من دفتر الوطن

لجان للنسيان… وللنساء

| عبد الفتاح العوض

منذ فترة أعلنت الحكومة تشكيل لجنة لدراسة موضوع هجرة الشباب وحتى الآن لم يظهر أي تسريبات عنها ولا ندري إن انتهت الدراسة أم لا أو إن كانت النتائج التي ظهرت غير قابلة للنشر.. مع توقعي أن اللجنة ما زالت تعمل عليها بطريقة اللجان المعتادة، ، إن أردت أن تقتل قضية أحلها إلى لجنة.

بعيداً عن إساءة الظن باللجان يمكن انتظار نتائج اللجنة ومن المهم أن تقدم نتائجها إلى الرأي العام وأن تتم مناقشة هذه النتائج بعقل علمي.

مقاربة موضوع هجرة الشباب يحتاج إلى رؤية بانورامية فلا يمكن الاكتفاء بزاوية معينة فالموضوع متشعب جداً لكن فقط الأرقام هي التي تحدد مدى خطورة الموضوع وكيفية معالجته.

الملاحظات الظاهرية تعطي مؤشرات لكنها غير كافية وغير دقيقة.. الملاحظات الظاهرية تعطي انطباعا أن مؤسسات الدولة تحولت إلى النساء ومدرجات الجامعات محتلة بشكل كبير من النساء وتكاد تصبح المرأة هي العنصر السائد في الإنتاج فعدد النساء العاملات بات يشكل جزءاً مهماً من قوة العمل.

لست من أنصار تيار النسوية ولن أدّعي أنني أرفع لافتات لمناصرة المرأة وفي بدايات العمل الصحفي أنجزت استبيانا لدى الموظفين وإن كانوا يفضلون المدير الرجل أو المرأة، وكان واضحاً أن النساء لا يرغبن في العمل تحت قيادة امرأة أخرى.. لكن هذا مجرد استطراد عن الموضوع الرئيس وهو هجرة الشباب ومدى تأثير ذلك في إعادة الإعمار والاقتصاد السوري.

من الذين هاجروا من سورية؟

هل الكفاءات العلمية؟ أم إنهم أسر وجدت أن الاتكال على معونات الدول فرص لالتقاط رزقه أم إن القضية أخطر وأبعد من هذه المقاربة البسيطة؟

بلا ادعاء لا أنا ولا غيري يمكنه الاكتفاء بالملاحظات العابرة… المسألة تحتاج إلى أرقام عن أعداد المهاجرين وتحصيلهم العلمي ونسبة الشباب منهم.

الكل يدرك أن الدول التي رحبت بالمهجرين لاستغلالهم سياسياً باتت تسعى لحل مشكلتهم بإعادتهم إلى البلد مع ما فيه من معاناة، ومن غير التحضير الواقعي لهذه المشكلة لن نستطيع إيجاد الحلول المنطقية.

لعل الموضوع لا يتوقف على الجانب السياسي بل هو في واقع الأمر قضية اقتصادية واجتماعية وقبل وبعد كل ذلك هو قضية وطنية.

إنجاز الدراسة الحكومية مهم لكن عرضها على الرأي العام ومناقشتها علمياً هو الأهم، ننتظر ذلك..

آخر القول إن 25 امرأة فقط دخلن إلى مجلس الشعب.. أحد الأصدقاء لديه تفسير ظريف.. قال كلنا محكومون من النساء في المنازل.. ليس من المعقول أن تحكمنا النساء أيضاً في العمل..؟؟؟

أقوال:

• عطش الرجال إلى المجد أكثر منه إلى الفضيلة.

• الأفضل أن تحكم المرأة لأنها حنونة، ستحكم بعاطفتها، وسيعيش العالم بسلام.

• وما كل أيام المشيب مريرة ولا كل أيام الشباب عذاب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن