بين صراع الانتخابات وضعف الإمكانات تحضيرات منتخبنا متعثرة والحلول مازالت غائبة
| مهند الحسني
يبدو أن استعدادات منتخبنا الوطني الأول بكرة السلة للنافذة الثانية بات يشوبها الكثير من الضبابية خاصة أن رياضتنا بشكل عام تعيش في الفترة الحالية حالة من عدم الاستقرار نتيجة دخولها في معمعة الانتخابات التي فرضت أجواء خاصة على الأندية والاتحادات فهي لا تسمح في وضع تصورات للموسم المقبل ما يعني أن تحضيرات المنتخب ستكون متواضعة وربما جاءت متأخرة رغم أننا أمام مواجهتين من العيار الثقيل عندما نقابل لبنان والبحرين وهما منتخبان قويان ويضمان لاعبين متميزين على مستوى القارة، وإضافة إلى ذلك شاركا في التصفيات الأولمبية وظهرا بمستوى جيد، ناهيك عن المنتخب الإماراتي الذي سينافسنا بقوة على البطاقة الثالثة ضمن المجموعة فهو نجح في تثبيت مشاركته في بطولة وليم جونز وهي بطولة قوية تلعب فيها منتخبات قوية ومحضرة وتعتبر محطة مهمة للمنتخب الإماراتي الساعي لتعويض خساراته في النافذة الأولى.
ضيق ذات اليد
لدى السؤال عن عدم مشاركة منتخبنا في هذه البطولة علمنا من مصادرنا المقربة من إدارة المنتخب أن اتحادنا تلقى الدعوة للمشاركة في هذه البطولة لكنه لم يستطع مجرد التفكير في المشاركة بسبب الضائقة المالية حيث المشاركة تحتاج إلى مبالغ كبيرة تعجز عنها القيادة الرياضية في الوقت الحالي، هذا الوضع يضعنا أمام حقيقة صعبة أن تحضيرات المنتخب لن تكون مثالية، ولن يكون منتخبنا فارس النافذة القادمة وإن حصل ذلك من باب المصادفة فهذا لا يعني أننا بخير وبأننا نسير على السكة الصحيحة، فكيف تريدون أن ندخل أجواء المنافسات القارية ونحن عاجزون عن تأمين تكاليف مشاركة في بطولة ودية باتت من البديهيات في أقرب دول الجوار.
تحضيرات الفحم الحجري
رغم خروج قطارات الفحم الحجري من الخدمة واستبدالها بقطارات حديثة أكثر سرعة وأفضل أداء وأقل تلويثاً للبيئة، إلا أن الحفاظ على التراث التاريخي لدمشق فرض الإبقاء على قطار دمشق الزبداني المتعارف على تسميته بالبابور، وما أشبه حال كرة السلة ببابورنا الأثري الذي لم يبق له لزوم، أو حاجة حقيقية سوى ما يحمله بين مقطوراته من ذكريات، وكذلك حال بعض أعضاء اتحاد كرة السلة الجديد الذين أثبتوا أنه لا حاجة حقيقية لهم، ولا دور فاعل ينتظر منهم، وبأن أفكارهم باتت عبئاً على كرة السلة، وحاجزاً في سبيل تطورها، وبأنهم حاجز حقيقي على سكة التطوير والتحديث المطلوبة في كرة سلتنا التي تحتاج لإعادة إعمار لتساير المعايير، والمتطلبات الحديثة، ولا يمكن أن نصل إلى أهدافنا، ونحن نسير على سكة لقطار الفحم الحجري، ولا يمكن أن نقبل من مسؤول رياضي أيا كانت صفته بأن يصرح ويحضر لفشل قادم سببه الحقيقي الإهمال الكبير في متطلبات التحضير، والضبط الإداري للمنتخب، وأن يلصق هذا الفشل بالظروف المحيطة وضعف الإمكانات المادية، ومن لا يملك الإرادة والثقة للتغيير وتوفير الاحتياجات فليجلس في منزله، وليكف عن التوسل عند كل تشكيل بعثة للمنتخب ليطلب ضمه إليهما، ومن لم تسعفه التزاماته الشخصية للقيام بواجباته تجاه المنتخب فليتابع عمله وزيارته للمقاهي بعيداً عن أروقة كرة السلة وليترك الساحة للمخلصين من أبناء اللعبة المندفعين المتحمسين.
ضرورة ملحة
بات من الضروري الحديث عن تحضيرات المنتخب الأول الذي تنتظره مشاركة هامة في التصفيات الآسيوية المؤهلة للنهائيات، ورغم المسافة التي تفصلنا عن انطلاقة هذه النافذة القادمة، غير أننا ما زلنا ننتظر أي تحرك نوعي جديد في هذا الاتجاه من اتحاد السلة، فلماذا لم نر تحضيرات جدية ومثالية توازي حجم النافذة القادمة، خاصة أننا سنواجه منتخبات قوية، ولماذا لم يتم الكشف عن ملف اللاعبين المغتربين مستعيدي الجنسية الذين سينضمون لصفوف المنتخب حسب تصريحات القائمين عليه منذ فترة طويلة.
حقيقة
رغم صعوبة الظروف التي تمر بها رياضتنا السورية بشكل عام، وسلتنا المحلية على وجه الخصوص، والنزيف الكبير في كوادرها من لاعبين ومدربين وحكام، إلا أن اتحاد كرة السلة السابق نجح في المرحلة الماضية بمهارة كبيرة في الخروج من إعصار الأزمة بأقل الخسائر، وفرض حلولاً ليست مثالية لكنها واقعية، وتمكن من المحافظة على حضور منتخباتنا في أغلبية البطولات والاستحقاقات، وهذه نقطة إيجابية تسجل له في ظروف صعبة حيث والعمل فيها وتحقيق نتائج جيدة شبه مستحيل.
غير أن الاتحاد الحالي استمر على المنوال نفسه في المحافظة على اللعبة لكنه كبا عدة كبوات على صعيد تحضير منتخباته الوطنية ومع ذلك من المعيب في ظل النشاط الذي يقوم به الاتحاد على صعيد سعيه لتطوير منتخباته أن نلقي اللوم عليه، ونحمّله المسؤولية الكاملة عن تراجع نتائج منتخباتنا الوطنية، لأن إعداد المنتخب يعتبر حلقة متكاملة، فمسؤولية الاتحاد تكمن في تأمين كل المناخات الملائمة للمنتخب، وأعتقد بأنه نجح إلى حد كبير بعدما وفرت القيادة الرياضية كل ما يحتاجه من دعم وإمكانات مادية كبيرة لم تشهدها سلتنا منذ نشأتها وهذه خطوة مهمة وإيجابية تسجل للقيادة الرياضية الحالية، لكن حصاد الاتحاد لم يكن مثمراً ولا موازياً لحجم العطاء المقدم، فمنيت منتخباته في عهده بأقسى الخسارات وأشدها إيلاماً حيث لم تتلق منتخباتنا الوطنية خسارات علقمية مثل تلك التي شهدتها تحت إشراف الاتحاد الحالي.