دراما جنيف!!
| عبد الفتاح العوض
في السنوات الأخيرة قبل الأزمة تميزت سورية بالمسلسلات السورية.
أبطال الدراما السورية أصبحوا نجوماً في العالم العربي، ولم يجار أيٌّ من قطاعات المجتمع السوري قطاع الدراما السورية.
الأسماء التي اشتغلت في المسلسلات السورية تحولوا من ممثلين على الشاشة إلى ممثلين عن السوريين، وتم اختصار صورة السوريين في العالم العربي من خلال المسلسلات ونجوم الدراما.
الآن.. ما يحدث في جنيف دراما سورية بامتياز..!، المشهد في جنيف دراما مبكية، الممثلون كثر.. معظمهم كومبارس والأبطال الحقيقيون خارج الكادر لكن الجميع يعرفهم فهم نجوم الأزمة السورية.
الذين يذهبون للحوار يقدمون عادة كلمات وتعابير على الأقل «كلمات» توحي بالرغبة في الوصول إلى نتائج. على الأقل ثمة من يحب أن يخلق الأمل لكنهم خلقوا وما زالوا يخلقون الألم.
ما يحدث في جنيف هو تسجيل نقاط دبلوماسية، بينما المأساة الحقيقية ما زالت في ذروتها يعاني منها الناس موتاً وجوعاً وهدماً وغير ذلك من فصول الحياة الصعبة التي يعيشها السوريون.
ثمة وجوه كثيرة في جنيف لا تشبهنا ومصالحها لا تشابه مصالحنا.
ثمة وجوه كثيرة في جنيف ذهبت بغاية السياحة السياسية، تستمتع بكاميرات التلفزيون.. على حين يعيش السوريون واقعاً مراً ولسان حالهم يقول: اتفقوا من أجلنا!
ثمة فرق بين الدراما السورية على الشاشات ودراما جنيف السياسية.. أن مع الدراما السورية تعاطف الناس معنا وأحبونا وتابعونا بشغف.
بينما في دراما جنيف.. منهم ما هو شامت، ومنهم ما هو حاقد وحاسد، وإن كانوا في دراما سورية تابعونا بشغف في حين مع دراما جنيف يتابعوننا بقرف.
ولعل تكرار أجزاء المسلسلات السورية التي وصل بعضها إلى أكثر من 10 أجزاء مثل بقعة ضوء وباب الحارة، فإن محادثات جنيف وصلت الآن إلى باب حارة جنيف 3 وما يلوح بالأفق أننا أمام مسلسل طويل وممل!
ثمة مفارقة.. أننا في المسلسلات السورية لدينا كاتب سوري ومخرج سوري والقضايا سورية والممثلون سوريون.
في دراما جنيف.. فقط وفقط الممثلون سوريون ومعظمهم كومبارس!!
رجال الدولة
لو أراد أي منا متابعة الشأن العام وأن يضع قائمة تضم رجال الدولة الذين يمثلون فعلاً قيمة وموقع رجال الدولة فلن يستغرق ذلك وقتاً طويلاً قبل أن يصيبه اليأس ويتوقف عن التنقيب… طبعا ليس كل مسؤول ومهما علا مكانه الوظيفي يستحق أن يحمل صفة رجل الدولة.
ولعل هذه الأزمة فضحت فقرنا من نوعية هؤلاء الرجال الذين خلت منهم حياتنا العامة سواء السياسية أو غيرها…. ومرد ذلك أساساً لأن الحياة السياسية الفقيرة لا يمكن أن تنتج غنى في إظهار نماذج من الكفاءات السورية في السياسة.
البعض يظن أن رجال الدولة يولدون بالفطرة رجال دولة….. ولست ممن يرى ذلك، بل يجب أن نعمل على إنجاز بيئة لإنضاج طبقة من رجالات الدولة بالتأهيل والتعليم وخلق البيئة المناسبة.
المعارضة تعارض المعارضة!!
من كوميديا المعارضات السورية أنها هي نفسها تعارض بعضها بعضاً. وكأن الأمر يبدو مثالياً لو أنها تتحدث عن بعضها كما لو أنها أفكار سياسية تتناطح ومسموح لها بالبقاء في الحلبة.
لكن إن المعارضة وأتحدث هنا عن وفد الرياض فإنه يقول لا معارض غير «الرياض»!!
تكتمل الكوميديا ونحن نرى في جنيف أسماء وجهها السلطة وقفاها من المعارضة أو العكس!!
مسكين هذا الشعب!!
قول: الفقير الجائع لا يكاد يفهم الحقيقة إلا على شكل رغيف.