معرض تشكيلي يدور حول معاناة الشباب السوري … شلهوب لـ«الوطن»: أستخدم تقنيات عديدة وركزت في أعمالي على واقع السفر والهجرة
| مصعب أيوب
بواقع ٢٠ لوحة من الحجم الكبير و١٢ لوحة من الحجم الصغير أطلقت الشابة همسة شلهوب معرضها الفني الأول في غاليري البيت الأزرق، وقد استخدمت تقنية الإكرليك في بناء تلك اللوحات وكذلك الزيتي لتقدم في بعضها كلا النوعين، وذلك على حسب اللوحة وما تحمله وما تريد أن تخبر المتلقي به من خلالها ليبرز الاختلاف بين تلك اللوحات من خلال المجموعة اللونية والتكنيك المستخدم.
دعم وتشجيع
عن معرضها تقول شلهوب: أقوم بالتحضير لهذا المعرض منذ قرابة عام ولا استطيع أن أصف سعادتي بكشف الستارة عنه وظهوره للعلن بحضور عائلتي والأحبة والأصدقاء والزوار الكرام الذين جاؤوا ليتذوقوا الفن، وقد حظيت بتشجيع ودعم كبيرين من العائلة والقائمين على غاليري البيت الأزرق من أجل إتمام معرضي وهنا لا بد لي أن أتوجه بالشكر الجزيل لهم جميعاً على ما قدموه وعلى مساعدتهم ومساندتهم وتأييدهم.
وأضافت: الموضوع الرئيسي لمعرضي هو ظاهرة السفر والهجرة التي كثرت خلال العقد الأخير بسبب ما عانته وتعانيه البلاد من دمار وحرب وحصار وغير ذلك والذي ترك أثراً كبيراً وعظيماً لدينا جميعاً ولاسيما بعد أن فقد البعض أحبتهم أو اضطروا لمغادرة منازلهم، ولكني اشتغلت على تلك الظاهرة في لوحاتي بطريقة مختلفة بعض الشيء، فلم أصوّر ذلك بصورة مباشرة من خلال شخصيات تحمل حقائب سفر أو تغلق باب البيت أو تهرع مسرعة من هول ما، ولكن أشرت إلى ذلك من خلال تجسيد الشخصيات التي تتأمل وتحاول استذكار عائلاتها وأصدقائها وكل ما كان يحيط بها وهو ليس من السهل نسيانه أو تجاهله بعد أن استحال حمل أولئك الأشخاص أو الأشياء في حقائب السفر، فلجأت إلى إضافة طبيعة صامتة للوحة ما أو شخوص بشرية في لوحة أخرى وبالتالي فإن كل لوحة تعد مشهداً من ذاكرة الإنسان.
طبيعة صامتة
ولفتت إلى أنها تتناول الحالات الإنسانية في أعمالها الفنية باستخدام أسلوب تعبيري قريب إلى الواقع، كما أنها تميل بعض الشيء إلى الطبيعة الصامتة بشكل إيحائي رمزي دون التقيد بألوان معينة، حيث تعمل على صياغة مجموعة لونية تخدم كل عمل تنجزه.
كما أفادت بأنها تحاول إيصال ونقل شعور الأشخاص الذين يعيشون الاغتراب وتسعى إلى تجسيد ألم الفراق ولظى الفقد، فهم يعجون بمشاعر الحنين والشوق للأماكن وللأشخاص ولكل ما عاشوه وافتقدوه، وهو ما يعتبره البعض أشياء بسيطة وسهلة النسيان ولكن تبرهن الأيام عكس ذلك.
ونوهت شلهوب بأنها شاركت في وقت سابق في معرض جماعي احتضنه غاليري البيت الأزرق مع مجموعة من الخريجين الشباب وقد وقع الاختيار عليها لتقدم معرضاً فردياً، ويعود الفضل في ذلك إلى مدير غاليري البيت الأزرق سامر العيد الذي كان مشجعاً وداعماً ومذللاً للعقبات ومقدماً جميع التسهيلات.
فنانة موهوبة
من جانبه مدير غاليري البيت الأزرق سامر العيد يخبر أن معرض شلهوب الأول جاء نتيجة لما تقوم به إدارة الغاليري حيث يقومون عقب معرض الشباب الخريجين من كلية الفنون الجميلة والمعاهد الفنية بإعطائهم فرصة للعرض الفردي، إذ كانت شلهوب إحدى الفتيات اللواتي شاركن في معرض سابق وبالتشاور مع المختصين واللجان الفنية التي تضم أساتذة مهمين وفنانين عريقين وقد تم التوصل إلى أنها تستحق تلك الفرصة بعد أن تبينّا الموهبة والإبداع لديها وأنها تكتنز شيئاً مهماً تريد تقديمه.
وأشار إلى أن شلهوب ليست موهوبة فحسب بل إنها بنت معرضها على قصص وحقائق واقعية وحياتية وانطلقت من المعاناة التي عاشها ويعيشها أبناء هذا البلد، فركزت على ظاهرة السفر والاغتراب والهجرة وحاكت معاناة الشباب السوري الذي يسعى إلى البحث عن سبل البقاء ويفتش عن وسيلة تبقيه حياً، وقد قدمت هذا النتاج اليوم باحتراف عالٍ.
يذكر أن همسة ذات الستة والعشرين عاماً خريجة كلية الفنون الجميلة الثانية بالسويداء اختصاص تصوير زيتي والمدرّسة في الكلية حالياً، بدأت موهبتها بالرسم بعمر 4 سنوات، وتابعت تنميتها حتى دخولها الكلية وحصولها على جائزة الباسل للتفوق الدراسي في جميع سنوات دراستها على حد قولها.