رياضة

الدعم الخلبي

| محمود قرقورا

نعيش هذه الأيام مؤتمرات الأندية والسباق في بعضها على الرئاسة، وفي البعض الآخر لا يوجد من يتصدى للمهمة، لأن الغاية المثلى وجود داعم يصرف على كرة القدم التي باتت بحاجة إلى المليارات للبقاء على قيد الحياة نتيجة ارتفاع أسعار اللاعبين البارزين الذين لم يعد لديهم الانتماء بقدر تفكيرهم بالربح المادي السريع، ولذلك قلما نجد لاعباً مستمراً في ناديه الأم هذه الأيام.

المعضلة الأساسية التي يراها الكثيرون جوهر المشكلات في الأندية أن الداعم الذي لم يلمس كرة يوماً ما ولا يدري أبسط أبجدياتها يريد التدخل بالشاردة والواردة ويتطور الأمر لوضع التشكيلة ويبقى المدرب أداة للتنفيذ ليس إلا، وهذا ملموس في معظم الأندية التي تمتلك الداعم الذي تحوّل إلى صاحب قرار ولم يعد للنجوم الذين رفدوا المنتخبات الوطنية أي دور، بل ترى معظمه خارج النادي وغير مرحب به للأسف.

لا خلاف أن هذه النظرية تدل على فقر مدقع أحدق بأنديتنا التي وجدت نفسها بين ليلة وضحاها تتسول داعماً وليس عندها مشكلة لو صعد لسدة الرئاسة وبات الآمر الناهي، والأنكى من ذلك أن الجماهير تبادر لتأليف موشحات المديح والثناء لهؤلاء الدخلاء الذين أرادوا الشهرة بأقصر الطرق وأيسرها ونجحوا بذلك، ومحال أن يصلوا بسرعة لولا هذه الطرق، وبعضهم اتخذ الأندية يوماً ما جسراً للارتقاء لعضوية مجلس الشعب.

هذه العقلية لا تزيد الأندية إلا فقراً وما أكثر الشواهد!

ماذا حلّ بنادي النواعير عندما ذهب الداعمون؟

ماذا أصاب نادي الطليعة عندما تخلى عنه أصحاب المال؟

وما الذي حدث بنادي تشرين بعد وفاة رئيس ناديه الأسبق طارق زيني؟

وأين نادي القرداحة الذي نافس على لقب الدوري في العقد الأول من الألفية الثالثة؟

ولماذا تدهورت أحوال نادي الحرية؟

بيت القصيد أن وجود الداعمين ضروري، ولكن المصيبة أن يتحولوا إلى أصحاب قرار ما يرونه صحيحاً ويضربون عرض الحائط بأي مقترح لا يتوافق مع هواهم.

ولذلك الحل الأمثل الذي طرحه الإعلام منذ عقود وهو وجود شركات راعية تدعم الأندية من بعيد لقاء الترويج لمنتجاتها وغير ذلك لا فائدة من وجود هؤلاء الداعمين القادرين على حمل الأندية وقيادتها إلى بر الأمان بشكل مؤقت لأن العبرة في الثبات والديمومة، فالدعم ضروري ولكن التدخل بالقرار الفني كارثة الكوارث!

وبالحديث عن أندية الهيئات نجد الصورة تتباين عندما يكون أصحاب القرار محبين للرياضة وكرة القدم تحديداً من عدمها، فنادي الشرطة زمن وزير الداخلية العميد عدنان دباغ يختلف بعده، والوزير الآخر الذي دعم الرياضة وكانت من الأولويات عنده محمد إبراهيم الشعار فكان الحصاد لقبي دوري ووصافتين للكأس.

كلنا أمل أن تكون الإدارات الجديدة احترافية في عملها وتفكر بالمستقبل وتجعل العناية بالقواعد أمراً جوهرياً.

ومن الضروري احترام الرموز التي صنعت بكدها وعرق جبينها تاريخ النادي لا النظر إليهم بازدراء والتعامل معهم على أنهم أعداء.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن