باتروشيف: الخطوة المقبلة تشكيل حكومة الوحدة الوطنية ووضع دستور جديد
بينما كانت المحادثات السورية السورية تنطلق في جنيف، توقعت موسكو اكتمال التسوية السياسية في سورية خلال 18 شهراً، وأشارت إلى أن الخطوة المقبلة تتمثل في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية ووضع دستور جديد وإطلاق التغييرات الاجتماعية المطلوبة وإجراء انتخابات، من دون أن تحدد فيما إذا كانت برلمانية أم رئاسية. ودعت إلى إشراك «الجماعات المسلحة غير المتطرفة المستعدة لمكافحة تنظيم داعش وجبهة النصرة» في العملية السياسية، لافتةً إلى أنها أطلقت عمليتها في سورية بعد أن تحولت هذه الدولة من «ناجحة إلى نقطة ساخنة»، وانتقدت محاولات تركيا «تأجيج الفتنة الطائفية» في المنطقة لتحقيق مصالحها الجيوسياسية.
في غضون ذلك وصل مستشار المرشد الأعلى للجمهورية في إيران للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي إلى العاصمة الروسية، بالترافق مع توجه رئيس الدبلوماسية الروسية سيرغي لافروف إلى الخليج العربي في جولة شرق أوسطية تقوده إلى كل من أبو ظبي ومسقط.
في التفاصيل أشار أمين مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف إلى أن التسوية السياسية في سورية قد تكتمل خلال 18 شهراً. ونقلت وكالة «تاس» الروسية للأنباء، عن باتروشيف قوله في حديث للصحفيين: «سنسعى إلى أن تجري العملية السياسية في سورية في الإطار الزمني الذي حدده مجلس الأمن الدولي (بموجب القرار 2254) ومجموعة فيينا وأن تكتمل خلال عام ونصف العام».
وأكد باتروشيف أن «الخطوة المهمة المقبلة يجب أن تتمثل في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية ووضع دستور جديد لسورية وبدء إجراء التغييرات الاجتماعية المطلوبة على أساسها وإجراء انتخابات». وذكر أن موسكو معنية بالحفاظ على وحدة أراضي سورية واستقلالها، قائلاً: «من المؤسف للغاية أنها (سورية) تحولت من بلد مستقر وناجح إلى نقطة ساخنة»، واستطرد موضحاً «ولهذا السبب تحديداً بادرت روسيا إلى القيام بعملية للقضاء على الإرهاب في الأراضي السورية، وكذلك إنشاء مركز معلوماتي في بغداد لتنسيق جهود الدول المشاركة في القتال ضد الجماعات الإرهابية. ويجري إنشاء آلية مشابهة للتنسيق في الأردن»، ويضم مركز بغداد كلاً من روسيا وإيران وسورية والعراق.
وأكد أمين مجلس الأمن الروسي، ضرورة منع تأجيج الفتنة الطائفية في المنطقة لمصلحة تحقيق مهمات جيوسياسية خاصة لبعض الدول مثل تركيا. ودعا إلى عدم قصف مواقع جماعات مسلحة غير متطرفة مستعدة لمكافحة تنظيم داعش و«جبهة النصرة» وغيرهما من الإرهابيين وإشراك هذه الجماعات في العملية السياسية.
كما جدد باتروشيف الموقف الروسي الرافض لمشاركة إرهابيين في المفاوضات، مشيراً إلى استعداد موسكو لأي مبادرات تساعد في تحريك المفاوضات السورية تحت إشراف الأمم المتحدة وتحقيق الاتفاقات التي تم التوصل إليها في فيينا ونيويورك.
وإلى موسكو وصل أمس مستشار المرشد الأعلى في إيران للشؤون الدولية من أجل إجراء محادثات مع كبار المسؤولين الروس.
وذكرت قناة «برس تي. في» الإيرانية أن زيارة ولايتي إلى موسكو والمقرر أن تستغرق أربعة أيام تأتي بناء على دعوة من مدير المعهد الروسي للدراسات الإستراتيجية ليونيد بتروفيتش ريشيتنيكوف.
ومؤخراً أكد ولايتي أن إيران وروسيا تعتبران دولتين مؤثرتين في كل من المنطقة والعالم، حيث إنه يمكنهما لعب دور بناء للغاية في إرساء السلام وخلق حالة مناسبة لتعزيز التفاعلات الدولية.
وفي كانون الثاني من العام الماضي زار ولايتي موسكو موفداً من الرئيس حسن روحاني، حيث سلم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رسالة من نظيره الإيراني.
(روسيا اليوم – أ. ش. أ)