ثقافة وفن

ليلة شرقية في قصر العظم … كارمن توكمه جي لـ«الوطن»: الفن يجب أن يكون نابعاً من قضايا الناس وليس بعيداً عما يشعر به الآخرون

| مايا سلامي

بصوتها الملائكي الدافئ اعتلت الفنانة السورية كارمن توكمه جي عرش منصتها في قصر العظم بدمشق حيث أحيت حفلاً غنائياً مميزاً تمازجت فيه أصالة فنها وتاريخ هذا المكان العريق فشكلا معاً مشهداً بصرياً موسيقياً آسراً أبهر جميع الحاضرين الذين احتشدوا في المكان وتفاعلوا مع أغنياتها بكل حب وحماس، فعلى مدار السنوات السابقة أبدعت بغناء شارات أعمال درامية رسخت بأذهان الجماهير وأضحى صوتها الذي طغى على صوت الحرب ذاكرة جيل بأكمله يدندن ألحانه وكلماته التي باحت عن أحلامه في هذا البلد.

فأيقظت مشاعرهم خلال هذا الحفل بجرعة من تلك الأغنيات حيث قدمت «ضبو الشناتي»، و«الندم»، «هذي الروح»، وغنت لمارسيل خليفة «يا نسيم الريح»، ولعبد الوهاب «خايف أقول لبقلبي»، إضافة إلى مجموعة أغنيات من مشروعها الخاص مثل «نقل فؤادك»، و«ماشي»، كما أطلقت أغنيتها الجديدة «بلا سلام» التي سيتضمنها ألبومها القادم، ولم تغب الروح الفلسطينية عن حفلها الذي ختمته بـ«وين عرام الله».

إحساس مختلف

وفي تصريح خاص لـ«الوطن» أوضحت الفنانة كارمن توكمه جي أن الحفلة كانت جميلة جداً، والتحضيرات لها كانت صعبة لكنها نسيت جميع الهموم والعقبات التي مرت بها فور صعودها على المسرح، منوهة بأن الحفلة مرت سريعاً بلمح البصر وأن شعور المسرح جميل لكن التحضير له متعب جداً.

وعن إحيائها للحفل في قصر العظم، أوضحت: «هذا المكان له خصوصية كبيرة لكن في الوقت نفسه له رهبة لأن طريقة التعاطي فيه مع الناس والجمهور مختلفة وهذا الشيء يجعلني أشعر بإحساس مختلف أيضاً، إضافة إلى العراقة التاريخية والأصالة التي يتسم بها هذا المكان».

أغنية متكاملة

كما تحدثت كارمن لـ«الوطن» عن أغنية مسلسل «الندم»، وقالت: «هذه هي الأغنية التي غيرت حياتي وعندما سجلتها للمرة الأولى كنت أعلم أنها أغنية جميلة من دون أي شك، لكن لم أستطع حينها التوقع بأن هذه الأغنية ستصل إلى الناس وتعيش في قلوبهم لكل هذه السنوات، و«الندم» هي أغنية متكاملة من النواحي كافة لأنها ارتبطت بمسلسل مميز أيضاً».

وعن شراكتها مع الموسيقار إياد الريماوي، بينت أن عملها مع إياد الريماوي كان سبباً في تطور شخصيتها الموسيقية لأنها بدأت معه من عمر صغير، مؤكدة أنه إنسان وصديق مقرب جداً.

جزء من الواقع

وحول ملامستها للواقع في خطها الغنائي الخاص، قالت: «الفنان الذي ينسلخ عن الواقع لا أعتبره فناناً، فالفن يجب أن يكون نابعاً من قضايا الناس وأنا لا أقبل أن يكون فني بعيداً عما يشعر به الآخرون، وصحيح أنني أقيم في دبي لكن المعيشة هناك ليست رفاهية وثراء، وأهلي يعيشون في سورية لذلك أنا مرتبطة بالبلد وباستطاعتي أن التمس مشاعر الناس، وأنا كفنانة يجب أن أكون جزءاً من الواقع والناس الذين أغني لهم».

وفيما يتعلق بصعوبات الغناء الملتزم، كشفت أن صعوبات هذا الخط الغنائي كثيرة بسبب عدم وجود الدعم له، والفنان الذي يختار الغناء الملتزم يدعم نفسه بنفسه، لكن هذا الشيء لن يغير مساري وعندما أرى هذا الجمهور المحب والرائع في حفل كهذا أكون سعيدة جداً وأجد أن هذه اللحظة تستحق كل التعب الذي مررت به.

بروفايل

كارمن توكمه جي مغنية سورية ولدت في دمشق عام1991، تخرجت في كلية الصيدلة بجامعة دمشق عام 2015، وحازت أجازة في الموسيقا من المعهد العالي للموسيقا قسم الغناء الكلاسيكي عام 2017.

بدأت كارمن بدراسة الصولفيج في عام 2009 على يد الأستاذ حسام الدين بريمو والتحقت بكورال قوس قزح بقيادته عام 2010. كما درست أصول الغناء الأوبرالي على يد مغنية الأوبرا آراكس شيكيجيان تحضيراً لدخول المعهد العالي للموسيقا الذي أصبحت طالبة فيه عام 2012.

التقت بالمؤلف الموسيقي إياد الريماوي في عام 2013 حيث كان أول تعاون بينهما في أغنية المسلسل الخليجي «صمت البوح»، ثم توالت بعدها أعمالهما المشتركة منها أغنية مسلسل «ضبو الشناتي» 2014، الموسيقا التصويرية لمسلسل «تشيللو» 2015، أغنية مسلسل «الندم 2016، أغاني شخصية «الأميرة رملة» في مسلسل «أوركيديا» 2017، أغنية «معشر العشاق» من مشروع غرفة التسجيل 2018.

وشاركت كمغنية صولو مع عدة فرق وأوركسترات سورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن