سورية

يفيموف أكد أن البلدين نجحا بكسر شوكة الإرهاب … الجعفري: سورية وروسيا في ذروة علاقات الأخوة والتعاون والتحالف الإستراتيجي

| وكالات

اعتبر سفير سورية في روسيا بشار الجعفري أن علاقات التعاون والأخوة متجذرة بين سورية وروسيا، وان العلاقات أرست عبر تاريخهما الطويل شراكة إستراتيجية لم تكن السياسة منطلقها الوحيد بل الأخوة الحقيقية بين الشعبين، والتي انطلقت من ثقافة مشرقية ومرجعية روحية مشتركة، على حين أكد سفير روسيا لدى دمشق ألكسندر يفيموف ارتقاء التعاون الروسي- السوري إلى مستوى جديد من الشراكة الإستراتيجية الشاملة، عبر تبني البلدين الصديقين مواقف متطابقة ومتقاربة حيال معظم القضايا الدولية والإقليمية والتنسيق المتواصل والوثيق بينهما.

وفي مقال له أمس بمناسبة الذكرى الـ80 لإقامة العلاقات السورية الروسية نشره موقع «روسيا اليوم»، قال الجعفري: «نشعل الشمعة الثمانين لعلاقاتنا الدبلوماسية السورية- الروسية المتميزة ونتطلع دائماً إلى المزيد خدمة لشعبينا وبلدينا»، مشيراً إلى أن هذه الذكرى تختزن عقوداً وسنوات أبعد بكثير من تاريخ إعلانها الرسمي، فالعلاقات المتجذرة من التعاون والأخوة بين البلدين عبر تاريخهما الطويل أرست شراكة إستراتيجية لم تكن السياسة منطلقها الوحيد بل الأخوة الحقيقية بين الشعبين، والتي انطلقت من ثقافة مشرقية ومرجعية روحية مشتركة.

وأضاف الجعفري: «من الأمور المدهشة أن اسمي البلدين روسيا وسورية باللغة العربية مؤلفان من نفس الحروف الأبجدية وهذا من صناعة القدر الذي أصر على أن يكون البلدان قريبين من بعضهما بعضاً حتى بالاسم، ولذلك ليس من باب المصادفة أن تختار روسيا الاتحادية سورية لتكون مقراً إقليمياً لمنظمة محبي روسيا، فعوامل التقارب كثيرة جداً من الثقافة والسياسة مروراً بأبعاد الجيوبولتيك والاقتصاد ووحدة الموقف في وجه الهيمنة الإمبريالية الغربية وصولاً إلى ما نخوضه اليوم من الدخول معاً في حرب ضد إرهاب وفكر معولم هدد ولا يزال يهدد الإنسانية جمعاء».

وتابع الجعفري: «الحديث عن تاريخ العلاقات السورية الروسية لا يتوقف عند التاريخ الحديث والمعاصر فقط، إذ إن الكنيسة الروسية قبل أن تصبح بطريركية، كانت مطرانية تتبع لبطريركية دمشق وسائر المشرق، ورحلات الحجيج الروس لم تتوقف منذ قرون إلى الأرض المقدسة في بلاد الشام عموماً وسورية خصوصاً».

وأشار الجعفري في مقاله إلى محطات ومواقف بارزة في تاريخ العلاقات السورية الروسية، وقال: «إذا ما عدنا بالذاكرة إلى بداية القرن الماضي فقط، وحاولنا رصد بعض مفاصل تاريخ علاقة الصداقة والتحالف السوري الروسي المحبوك بعناية بخيوط التاريخ الذهبية نجد أن موسكو وفي عام 1917 على لسان وزير خارجيتها آنذاك سيزونوف كانت أول من فضح اتفاق الغرب الاستعماري السري لتقسيم المشرق العربي إلى دويلات عبر حدود مصطنعة ووضع هذه الدول تحت الانتداب الفرنسي البريطاني باتفاق وزيري خارجية الدولتين بما عُرف لاحقاً عبر التاريخ باتفاق «سايكس بيكو» المشؤوم، كما أن موسكو وقفت بحزم ضد فرض مؤتمر سان ريمو عام 1920 للانتداب الفرنسي على سورية، وشجب الاتحاد السوفييتي آنذاك هذا الأمر بوصفه شكلاً جديداً للوصاية الاستعمارية».

وأضاف الجعفري: في خدمة الاستقلال وحق الشعوب في تقرير مصيرها كان الاتحاد السوفييتي أول من استخدم حق النقض «الفيتو في مجلس الأمن الدولي في 16-2-1946 لإسقاط مشروع قرار فرنسي يفرض شروطاً على مطلب الوفد السوري لدى الأمم المتحدة بسحب القوات الفرنسية والبريطانية المُستعمِرة من سورية ولبنان، وتابع: في سياق الإضاءة على مفاصل هذه العلاقة التاريخية المتميزة نتوقف عند تاريخ 23-9-1960، حيث قدّم الوفد السوفييتي إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة مطالبةٌ بإدراج بند إعلان بضرورة العمل على إنهاء الاستعمار ومنح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمّرة، وقد اعتُمد هذا القرار التاريخي برقم 1514 تاريخ 14-12-1960 ليشكل دفعة قوية لنضال الأقاليم المستعمّرة من أجل الحصول على استقلالها، وبفضل هذا القرار التاريخي تم تأسيس «اللجنة الخاصة بتصفية الاستعمار في الأمم المتحدة».

وبيّن الجعفري أن الشراكة الإستراتيجية الممتدة والمتأصلة بين الدولتين والشعبين السوري والروسي تعيش اليوم ذروة العلاقة من الأخوة والتعاون والتحالف الإستراتيجي في عهد الرئيسين بشار الأسد وفلاديمير بوتين.

في السياق ذاته، وفي مقال له بالمناسبة ذاتها نشره موقع «روسيا اليوم» أكد السفير الروسي في سورية ألكسندر يفيموف ارتقاء التعاون الروسي- السوري إلى مستوى جديد من الشراكة الإستراتيجية الشاملة، عبر تبني البلدين الصديقين مواقف متطابقة ومتقاربة حيال معظم القضايا الدولية والإقليمية والتنسيق المتواصل والوثيق بينهما.

وقال يفيموف في مقاله: إن العلاقات الروسية السورية ارتقت حالياً إلى مستوى جديد من الشراكة الإستراتيجية الشاملة، حيث يتبنى البلدان مواقف متطابقة أو متقاربة حيال معظم القضايا الدولية والإقليمية، ويتم التنسيق بشكل وثيق في المحافل متعددة الأطراف»، مذكراً بأن روسيا تواجه حملات التشويه نفسها التي تعرضت لها سورية طوال سنوات الأزمة فيها.

وأضاف: نحن نثمن العلاقات الخاصة بين بلدينا، ونبذل جهوداً حثيثة لتعزيزها وتطويرها، موضحاً أن هذه الروح تأكدت مجدداً في رسائل التهنئة التي تبادلها رئيسا البلدين، ورؤساء الجهات الخارجية بمناسبة الذكرى السنوية للعلاقات الدبلوماسية بين روسيا وسورية.

واعتبر يفيموف أن الذكرى الثمانين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما مناسبة جيدة لاستخلاص النتائج من تاريخها الحافل، وكذلك لتحديد آفاق المستقبل القريب، مذكراً بأن هذه العلاقات بدأت في الـ21 من تموز 1944، حيث كان الاتحاد السوفييتي آنذاك من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال سورية في عام 1946.

ونوه السفير الروسي بالأعمال الكبيرة التي تم إنجازها عبر عقود من التعاون المثمر بين البلدين، بهدف تطوير الاقتصاد السوري، مشيراً إلى أن الثلاثين من أيلول عام 2015 يعد من التواريخ المهمة في العلاقات الروسية السورية الحديثة، حيث تمت فيه الاستجابة لطلب القيادة السورية بتقديم المساعدة في مكافحة الإرهاب الدولي، ولفت إلى أن الجانبين نجحا بفضل التنسيق العسكري المتناغم في كسر شوكة هذا الشر، وأن هذه المهمة لم تنته بعد، وما زال المجرمون يوجدون في بعض المناطق السورية، وهناك الكثير من العمل الواجب القيام به.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن