فاتحاً الباب لتساؤلات ونقاشات عن قاعدة وقدرة «داعش» في المملكة…إدانات دولية لتفجير القطيف.. ومجلس الأمن يدعو إلى هزم «التنظيم» الإرهابي
أعلن تنظيم «داعش» عن نفسه في السعودية بعنف في التفجير الذي استهدف مسجداً في القطيف، حيث طرح التفجير تساؤلات عن قاعدة التنظيم في المملكة وقدرته على إحراز خرق أمني فيها.
ففي حين تقود السعودية غارات عند حدودها الجنوبية، يزعزع تنظيم «داعش» أمنها في المنطقة الشرقية، حيث أعلن التنظيم بصراحة مسؤوليته عن تفجير القديح في القطيف ناشراً صورة أبي عامر النجدي منفذ العملية ليثبت واقعية حضوره في المملكة.
وتفجير القديح هو الأول لـ«داعش» في بلاد الحرمين الشريفين لناحية تبني التنظيم العلني له، غير أن تفجيراً آخر سبقه العام الماضي في محافظة الإحساء حمل بصمات «داعش» بغياب بيان إعلان المسؤولية.
وفي تسجيله الصوتي للبغدادي العام الماضي أعلن أن طلائع «الدولة الإسلامية» ستصل إلى بلاد الحرمين قريباً على حدّ تعبيره، والآن مرت أشهر وتبنى التنظيم رسمياً تفجيراً في المملكة ليسلط الضوء على وجود قاعدة لـ«داعش» في السعودية تنفذ تعليماته وتحرز خرقاً أمنياً في البلاد.
وفتح تفجير القديح باب التساؤلات والنقاشات عبر مواقع التواصل الاجتماعي بين من رأى فيه فتنة طائفية، ومن رآه نتيجة للخطاب التحريضي، وتحت هاشتاغ «تفجير إرهابي في القطيف» اشتعل موقع «تويتر» بالخلافات والسجالات وتبادل الاتهامات فيما توجّه عدد كبير من المغردين للمطالبة بإيقاف المنابر التحريضية والفتاوى التكفيرية.
وتبنّى تنظيم «داعش» الهجوم الانتحاريّ في القطيف، بينما أعلنت وزارة الداخلية السعوديّة استشهاد أكثر من عشرين وجرح نحو مئة في تفجير انتحاري استهدف مسجد الإمام علي ببلدة القديح بمحافظة القطيف، وأكدت أن انتحارياً يرتدي حزاماً ناسفاً فجّر نفسه أثناء أداء المصلّين صلاة الجمعة في المسجد.
إلى ذلك، خرج أهالي منطقة القطيف في تظاهرات احتجاج ندّدت بالتفجير الإرهابي، وعبّروا عن استنكارهم التفجير، وتداعوا بمسيرات عفوية لتشييع الشهداء.
من جانبه أدان مجلس الأمن الدولي التفجير، مؤكداً أن تنظيم «داعش» الذي تبنّى الاعتداء يجب أن يهزم. وقال المجلس في بيان رئاسي إن «أعضاء المجلس يدينون بأشد العبارات التفجير الانتحاري ويعبرون عن تعاطفهم العميق ويقدّمون تعازيهم إلى عائلات ضحايا هذا العمل الإجرامي الشرير».
وأضاف البيان: إن «تنظيم داعش يجب أن يهزم» وأن أفكار «التعصب والعنف والكراهية التي يعتنقها يجب أن يقضى عليها»، وأكد أعضاء المجلس أن «الأعمال الهمجية التي يرتكبها تنظيم الدولة الإسلامية لا ترهبهم بل تزيدهم إصراراً على وجوب أن يكون هناك جهد مشترك بين الحكومات والمؤسسات، وخاصة المنطقة الأكثر تضرراً، لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية والجماعات التي بايعتها».
وبدوره أدان الأمين العام للأمم المتحدة الهجوم، ووضع الناطق باسمه فرحان حق التفجير في خانة محاولة إشعال فتنة مذهبية في البلاد وطالب بإنزال أقصى العقوبات بالفاعلين.
ومن جهته أدان البيت الأبيض هجوم القطيف إلا أنه أوضح أنه لا يستطيع تأكيد إعلان تنظيم «داعش» مسؤوليته عن الهجوم. فيما حمّل حزب اللـه السلطات السعودية «مسؤولية الجريمة البشعة بسبب رعايتها ودعمها المجرمين من أجل ارتكاب جرائم مماثلة وكذلك بسبب تحريضها الطائفي والعنصري ضدّ أبناء القطيف وعدم تقديم الحماية لهم».
إلى ذلك استنكر المفتي العام للسعوديّة رئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبد العزيز آل الشيخ التفجير، وقال: إن هذا العمل الإجراميّ هو «منهج الأعداء بالإجرام والإفساد واختراق صفوف الأمة».
كما استنكر شيخ الأزهر أحمد الطيب «التفجير الإرهابي»، فيما دعا مفتي مصر شوقي علام المواطنين إلى «الوحدة وعدم الانجرار إلى مستنقع الطائفية».
بدورها أدانت وزارة الخارجية الروسية التفجير، وجاء في بيان أصدرته الخارجية وأوردته وكالة سبوتنيك الروسية «إن روسيا تقف ضد استغلال الدين لأهداف سياسية وضد إشعال نار التناقضات الطائفية».
وكان 21 شخصاً قد قتلوا وأصيب 81 آخرون بجروح، بينهم 12 في حالة حرجة، في تفجير انتحاري تبناه تنظيم «الدولة الإسلامية» المتطرف واستهدف مسجداً خلال صلاة الجمعة في بلدة القديح في محافظة القطيف شرقي السعودية.
(روسيا اليوم – أ ف ب- الميادين)