل إلى حرب مرهقة أخرى لا نهاية لها.