عربي ودولي

لافروف حذر من خطر نشر صواريخ متوسطة وقصيرة المدى … وزراء خارجية «آسيان» يدعون إلى وقف إطلاق النار في غزة

| وكالات

أعرب وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا «آسيان» عن القلق البالغ إزاء الوضع «المزري» في قطاع غزة، ودعوا إلى تطبيق قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار، في حين تستضيف العاصمة الإيطالية روما، اليوم الأحد اجتماعاً رباعياً يجمع مسؤولين مصريين ونظراءهم الأميركيين والقطريين، بحضور رئيس مخابرات كيان الاحتلال الإسرائيلية، بهدف للوصول إلى اتفاق هدنة في غزة.

وحسب وكالة «رويترز»، أعرب الوزراء في بيان بعد يومين من اجتماعات مغلقة في فينتيان عاصمة لاوس، عن قلقهم بخصوص الوضع الإنساني المتدهور في قطاع غزة والعدد المروع للضحايا هناك، داعين جميع الأطراف إلى العمل نحو السلام بهدف إقامة دولة فلسطينية مستقلة، كذلك رحب البيان بإجراءات تهدئة التوتر في بحر الصين الجنوبي ومنع الحوادث وسوء التقدير، مؤكداً ضرورة احترام القانون الدولي في هذه المنطقة.

في سياق آخر، أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحفي في عاصمة لاوس فينتيان بعد انتهاء اجتماعات رابطة دول جنوب شرق آسيا، عن قلق بلاده من الاتفاق بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية بشأن مخططات التعاون النووي، وقال: في الوقت الحالي، لا نستطيع حتى الحصول على تفسير لما يعنيه هذا، لكن ليس لدينا شك في أن هذا يثير مخاوف إضافية.

وأضاف لافروف: على بلدان الرابطة «أن تتفهم خطر نشر صواريخ متوسطة وقصيرة المدى في المنطقة»، مؤكداً أن بلاده «لا تملك أي أوهام حول مواقف البلدان الغربية إزاء تسوية الأزمة في أوكرانيا».

من جهة ثانية، أكد لافروف أن موسكو و«آسيان» اتفقتا على ضرورة «تطوير نظام أمني موحد لأوراسيا»، وأشار إلى اهتمام الرابطة بمبادرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بهذا الشأن، وقال لافروف: «لقد تحدثنا حول الحاجة إلى إنشاء نظام أمني موحد وغير قابل للتجزئة في القارة الأوراسية، يكون مفتوحاً لجميع دول أوراسيا، ولجميع المنظمات هنا»، مضيفاً: أبدت آسيان اهتماماً بالمبادرة التي طرحها بوتين، موضحاً أن «آسيان» على استعداد للقيام بمناقشة موضوعية حول هذا الموضوع.

ورابطة «آسيان» منظمة حكومية دولية إقليمية تضم دولاً من جنوب شرق آسيا تأسست في الثامن من آب عام 1967 من إندونيسيا وماليزيا والفلبين وسنغافورة وتايلاند، وتوسعت عضوية المنظمة لتشمل بروناي وكمبوديا ولاوس وميانمار وفيتنام ثم انضمت إليها دول أخرى.

على خط موازٍ، قال مصدر مصري رفيع المستوى: إن العاصمة الإيطالية روما ستستضيف اجتماعاً رباعيا اليوم الأحد، يجمع المسؤولين المصريين ونظراءهم الأميركيين والقطريين، بحضور رئيس المخابرات الإسرائيلية، بهدف للوصول إلى اتفاق هدنة في غزة.

ونقلت قناة «القاهرة الإخبارية» عن المصدر، إن اجتماع روما يأتي في إطار استمرار جهود الوسطاء للوصول لاتفاق هدنة بقطاع غزة، مشيراً إلى أن مصر أكدت لكل الأطراف المشاركين بالاجتماع تمسكها بضرورة الوصول لصيغة اتفاق تقضي بوقف فوري لإطلاق النار، وضمان دخول المساعدات الإنسانية لغزة.

كما أكدت مصر تمسكها بضرورة الوصول لصيغة تقضي بضمان حرية حركة المواطنين في غزة، والانسحاب الكامل من الجانب الفلسطيني لمنفذ رفح.

وفي خطوة قد تعرقل التوصل لاتفاق ينهي الحرب في غزة، قالت مصادر: إن إسرائيل تسعى إلى إدخال تعديلات على خطة تهدف إلى التوصل لهدنة في غزة وإطلاق سراح المحتجزين لدى حركة حماس.

وقالت المصادر (مسؤول غربي ومصدر فلسطيني ومصدران مصريان): إن إسرائيل ترى أنه يتعين فحص النازحين الفلسطينيين عند عودتهم إلى شمالي قطاع غزة عند وقف إطلاق النار، موضحة: «إذ إنهم يخشون من أن يدعم هؤلاء السكان مقاتلو حماس الذين ما زالوا يتحصنون هناك»، وفقاً لتقارير غربية، ويمثل هذا التعديل تراجعاً إسرائيلياً عن توافق يسمح للمدنيين الذين فروا إلى الجنوب بالعودة إلى ديارهم بحرية.

وقال المصدر الفلسطيني والمصدران المصريان: إن حركة حماس رفضت المطلب الإسرائيلي الجديد، وأشار المصدران المصريان إلى وجود نقطة خلاف أخرى تتعلق بمطلب إسرائيل الاحتفاظ بالسيطرة على حدود غزة مع مصر، وهو ما ترفضه القاهرة باعتباره خارج إطار أي اتفاق نهائي يقبله الجانبان، ولم يرد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أو البيت الأبيض أو وزارة الخارجية المصرية بعد على طلبات للتعليق على مطالب إسرائيل.

ولا يزال العدوان العسكري الإسرائيلية في قطاع غزة مستمراً منذ السابع من تشرين الأول 2023، حينما أعلنت حركة حماس بدء عملية «طوفان الأقصى»، رداً على جرائم الاحتلال المتواصلة بحق الفلسطينيين، وأطلقت آلاف الصواريخ من غزة على إسرائيل، واقتحمت قواتها مستوطنات إسرائيلية متاخمة للقطاع، ما تسبب بمقتل نحو 1200 إسرائيلي من جنود الاحتلال والمستوطنين، علاوة على أسر نحو 250 آخرين.

وأسفر الهجوم الإسرائيلي الهمجي على قطاع غزة حتى الآن، عن ارتقاء نحو أربعين ألف شهيد ووقوع أكثر من 90 ألف جريح، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، وذلك ممن وصلوا إلى المستشفيات، بينما لا يزال أكثر من 7 آلاف مفقود تحت الأنقاض الناتجة عن القصف المتواصل في أنحاء القطاع.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن