الخبر الرئيسي

لليوم الرابع على التوالي.. يتهرب من مسؤولياته بتسمية المعارضات وتوصيف علوش ومشاركته … دي ميستورا يعلن بدء محادثات جنيف3.. ويلغي شروط معارضة الرياض المسبقة

| جنيف – الوطن

لا منهجية ولا مهنية ولا جدول أعمال ولا وفود معارضة ولا مواعيد تحترم، هذا ملخص ما يحدث في جنيف بعد أربعة أيام من إعلان «انطلاقة» المحادثات السورية السورية التي لم تشهد حتى الآن أي اجتماع رسمي باستثناء ذاك الذي حصل عند وصول وفد الحكومة السورية يوم الجمعة الماضي مع المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، واجتماع آخر عقده الأخير بعد ظهر أمس مع وفد معارضة الرياض.
وأعلن دي ميستورا في مؤتمر صحفي أمس أنه بلقائه وفد معارضة الرياض تكون قد بدأت المحادثات رسمياً وبلا شروط، ما يعني أن المبعوث الأممي تجاهل كل الشروط المسبقة التي وضعها هذا الوفد.
أصابع اتهام العرقلة في جنيف بدأت توجه إلى كل صوب ومنها إلى دي ميستورا نفسه، الذي بدا غير قادر على إلزام وفد معارضة الرياض والوفود الأخرى الموجودة هنا، بأي مواعيد أو خارطة طريق، لا بل هو متهم من قبل بعض المعارضين بالمراوغة والتهرب من مسؤولياته تجاه دعوة عدد منهم، كوفد مفاوض، دون أن يعلن حتى الساعة أسماءهم وصفاتهم، مكتفياً بتجاهل الأسئلة الصحفية التي تريد أن تعرف من هي الوفود المعارضة المشاركة، ومشيراً إلى «ضرورة عدم استبعاد أحد».
وحتى الآن يبدو أن الوفد المعارض الوحيد المعتمد في جنيف هو التابع للرياض والذي أعلن أنه ليس في جنيف للتفاوض بل لفرض شروط مسبقة ولقاء الإعلاميين وإجراء اللقاءات الصحفية، على حين أكد وزير الخارجية السعودي أن بلاده ووفد الهيئة العليا للمفاوضات الذي توجه إلى جنيف «واحد».
وتجاوز وفد معارضة الرياض كل أصول البروتوكول، فألغى موعداً كان مقرراً مع دي ميستورا بحجة «انشغاله» باجتماعات جانبية وسط صمت المبعوث الأممي الذي اضطر إلى تأجيل اجتماعه مع وفد الحكومة السورية بعد تخلف وفد «العليا للمفاوضات» وعدم وجود أي رغبة عنده في إطلاق المحادثات التي تقتضي أولاً أن يعلن دي ميستورا من هم المعارضة، وهل هم وفد واحد أم وفدان؟ ومن ثم يدعو الجميع إلى مبنى الأمم المتحدة ليجلسوا في القاعات المخصصة لهم، لينتقل بعدها دي ميستورا أو الميسر الذي عينه من غرفة إلى غرفة ناقلاً الأفكار والمقترحات، وهذا ما لم يحصل بعد أربعة أيام.
من جهته قال الرئيس المشترك لمجلس سورية الديمقراطي هيثم مناع لعدد من الإعلاميين إن وفد المجلس قرر الانسحاب من جولة المفاوضات الأولى، ما يعني أنه من حيث المبدأ لم يعد للأكراد أي أمل في المشاركة في هذه الجولة.
ووصل ظهر أمس إلى جنيف نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف في محاولة لإنقاذ المفاوضات المتعثرة وتطبيق القرار الأممي 2254 وسط معلومات عن لقاء عقده وفد معارضة الرياض أول من أمس مع مبعوث أميركي بحضور عدد من سفراء دول ما يسمى «أصدقاء سورية» حثهم فيها على الدخول في المحادثات مباشرة وعدم إضاعة مزيد من الوقت.
اللافت في كل ما يحصل في جنيف، حالة التخبط واللاتحضير السائدة ومنها على سبيل المثال عدم اكتمال وصول المدعوين من وفد معارضة الرياض ومن وفد «العلمانيين الديمقراطيين»، في حين وصل وفد من معارضة الداخل دون أن يلتقي أي مسؤول أممي حتى الآن!
وتبدو الأجواء السويسرية ضبابية جداً بالنسبة للملف السوري ما لم يتدخل «الكبار» ويلزمون وفد الهيئة العليا للمفاوضات بالمضي قدماً في المحادثات، ويلزمون أيضاً دي ميستورا بالإعلان الرسمي عن المعارضين المشاركين وعدد الوفود، وخاصة بعد أن أعلن في مؤتمره الصحفي البداية الرسمية للمحادثات، دون أن يعلن بين من ومن ستكون، عقب لقائه بأعضاء من الهيئة العليا للمفاوضات، هم ليسوا جميعاً من وفدها الرسمي إلى جنيف.
وفيما بدا تهرباً من مسؤولياته التي حددها بيان فيينا2 وقرار مجلس الأمن 2254 اللذان أكدا أن دي ميستورا هو من يحدد الوفود، رد المبعوث الأممي على سؤال أحد الصحفيين حول مشاركة محمد علوش في وفد معارضة الرياض بالقول: «في هذه المرحلة أنا مجرد وسيط وأنا لا أناقش الناس الذين أراهم أمامي بل ما يقال لي! ولهذا السبب لا أناقش مع أفراد لوحدهم من جانب الحكومة أو النظام»!
من جهته قال أمين عام «هيئة العمل الوطني الديمقراطي محمود مرعي المتواجد حالياً في جنيف في اتصال مع «الوطن»: إن دي ميستورا قد يلتقي عدداً من أعضاء وفد معارضة الداخل المدعوين اليوم، وهم إضافة إلى مرعي كل من ميس كريدي وطارق الأحمد ونواف طراد الملحم وسهير سرميني وبروين إبراهيم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن