العمومية.. «عادي كتير»!
| غسان شمه
مثل ضيف عابر، خفيف الظل «ناعم المحيا»، متواضع في حضوره وأثره وتجنبه لفتح النقاش حول أي قضية مع أهل الشأن الكروي، مضت أعمال الجمعية العمومية لكرة القدم بسلاسة يحسد عليها الجميع وخاصة بعد القبول، وبكل مودة لجدول الأعمال الذي بالكاد تجاوز نصف الساعة مع تسجيل الحضور والغياب، لتنتهي هذه الأعمال بروح رياضية عالية تحسب للجميع، باستثناء صوت وحيد لم يتمكن من الذهاب بعيداً!!
وهنا نسجل أننا «قد لا نجد» في ذلك إشكالاً لولا أن الواقع الكروي اليوم لا يسر أحداً، والمشكلات الكروية كبيرة جداً، والخيبات المتتالية صدعت رؤوس الجميع، وكان هذا، بتقديرنا، يتطلب الكثير جداً من الحوار حول هذا الواقع، لكن المدهش أن مثل هذا الحوار، وفي قضايا محدودة مثل بعضها مصالح محددة، أخذ صيغة غير رسمية عندما جرى بعد اختتام الأعمال وخروج كثيرين..!
إلى ما سبق لا بد من التوقف مطولاً عند نقطتين مثيرتين في دلالاتهما، أولاهما هذا الغياب الكبير الذي شهدته الجمعية، وهو ما أثار حفيظة القائمين على هذا المؤتمر. وهنا ألفت النظر إلى أن رئيس الاتحاد، في لقاء إعلامي جانبي سئل عن ذلك، واحتمال أن يكون نوعاً من الاعتراض على أعمال الاتحاد نفسه فرد بأنه كان يجب عليهم الحضور، والمطالبة بما يريدون إذا كان لديهم ما يريدون التعبير عنه بوضوح وشجاعة..!
النقطة الثانية، وهي الأكثر إثارة وجدلاً، ما أشار إليه أمين السر من أن أحداً لم يرسل أي اقتراح، بأي مستوى، من المعنيين من الأندية، لتتم مناقشته خلال هذا المؤتمر. بينما اقتصرت اقتراحات الاتحاد على مشروع رابطة الأندية المحترفة.. وهذا ما يشير، بكل أسف، إلى أن الكثير من العاملين في هذا الإطار يساهمون، بأشكال مختلفة ومستويات متعددة، في مزيد من التراجع على صعيد اللعبة، بل الاستمرار في هذا النفق الذي «ربما» يخدم مصالح البعض منهم..!! وهنا أيضاً نسأل: ألم يكن بالإمكان تقديم اقتراحات خلال أعمال الندوة؟ وهل يسمح القانون بذلك؟
إن أعمال هذه الجمعية تشير إلى حالة من عدم المبالاة لدى البعض، وحالة من الرضا والقبول بأي شيء لدى البعض الآخر، وحرص آخرين على بقاء الوضع على ما هو عليه، وربما هناك قلة قليلة جداً لا تقبل بذلك، لكن النتيجة الواضحة تشير إلى مشاركة شبه عامة في التوافق على ما هو قائم على الرغم من التراجع الكروي الكبير والمستمر حتى الآن على الأقل.
شيء واحد مؤكد هو أن الصورة لا تسر حتى لو كان جميع من فيها مبتسماً..!