شؤون محلية

المواطن والسمك رواية غير كاملة! الأسعار مرتفعة والصيادون يشتكون

| اللاذقية– عبير محمود

تخلو موائد معظم العائلات من ذوي الدخل المحدود، من طبق السمك، الذي طالما اشتهرت به موائد اللاذقية خاصة خلال هذه الفترة من العام، إلا أن ارتفاع أسعار كل أنواع الأسماك من دون استثناء أزاح هذه الأكلة التقليدية عن موائدهم الصيفية.

وذكر مواطنون أن أرخص نوع من السمك يباع بـ70 ألف ليرة حالياً، وتتصاعد كلما كان النوع «ثقيلاً» ومنها ما يتجاوز 800 ألف ليرة، متسائلين عن سبب ارتفاع «غذاء الفقير» الذي كان يُستعاض به عند العائلات الفقيرة بديلاً من اللحوم الحمراء لتغذية أطفالهم في أنواع متعددة من السمك باتت اليوم ضمن قائمة «المفقودات» عن موائدهم.

وبالعودة إلى نقيب الصيادين في اللاذقية سمير حيدر يؤكد لـ«الوطن»، أن ارتفاع أسعار السمك يعود لغلاء مستلزمات الصيد وغياب المحروقات المدعومة عن معظم الصيادين، ومنهم لا يحصلون على المخصصات مطلقاً.

وبيّن حيدر أن أعباء تكاليف الصيد كبيرة على الصياد، خاصة أنه يضطر لشراء المازوت من السوق الحر بأسعار مرتفعة جداً، وذلك بسبب عدم تغطية المخصصات للحاجة اليومية، إذ يتم منح مركب الصياد 30 ليتراً كل 10 أيام، علماً أنها لا تكفي إلا لرحلة بحرية واحدة للمركب.

وأضاف: هناك عدد من الصيادين في ميناء البسيط وبرج إسلام لا يحصلون على مخصصاتهم من المحروقات أبداً وذلك لعدم توطين شركة تكامل لبطاقاتهم الخاصة بالمحروقات حتى تاريخه، رغم أن النقابة أرسلت كتاباً بهذا الخصوص إلى المحافظة ولجنة المحروقات وبدورها أرسلته إلى إدارة سادكوب وشركة تكامل والأخيرة لم ترد حتى الآن.

وذكر نقيب الصيادين أن عدد بطاقات المحروقات في ميناء البسيط 140 بطاقة، برج إسلام 51 بطاقة، ميناء الصيد والنزهة «اليوغسلافية» 210 بطاقات، «مرسى ابن هانئ والشاطئ وأفاميا» 70 بطاقة، «الدبجيات» 45 بطاقة، ميناء جبلة 145 بطاقة، مبيناً أن جميع الصيادين يحصلون على مخصصاتهم من المحروقات بنسبة مخفضة عن السابق، باستثناء صيادي البسيط وبرج إسلام 191 بطاقة لا تحصل على المخصصات بسبب عدم توطينها من شركة تكامل.

وبيّن أن عدد الصيادين المسجلين في النقابة نحو 1600 صياد، منهم نسبة 20 بالمئة تركوا المهنة بسبب غلاء مستلزمات الصيد وعدم القدرة على تحمل أعباء المحروقات، ما يعني أن هناك عشرات العائلات فقدت مصدر رزقها الوحيد وهي مهنة تاريخية عريقة لأهالي المحافظة يعتاشون منها منذ مئات السنين.

وأضاف نقيب الصيادين إن مستلزمات الإنتاج ارتفعت لأكثر من 400 بالمئة، بين تكاليف محروقات وصيانة مراكب والعدة من صنارة وخيوط وغيرها، لترتفع أضعافاً مضاعفة عن سنوات سابقة، مضيفاً إن أسعار السمك ورغم أنها ارتفعت لنحو 300 بالمئة عن السابق، وتعد باهظة للمواطن المستهلك، إلا أنها تبقى غير مرضية للصياد الذي يتحمل أعباء كبيرة جراء مهنته الذي يعتاش منها ولا يجيد غيرها.

وبيّن حيدر أسعار الأسماك قائلاً: سمك البلميدا وهي تعد أكلة الفقير، يباع الكيلو منه حالياً بنحو 75 ألف ليرة بعد أن كانت أسعاره تتراوح بين 4 إلى 5 آلاف ليرة فقط! في السنوات السابقة، كما يباع بالسعر نفسه 75 ألف ليرة كيلو سمك الجراوي «سمكة صغيرة، وذات القياس الكبير تباع بـ200 ألف ليرة، ومثلها لكيلو السفرنة، أما القجاج فيباع الكيلو منه 175 ألف ليرة، السلمورة الكيلو منه بـ85 ألف ليرة، والعبيدة 60 ألف ليرة، والشكمبري بين 50- 100 ألف ليرة، واللقز الصخري بين 300- 500 ألف ليرة للكيلو، أما اللقز الرملي فيتراوح سعر الكيلو منه بين 600- 800 ألف ليرة، وأكد بأن سمك العصيفري يتراوح بين 75- 80 ألف ليرة إلا أنه حالياً غير متوفر تحت ضوء القمر، إذ يتم اصطياده في الفترات المظلمة فقط.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن