رياضة

أسفل المنصة

| مالك حمود

ثمة خبر قرأته بالأمس فأسعدني وأزعجني بآن واحد.

سعدت للتكريم الذي حظي به عدد من أبطال سورية بالمصارعة، تقديراً لما حققوه في البطولة العربية الأخيرة لفئة الشباب (ما دون 20 عاماً) لكن سرعان ما انزعجت وتألمت لدى معرفتي بأن إنجاز المصارعة السورية باختصاصييها الرومانية والحرة لم يتجاوز الميداليات البرونزية.!

فهل أصبح البرونز العربي طموحنا ومصدر فرحنا؟

مصارعتنا التي كانت في الطليعة عربياً بالشراكة مع مصر.

مصارعتنا التي كانت لا تقبل إلا أن تكون حاضرة على منصات التتويج العربية في كل الأوزان.

مصارعتنا التي كانت تعود بنصف الذهب العربي على الأقل من كل بطولة.

مصارعتنا التي نجح عدد من أبطالها بالفوز على بعض الأبطال العالميين بمن فيهم المصري كرم جابر.

مصارعتنا التي كانت تقيم معسكرات تدريبية داخلية لمنتخبها على مدار العام وبمعدل لاعبين اثنين في كل وزن للتحفيز ونجاح التمرين.

مصارعتنا التي كانت لا تنقطع عن البطولات الرسمية والدولية والمعسكرات الخارجية في الدول المتطورة باللعبة.

مصارعتنا التي كانت سباقة لاستضافة البطولات العربية، بما فيها بطولة دمشق الدولية السنوية للمصارعة.

مصارعتنا التي كانت «رقم واحد» بين ألعابنا الرياضية لسنوات طويلة لقوة وديمومة إنجازاتها.

مصارعتنا بتاريخها الحافل والفاخر تنحسر طموحاتها وأحلامها اليوم إلى البرونز الذي بات مبعثاً للفرح والتكريم.

لسنا ضد التكريم على البرونز، ولكن دعونا نسأل: ما الذي أعاد مصارعتنا من الذهب إلى البرونز؟

وماذا أعددنا لأصحاب الإنجاز البرونزي لدعم طموحاتهم نحو التتويج بالفضة والذهب؟

لن نلوم المصارعة على ما وصلت إليه، لكن الملامة على من قلل وقلص الدعم المقدم لها من معسكرات داخلية وخارجية ومشاركات دولية.

قلناها مراراً: لو تنال ألعاب القوة ربع ربع ما تناله كرتا القدم والسلة في رياضاتنا لكانت سورية حاضرة على منصات تتويج معظم البطولات الخارجية، وعندها سيعود التكريم للذهب بدلاً من البرونز.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن