العبرة بالتنفيذ
| غانم محمد
ليس مهماً ما صدر عن عمومية الاتحاد السوري لكرة القدم، ولا مدى جودته من هدمها، بل الأهمّ هو الاتجاه به نحو التنفيذ، والقدرة على ذلك، وأيضاً القدرة على (الصمود) والاستمرار.
في كرة القدم السورية، الحاجة ماسة لتغيير الواقع، قبل تغيير ما يبنى على هذا الواقع، ووضع ضوابط العمل، والإخلاص في تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه.
قلّبنا خلال العقود الماضية نماذج مختلفة للدوري السوري من حيث عدد الفرق، وبصراحة فإن العدد المناسب هو (14) فريقاً، والتوجه الحالي لإنقاص العدد إلى 10 فرق لن يلقى القبول، ولن يستمر، مع معرفتنا بالاعتبارات الكثيرة التي تخضع لها قراراتنا الكروية مع نهاية كل موسم من حيث الهبوط والاستمرار.
الاتفاق على مشروع واضح المعالم لتطوير الدوري السوري، تزامناً مع خطة إصلاح الملاعب، وتعيين المختصين بالإشراف عليها، يعتبر الركيزة الأساسية في أي مشروع تطويري، والاتفاق على تفاصيله مع أصحاب الشأن (خارج الوسط الرياضي أيضاً) خطوة أولى مهمة.
لستُ ضد تخفيض عدد فرق الدوري المحلي مع زيادة عدد المباريات كما هو مقترح، لكني أشير إلى صعوبة تنفيذ ذلك في بلدنا، ولن يستطيع اتحاد الكرة أن يتجاوز الضغوط التي تتكرر كل موسم، لذلك فإن البحث عن مخرج آخر هو الحل السليم والأكثر قدرة على الصمود.
بعيداً عن موضوع الدوري فإن التباحث في شؤون الكرة السورية في المؤتمر السنوي للعبة لم يكن على مستوى الطموح، ولن يتوغل إلى عمق مشاكلنا الكروية، وجاء (بارداً) في معظم فصوله، وجزئيات نقاشاته، وخاصة فيما يخص المنتخبات الوطنية التي على ما يبدو ليست ركناً أساسياً في اهتمامات اتحاد اللعبة، أو أن الحلول معها ليست متوافرة حالياً، أو أن موضوعها مؤجل حالياً، أو أن الحلول أكبر من اتحاد الكرة.