حَذّر من انتشار الحرب في أنحاء كثيرة من المنطقة والعالم ما لم يتم لجم إسرائيل … المقداد: سنرفع علمنا على كامل ترابنا بعد تحريره من الاحتلال والإرهاب
| الوطن
جدد وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد التأكيد على أن كيان الاحتلال الإسرائيلي لم يكن له أن يجرؤ على ارتكاب الانتهاكات الصارخة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان لولا الانخراط المباشر للولايات المتحدة في العدوان، والدعم السياسي والعسكري والمالي والإعلامي اللا محدود الذي توفره الإدارة الأميركية وعددٍ من حلفائها لإسرائيل.
وفي كلمة له أمام الاجتماع الوزاري لمجلس الأمن حول بند: «الحالة في الشرق الأوسط بما فيها القضية الفلسطينية» ألقاها نيابةً عنه مندوب سورية الدائم في الأمم المتحدة السفير قصي الضّحاك، لفت إلى أن جرائم الكيان الإسرائيلي لم تبدأ في السابع من تشرين الأول الماضي، لأنها في صميم طبيعته العدوانية ونزعته العنصرية وتطلعاته الاستيطانية التوسعية، وهي استمرارٌ لسلسلة طويلة من المجازر وأعمال العدوان والإرهاب التي تحفل بها سجلات الأمم المتحدة وذاكرة شعوبنا، والتي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي على مدى عقود لتكريس وجوده على الأراضي العربية المحتلة، وقتل وتهجير أهلها وبناء المزيد من المستوطنات عليها لتقويض أي فرصة لقيام الدولة الفلسطينية.
وأضاف في كلمته التي حصلت «الوطن» على نسخة منها: «تؤكد سورية إدانتها الجرائم الإسرائيلية، ومطالبتها بوقفها والمساءلة عنها، كما تجدد الإعراب عن دعمها الكامل للشعب الفلسطيني في نضاله لإنهاء الاحتلال والتمتع بحقوقه الراسخة وغير القابلة للتصرف بما فيها حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، ونيلها العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وترفض سورية جميع المحاولات الرامية للمساس بـ«أونروا» ودورها المهم في تقديم الدعم للفلسطينيين في وطنهم الأم والدول المضيفة ومنها سورية».
المقداد طالب في كلمته بوقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان الشقيق والقرى المدنية الآمنة في الجنوب اللبناني، والتي أدت لاستشهاد أعداد من المدنيين وتدمير بلدات وتهجير قاطنيها، وتخريب الأراضي الزراعية جرّاء استخدام الفوسفور الأبيض المحظور دولياً.
واعتبر وزير الخارجية أن العدوان الإسرائيلي على غزة أسقط جميع الشعارات والمزاعم التي تسوقها بعض الدول الغربية للتدخل في شؤون دولٍ أخرى، وكشف كذبها ونفاقها، وافتقارها للقيم الإنسانية، وانحيازها السافر للاحتلال على حساب القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
المقداد لفت إلى أن مجرمي الحرب في الكيان الإسرائيلي لم يكتفوا من دماء عشـــرات آلاف الشهداء من أبناء الشــعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، بل أمعنوا في اعتداءاتهم المتكررة على الأراضي السورية، والتي كان آخرها العدوان الجوي الآثم الذي استهدف مبنىً سكنياً في مدينة دمشق ومناطق في أطرافها فجر يوم الأحد 14 تموز، والذي سبقه اعتداء ثانٍ طال محيط مدينة بانياس السورية، محذراً من أن هذه الأعمال العدوانية تهدد بنشر نيران الحرب في أنحاء كثيرة من المنطقة والعالم ما لم يتم لجم إسرائيل عن عدوانها ومساءلتها عن جرائمها.
المقداد جدد التأكيد على حق سورية المشروع في الدفاع عن سـيادتها وأمنها واستقرارها وتحرير أرضها المحتلة بكل الوسائل التي يضمنها القانون الدولي، وأضاف: تعيد الجمهورية العربية السورية تأكيد عزمها الذي لا يلين على رفع علمها على كامل ترابها الوطني بعد تحريره من آفتي الاحتلال والإرهاب، وتؤكد أن الجولان المحتل كان وسيبقى عربياً سورياً، وهو جزءٌ لا يتجزأ من أراضيه، وتشدد على الدور المهم لبعثتي «أندوف» و«أونتسو»، وضرورة عدم المساس بهما أو حرفهما عن ولايتهما الأساسية والتي تنقضي حصراً بانتهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية».