رياضة

أبعد من لجنة احتراف..!

| غسان شمه

وهكذا تأخذ التفاصيل بالتهاوي تباعاً لتأخذ موقعها فوق جسد اللوحة الموشحة بالسواد في تعبيرها وانعكاس صورة الواقع الكروي على سطح المرآة التي يشتكي زجاجها من ضباب كثيف لا نهاية له كما يبدو في الأفق القريب والبعيد.

وهكذا أيضاً فلا جديد في خسارة منتخب الناشئين لمباراتيه الوديتين أمام نظيره الأوزبكي، لينضم سريعاً إلى جوقة الألم والحسرة التي بدأت مع منتخب الرجال وتمددت مع منتخب الشباب، واستقرت عند الناشئين محملة بأكثر من إنذار على صعيد واقع كروي لا يسر أحداً. وأجزم أنه لا يسر أصحاب الشأن، والقائمين على شؤون كرتنا، وحتى القائمين على شؤون رياضتنا، ولكن لا يبدو أحد قادراً على اتخاذ خطوة يمكن أن تساهم ولو قليلاً بالانطلاق نحو الخروج من هذا النفق، بل ثمة تجاهل واختفاء خلف الكواليس تاركين المجال للبعض ممن لا صفة رسمية له ليصرح هنا أو هناك بما يلزم ولا يلزم ولا يجدي. وفي السياق نفسه يمكن تمرير معلومة أو نصف معلومة «لصحفي أو متصحف» في وسائل التواصل لغايات معينة.

طالبنا وما زلنا، مع الكثيرين، بعقد مؤتمر صحفي بعد خسارة منتخب الرجال لمباراتيه أمام الكوري الشمالي وبعده الياباني، لنقف من خلال لجنة متخصصة على ما جرى من «عمل فني» لم يرتق للمستوى المطلوب، وتحمل المدرب المستقيل، أو المقال بالمودة، الخسارة وحزم حقائبه بعد أن خرجنا من التصفيات الأسهل بتقديرنا.

وبالنظر إلى مجمل الواقع الكروي فإن الصورة تكاد تقفز خارج إطارها لما فيها من منغصات، ومشكلات، وقضايا لا حل لها كما يبدو قياساً إلى آلية العمل الحالية، فكان لا بد من تدخل أعلى من أجل اتخاذ، ولو خطوة، في سياق رؤية تأخرت كثيراً بالنسبة لموضوع الاحتراف في ظننا، ذلك أن مشكلاته وأثاره السلبية كانت أكبر من فوائده على أرض الواقع. وهنا لا بد من القول إن الأمر من حيث المبدأ لا يتعلق «كلية» بمبدأ نظام الاحتراف بقدر ما كان يتعلق بطرائق تطبيقه المباشرة وغير المباشرة، وبآثار الأزمة المالية الخانقة التي أرخت بظلالها على معظم الأندية بشكل كبير، بينما تراجع الاهتمام بالقواعد والمواهب لحساب فرق الرجال، لكن للأسف لم يؤد ذلك إلى النتائج المرجوة بل كان خيبة أخرى!

والسؤال هل ستتمكن لجنة الاحتراف الجديدة «بمن فيها» من تسيير المركب إلى شاطئ النجاة أم إن الأمر أبعد من لجنة احتراف؟!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن