رغم حالة التخبط.. دي ميستورا يعلن بدء محادثات جنيف رسمياً.. والأمم المتحدة لا تحترم مواعيدها
| الوطن – وكالات
رغم استمرار حالة التخبط لليوم الرابع على التوالي في جنيف وتواصل الإشكالات والعوائق لعدم جاهزية وفد الرياض للمحادثات وعدم معرفة المدعوين من المعارضات من منهم المفاوض ومن منهم المستشار ومن الخبير أعلن المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا انطلاق محادثات جنيف غير المباشرة بين وفد الحكومة الرسمي ووفود المعارضات بشكل رسمي.
ما يثير السخرية في اليوم الأول من المحادثات بروز «نهفة» لافتة للأمم المتحدة تمثلت بعدم احترام مواعيدها مع تأجيلها لقاء لمبعوثها الخاص إلى سورية مع الوفد الحكومي الرسمي إرضاء لوفد معارضة الرياض وعقده أول لقاء رسمي مع عدد من أعضاء وفد الرياض.
وفي اتصال لـ«الوطن» مع أمين عام «هيئة العمل الوطني الديمقراطي» المعارضة محمود مرعي المتواجد حالياً في جنيف قال مرعي «وفد الرياض حتى الآن غير جاهز للحوار.. يطالب بشروط وتدابير ثقة رغم أن دعوة دي ميستورا هي من دون شروط مسبقة». وأوضح مرعي أن «ما يحصل في جنيف هو مجرد لقاءات هامشية ولا يوجد حوار».
ولفت مرعي، أنه «وحتى الآن لا يعلم المعارضون من المفاوض منهم ومن هو المستشار ومن هو الخبير».
وذكر أمين عام «هيئة العمل الوطني الديمقراطي» أن دي ميستورا «قد يلتقي عدداً من أعضاء وفد معارضة الداخل المدعوين الثلاثاء»، وهم إضافة إلى مرعي كل من ميس كريدي وطارق الأحمد ونواف طراد الملحم وسهير سرميني وبروين إبراهيم.
وفي مجريات يوم أمس، أعلنت الأمم المتحدة أن اجتماعاً مقرراً مع الوفد الحكومي الرسمي في جنيف أرجئ في اللحظة الأخيرة لإفساح المجال أمام المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سورية للقاء وفد المعارضة رسمياً قبل ذلك.
وجاء في بيان رسمي صدر عن الأمم المتحدة أن «الاجتماع المقرر عند الساعة 11.00 (10.00 ت غ) هذا الصباح (الاثنين) بين مبعوث الأمم المتحدة الخاص ووفد النظام السوري قد أرجئ».
وأوضحت متحدثة باسم الأمم المتحدة أن الاجتماع أرجئ «لإفساح المجال للقاء وفد الهيئة العليا للمفاوضات السورية أولاً».
وتابع البيان أن لقاء دي ميستورا ووفد المعارضة لا يزال مدرجاً «في هذه المرحلة» عند الساعة (16.00 ت غ) في مقر الأمم المتحدة.
ومساء أمس التقى دي ميستورا بـشخصيات من وفد الرياض وهي بحسب مصدر في جنيف «سهير الأتاسي، جورج صبرا، أحمد عسراوي، أليس مفرج، أسعد الزعبي، محمد صبرا، عبد الحكيم بشار، حسن إبراهيم، أحمد الحريريالحرير».
ولفتت تقارير تلفزيونية إلى أن القيادي في ميليشيا «جيش الإسلام» محمد مصطفى علوش، الذي ينتظر وصوله قبل مساء اليوم قد يحضر إذا ما وصل قبل الاجتماع، وأن محمد الحريري هو «ممثل عن التنظيمات المسلحة». وعقب الاجتماع قال المتحدث باسم وفد الرياض سالم المسلط للصحفيين: إن «الاجتماع اليوم كان لمناقشة الأمور الإنسانية. هناك عملية سياسية سنسعى لإنجاحها إن تحقق ما جئنا من أجله». ووصف رد دي ميستورا على مطالب وفد الرياض الإنسانية بـ«الإيجابي».
وإن كان وفد الرياض انضم إلى العملية السياسية، قال المسلط «فك الحصار وإطلاق سراح المعتقلين ووقف العمليات الهجومية أمر ضروري»، مضيفاً «القضايا الإنسانية غير قابلة للتفاوض».
وذكر المسلط أن «جميع الفصائل الثورية ممثلة في الوفد المفاوض بما في ذلك جيش الإسلام ونعتز بوجود هذه الفصائل معنا».
وأشارت تقارير تلفزيونية إلى إشكالية تمثيل الشخصيات المعارضة التي وجهت لها الدعوة من خارج «الهيئة العليا للمفاوضات»، مع رفض الهيئة انضمام أي شخصية إلى الوفد الذي شكلته.
وبعد تصريحات المسلط، عقد دي ميستورا مؤتمراً صحفياً أعلن خلاله انطلاق محادثات جنيف غير المباشرة ووصفها بـ«الشائكة جداً». وتحدث بطريقة أوحت بانحيازه إلى وفد الرياض في الشروط المسبقة التي يطرحها رغم أن القرار الأممي 2254 ينص على إجراء محادثات من دون شروط مسبقة.
وقال دي ميستورا «هذه المحادثات ستكون مختلفة عن السابقة.. بدأت المحادثات.. سنلتقي بالوفد الحكومي غداً (الثلاثاء) وسندعو الهيئة العليا للمفاوضات بعد ظهر غد للدخول في عمق القضايا المطروحة»، داعياً الدول الكبرى «للعمل لوقف إطلاق النار». وأشار إلى أن محور النقاش مع وفد الرياض تركز بصورة أساسية على القضايا الإنسانية». وأضاف «سنسعى لتحقيق اختراق وسنقوم بإدراج مسألة إخراج النساء والأطفال من الحصار في المقام الأول كمرحلة أولى ونتوقع من الحكومة السورية تنفيذ هذا المطلب». وأوضح أن «الهدف الرئيسي هو جمع الطرفين وأن يتم الوقوف على كافة النقاط التي سيطرحها كل طرف على حدة ونحن نعلم سلفاً نوايا كل طرف». واعتبر دي ميستورا أن المعارضة «تملك وجهة نظرة قوية في موقفها».
وإن كانت هذه الجولة من المحادثات ستستمر إلى 11 شباط الجاري قال دي ميستورا إن «فترة المفاوضات تعتمد على إرادة الوفدين ونعتزم أن تأخذ هذه المفاوضات عمقاً أكبر.. مجموعة الدعم سوف تقدم الدعم المطلوب.. وعلى مجلس الأمن أن يعلم أن هذه الجولة ليست جولة من جولات جنيف».
وأشار دي ميستورا إلى أن وفد الحكومة يقول إن هذه المحادثات يجب أن تكون من دون شروط «ولكن هذا لا يعني أن النظام ليس عليه واجبات يجب أن يحققها. الناس تحتاج إلى أجوبة».