سورية

مؤتمر بغداد الدولي لمكافحة المخدرات شدد على التكامل الأمني لقطع طرق تهريبها … الرحمون: سورية ملتزمة بالتعاون المثمر ومنفتحة على التنسيق مع الجميع

| وكالات

أكد وزير الداخلية اللواء محمد الرحمون أمس، في كلمة خلال مؤتمر بغداد الدولي الثاني لمكافحة المخدرات أن سورية تضطلع بدور فعال في مجال مكافحة ترويج وتهريب المخدرات، مشدداً على أهمية التعاون بين دول المنطقة في ظل انتشار الجماعات الإرهابية على الحدود وتنفيذها عمليات تهريب للمخدرات والاتجار بها كإحدى أدوات التمويل لها، على حين أوضح رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، أن المخدرات استخدمت في تجنيد الإرهابيين من أجل خلق منطقة غير آمنة ووقف التنمية فيها وإضعاف الأوطان.

واستضافت العاصمة العراقية بغداد أمس أعمال المؤتمر بمشاركة وزراء داخلية دول جوار العراق وهي سورية والسعودية ولبنان والأردن والكويت ومصر وإيران وتركيا، وفي كلمته خلال الجلسة الافتتاحية قال الرحمون: «إن سورية وانطلاقاً من مسؤوليتها القومية والوطنية والإنسانية، كانت ولا تزال تقوم بدور مهم وبارز في دعم جهود المجتمع الدولي لمكافحة الجريمة عموماً وجريمة الاتجار بالمخدرات خصوصاً، وهي ملتزمة بكل ما يفرضه التعاون المثمر مع الجهود الدولية والإقليمية في مكافحة آفة المخدرات»، لافتاً إلى أن مشاركة سورية في هذا المؤتمر تشكل تأكيداً على التزامها الفعال في مواجهة هذه الآفة الخطيرة والهدامة على صعيد الفرد والمجتمع، حسب ما ذكرت وكالة «سانا».

وأعرب عن أمل وسعي سورية بأن يصبح التعاون والتنسيق على مستوى دول المنطقة كلها، ولاسيما أن القناعة والإرادة موجودتان لدى الجميع، فالمسار الطبيعي هو التعاون وتعزيز التنسيق.

ولفت الرحمون، إلى أن جهود المكافحة العملياتية المبذولة القائمة في سورية تستند لنهج تشريعي متشدد حيال جرائم الاتجار غير المشروع بالمواد المخدرة ومهربيها ومروجيها، وتشكل نهجاً إنسانياً حيال المتعاطين بوصفهم مرضى بحاجة للمساعدة والعلاج.

وقال: إن «وزارة الداخلية السورية أولت وحدات المكافحة اهتماماً وعناية فائقين فوفرت لها البنية التحتية ضمن الإمكانات المتوفرة والمتاحة ورغم تأثر هذه الجهود سلباً بسبب الحرب والحصار الجائر المفروضين على سورية من جهة، وعدم توفر الدعم الفني والتقني اللازم لتنفيذها من جهة أخرى، إلا أن هذه الجهود أثمرت عن إحباط العديد من عمليات تهريب المواد المخدرة وإلقاء القبض على أعضاء الشبكات العاملة بها ومصادرة ما بحوزتهم من المواد المخدرة».

وشدد الرحمون، على أن الأغلبية العظمى من الكميات الكبيرة المضبوطة تم ضبطها في مناطق حدودية ضمن مخابئ سرية ومعدة للشحن عبر الأراضي السورية، كما أن هذه الجهود لا تقتصر على وحدات مكافحة المخدرات التابعة لوزارة الداخلية بل تتصدى لهذه الظاهرة جهات مختصة أخرى ولاسيما حرس الحدود وقد تمكنت أيضاً من إحباط العديد من محاولات التهريب عبر الحدود وإلقاء القبض على أفراد تلك العصابات.

وجدد الرحمون التأكيد على التزام سورية الفعال وتعاونها في مواجهة جرائم تهريب المخدرات وانفتاحها على التنسيق والتعاون مع الجميع في سبيل ذلك وتبادل المعلومات والخبرات والمساعدة القانونية والتقنية لمكافحة هذه الآفة ومنع انتشارها.

وفي كلمة له في افتتاح المؤتمر، أكد السوداني، أن الحكومة العراقية شرعت بإجراءات لتفكيك عصابات المخدرات، مشيراً إلى جاهزية العراق للتنسيق المشترك مع دول الجوار،

وشدد السوداني على أهمية رفع مستوى التنسيق والتعاون المشترك في مواجهة آفة المخدرات الفتاكة بالمجتمعات والاقتصاد، فضلاً عن تأثيراتها على استقرار المنطقة بأسرها، مشيراً إلى أن العراق يضع خبراته وإمكاناته الاستخبارية في مجال مكافحة الإرهاب برسم هذا التعاون البنّاء.

وأوضح، أن مكافحة المخدرات مسؤولية تتحملها الدولة بكل أجهزتِها كما تتحملها مُجتمعاتنا، مبيناً أن المخدرات والمؤثرات العقلية عامل أساسي من عوامل عدم الاستقرار في المنطقة، وتهديدها لا يقتصر على الضرر الذي تستهدف به الشباب، بل إن المستقبل بمجمله يقع في دائرة الأخطار.

ولفت السوداني، إلى أن المخدرات استخدمت في تجنيد الإرهابيين من أجل خلق منطقة غير آمنة ووقف التنمية فيها وإضعاف الأوطان، مشيراً إلى أن فعل المخدرات لا يختلف في نتائجه عن الحروب والتهجير ومحاولة اقتلاع الشعوب من أسسها بالضبط مثلما يهدف العُدوان الإسرائيلي المتواصل على غزّة وشعبنا الفلسطيني.

ودعا السوداني، إلى توحيدِ الجهود وتعزيزِ التنسيقِ المُشترك من أجل أن تكونَ مجتمعاتنا خالية من هذا المرض الاجتماعي المُصطنع، معرباً في الوقت ذاته عن دعم بلاده لكل جهد يستهدفُ القضاءَ على بؤرِ سمومِ المخدراتِ ومحطاتِ تصنيعِها ويقطع سلاسلَها ويقدم مروجيها للعدالة لأنها جريمة عابرة للحدود.

بدوره قال وزير الداخلية العراقي عبد الأمير الشمري في كلمته: إن خطر المخدرات يتزايد بقوة، ونحتاج إلى وثيقة دولية لتطويق هذه الآفة، مشدداً على ضرورة التعاون والتنسيق للوقوف بوجه خطر المخدرات.

وأكد المشاركون في بيان ختامي ضرورة تعزيز آليات العمل المشترك واعتماد مبدأ التكامل في العمل الأمني من أجل قطع طرق تهريب المخدرات ومنع زراعتها وتصنيعها بمختلف أشكالها ومتابعة العصابات التي تنشط في هذا المجال وتفكيكها والقضاء عليها.

وشدد المشاركون على أهمية تحديث قواعد البيانات الخاصة بالمجرمين والمطلوبين بقضايا الاتجار بالمخدرات لدى الدول المشاركة وحمايتها من الاختراق للاستفادة منها في عمليات التعقب والضبط لهذا النوع من الجرائم.

ولفت المشاركون إلى أهمية اعتماد الأساليب العلمية والتقنيات الحديثة وإجراء عمليات التحقيق المالي الموازي والاستفادة من التكنولوجيا في عمليات الكشف والتعقب والرصد وضبط المبرزات الجرمية.

وأكد المشاركون استمرار العمل لتنفيذ مقررات الاجتماع الرباعي لوزراء داخلية العراق والأردن وسورية ولبنان المنعقد في شباط 2024 من قبل الدول المذكورة آنفاً، واستمرار العمل لتنفيذ توصيات مؤتمر بغداد الدولي الأول لمكافحة المخدرات المنعقد في شهر أيار 2023.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن