عربي ودولي

80 شهيداً في اليوم الـ283 للعدوان على غزة.. وشهادات مروعة من داخل معتقل «عوفر» … المقاومة توقع جنود الاحتلال بين قتيل ومصاب بكمائن ومواجهات في رفح

| وكالات

مع دخول العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يومه الـ283، ارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين إلى أكثر من 38660، إضافة إلى ما يزيد على 89 ألف مصاب حتى ساعة إعداد هذا الخبر مساء أمس، وبالتزامن واصلت المقاومة الفلسطينية تصديها لقوات الاحتلال في محاور التوغل في القطاع، وأوقعت جنوداً للاحتلال بين قتيل وجريح في كمائن في رفح جنوب قطاع غزة، رداً على جرائم الاحتلال، على حين أعلن الدفاع المدني في غزة أن الاحتلال دمر أكثر من 80 بالمئة من مقدرات القطاع.

وفي التفاصيل، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أمس في بيان أوردته وكالة «سانا» أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب خلال الساعات الـ 24 الماضية 3 مجازر في قطاع غزة، وصل من ضحاياها إلى المستشفيات 80 شهيداً، و216 جريحاً، وقالت الوزارة: إن عدد ضحايا عدوان الاحتلال المتواصل لليوم الـ283 على القطاع ارتفع إلى 38664 شهيداً، و89097 جريحاً، بينما ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

واستشهد وأصيب العشرات أمس من جراء قصف الاحتلال أحياء الشجاعية والزيتون وتل الهوا والشيخ عجلين والصبرة في مدينة غزة ودير البلح وسط القطاع ورفح جنوبه، في حين أعلنت بلدية دير البلح توقف عمل كل آبار وخزانات المياه بالمدينة من جراء نفاد الوقود اللازم لتشغيلها ما يعرض حياة 700 ألف فلسطيني لمخاطر كبيرة من جراء انقطاع المياه.

في السياق، استشهد عدد من الفلسطينيين وأُصيب آخرون، أمس الإثنين، في قصف إسرائيلي استهدف عدة مناطق من قطاع غزة، وفق مصادر طبية أفادت حسب وكالة أنباء الأناضول باستشهاد ثلاثة فلسطينيين وإصابة آخرين بقصف مجموعة فلسطينيين قرب عمارة حسان في شارع المنصورة بحي الشجاعية شرق مدينة غزة، كما قصفت مدفعية الاحتلال عدداً من الأهداف في حي الصبرة جنوب مدينة غزة، في حين أطلقت طائرات إسرائيلية نيرانها مستهدفة مدينة الزهراء، كذلك استشهد 5 فلسطينيين بينهم 3 أطفال وأصيب آخرون بجروح مختلفة، فجر أمس، في غارة إسرائيلية استهدفت شقة سكنية في مخيم المغازي.

وفي بلدة الزوايدة وسط القطاع، استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي مجموعة فلسطينيين بجوار بئر أبو صلاح ما تسبب باستشهاد شخص وإصابة آخرين، كما قصفت المدفعية الإسرائيلية بلدة المغراقة (وسط)، وفي المناطق الجنوبية قصفت مقاتلات حربية للاحتلال شقة سكنية في عمارة بالقرب من مسجد إسماعيل أبو شنب، في محيط مدارس العودة بعبسان الكبيرة شرق مدينة خان يونس.

في الغضون، أكد المتحدث باسم جهاز الدفاع المدني في غزة محمود بصل، في تصريح لقناة «القاهرة الإخبارية» أن الاحتلال الإسرائيلي دمر أكثر من 80 بالمئة من مقدرات القطاع، وقال أمس الإثنين: إن قصف الاحتلال الإسرائيلي المتواصل للمناطق المأهولة بالسكان واستهداف تجمعات المواطنين، يزيد من صعوبة عمل طواقم الدفاع المدني في الاستجابة للاستغاثات».

مسؤولة الإعلام بالهلال الأحمر الفلسطيني، أكدت أن لا مكان آمناً في غزة وأن الاحتلال يواصل استهداف المدنيين ومخيمات النازحين، وقالت في مداخلة هاتفية مع «القاهرة الإخبارية»: إن الاحتلال يستهدف المناطق التي يدعي أنها آمنة في قطاع غزة، ولفتت إلى أن المستشفيات في القطاع تعاني شحاً في الأدوية والمستلزمات الطبية، مشيرة إلى أن الاحتلال يعرقل إدخال المساعدات من معبر رفح.

على صعيد متصل، نقل محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين خالد محاجنة، شهادات مروعة عن معتقلين من قطاع غزة، أثناء زيارته لمعتقل «عوفر»، وقال في بيان صادر عن هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير، وفق وكالة «وفا»: إن بعض المعتقلين في «عوفر» تعرضوا لعمليات تحرش جنسي بعد تجريدهم من ملابسهم والاعتداء عليهم بالضرب في أماكن حساسة، وهم يعانون حالياً أوضاعاً صحية ونفسية صعبة.

وأضاف: إن الكلاب البوليسية تهاجم المعتقلين وتنهش أجسادهم وهم مكبلو الأيدي وراء رؤوسهم، إلى جانب تعرضهم لعمليات «شبح» يرافقها الاعتداء بالضرب، وأشار إلى أن هناك أكثر من 100 معتقل مرضى وجرحى من دون علاج، في ظل اكتظاظ شديد في غرف المعتقل، وهي عبارة عن غرف من الإسمنت تفتقر إلى التهوية ومساحتها لا تزيد على خمسة أمتار مربعة، وفيها أسرّة حديدية بلا فراش ولا أغطية، ويحتجز في كل واحدة منها 25 معتقلاً، ينام أغلبيتهم على الأرض.

وأوضح محاجنة أن المعتقلين يأكلون وهم مقيدو الأيدي، ولكل معتقل وجبة واحدة طوال اليوم وهي عبارة عن 100 غرام خبز، وخيارة أو حبة بندورة وكمية قليلة جداً من اللبن، وبين أن الحمّام مكشوف داخل غرف المعتقل، إضافة إلى وجود كاميرات مراقبة داخل الغرف مسلطة على الحمامات، بينما لا تزال مدة الاستحمام محددة بدقيقة واحدة فقط.

وأشار محاجنة نقلاً عن المعتقلين، إلى أن معتقل «عوفر» يضم «عنبرين» للتعذيب داخل الغرف ولا يمكن رؤية المعتقلين خلال تعذيبهم، ولكن يسمع صراخهم فقط، ومؤخراً اعتدى جنود الاحتلال على كل المعتقلين في «عوفر»، ما تسبب بكسر أطراف العديد منهم، ونقل محاجنة عن أحد المعتقلين، الذين نقلوا من معسكر «سديه تيمان» إلى «عوفر»، استشهاد أحد المعتقلين المرضى، بعد رفض جنود الاحتلال تقديم العلاج اللازم له.

وأمام الجرائم المروعة التي يرتكبها الاحتلال بحق الفلسطينيين في القطاع وداخل معتقلاته، واصلت المقاومة الفلسطينية أمس تصديها لقوات العدو الإسرائيلي في اليوم الـ 283 من معركة «طوفان الأقصى»، ونفذت عملياتٍ وكمائن نوعية، مستهدفةً قوات الاحتلال عند كل محاور القتال.

وحسب وسائل إعلام فلسطينية، أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي أن مقاوميها قصفوا بوابلٍ من قذائف الهاون النظامي «عيار 60» جنود و«جيبات» العدو الصهيوني المتوغلين في محيط مفترق عوض اللـه وسط مخيم يبنا جنوب مدينة رفح، وأكد مقاوموها هبوط الطيران المروحي بالقرب من المكان المستهدف لإجلاء القتلى والجرحى.

كما أعلنت السرايا استهداف مجموعة من جنود العدو بقذيفة (TBG) داخل شقة سكنية عند مفترق عوض اللـه وسط المخيم نفسه، وإيقاع أفراد المجموعة ما بين قتيل وجريح، كذلك أشارت إلى أن مقاوميها خاضوا اشتباكات ضارية بالأسلحة الرشاشة والقذائف المضادة للدروع مع جنود وآليات العدو وسط المخيم، بينما أعلنت كتائب شهداء الأقصى أنها دكّت قوات العدو المتوغلة في مخيم يبنا شمال مدينة رفح بوابلٍ من قذائف الهاون.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن