برنامج تعاون زراعي بين سورية والسودان … قطنا: التعاون مع الدول العربية لتعزيز التبادل التجاري والخبرات … المقداد لـ«الوطن»: بدء تنفيذ البرنامج بداية العام القادم
| هناء غانم
التقى رئيس مجلس الوزراء حسين عرنوس أمس وزير الزراعة والغابات في جمهورية السودان الدكتور أبو بكر عمر البشري والوفد المرافق له.
وبحث الجانبان سبل تعزيز التعاون الثنائي بين مراكز البحوث الزراعية في البلدين وتبادل نتائج البحث العلمي الزراعي وتعزيز التبادل التجاري للمنتجات الزراعية النباتية والحيوانية وتبادل الخبرات وتكثيف التعاون المشترك لمواجهة التغيرات المناخية، إضافة إلى التعاون في مجالات المياه ودرء الفيضانات والتصحر وغيرها من القضايا ذات الصلة.
وأكد عرنوس ضرورة القيام بمشروعات مشتركة تأخذ بالاعتبار الموارد والإمكانات المتوافرة لدى الجانبين، واتخاذ كل الخطوات التي تسهم في توسيع آفاق التعاون وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الكثير من المواد والمنتجات الزراعية، معرباً عن استعداد الحكومة السورية لاتخاذ ما يلزم من إجراءات لتعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات.
من جهته أشاد البشري بالعلاقات التاريخية التي تربط بين سورية والسودان، مؤكداً رغبة بلاده بتعزيز التعاون المشترك في المجالات كلها.
وفي السياق وقع وزير الزراعة محمد حسان قطنا برنامجاً تنفيذياً مع وزير الزراعة والغابات المكلف في جمهورية السودان أبو بكر عمر البشري، لمدة عامين يتضمن تعزيز التعاون بين مراكز البحوث الزراعية في البلدين وتبادل نتائج البحث العلمي الزراعي والاستثمار بالغابات، إضافة إلى تعزيز التبادل التجاري للمنتجات الزراعية النباتية والحيوانية، وذلك خلال الاجتماع الذي عقد أمس في وزارة الزراعة.
وأكد الوزير قطنا متانة العلاقات بين البلدين وأهمية تطويرها، لافتاً إلى أن البرنامج التنفيذي يضم 7 اتفاقيات موقعة سابقاً مع وزارة الزراعة في السودان، وذلك بهدف تعزيز وتطوير علاقات التعاون في المجال الزراعي والتبادل التجاري بين البلدين من خلال التعاون والتنسيق بين مراكز البحوث الزراعية وإقامة بحوث مشتركة وتبادل نتائج الأبحاث العلمية والاختبارات المطبقة لدى الطرفين، والمصادر الوراثية في النباتات الحقلية والبستنة، ومكافحة الآفات الزراعية وتبادل المعلومات في مجال قوانين الحجر الزراعي، والاستثمار الزراعي، والاستثمار بالغابات وفق القوانين وتعزيز التبادل التجاري للمنتجات الزراعية بشقيها النباتي والحيواني.
وأوضح الوزير قطنا أن الهدف هو التعاون مع الدول العربية لتعزيز التبادل التجاري الذي يعزز اقتصاديات كل بلد، منوهاً بأهمية السودان الزراعية باعتباره كنز الوطن العربي في تأمين الأمن الغذائي العربي ويملك بحوثاً زراعية جيدة لعدد كبير من المحاصيل يمكن الاستفادة منها، كما تملك سورية بحوثاً ونتائج على الأرض يمكن الاستفادة منها من السودان ونقل التجارب وتبادل البحوث ونتائج العمل بما ينعكس على الاقتصاديات الزراعية في البلدين، مشيراً إلى أنه سـيتم البدء بتنفيذ البرنامج الموقـع اعتبـاراً من أول آب القـادم.
وأشار الوزير السوداني إلى عمق العلاقات مع سورية والرغبة في تفعيل التعاون وخاصة في المجال الزراعي بما يسهم في تطوير القطاع الزراعي والاستثمار الأمثل لكل الفرص المتاحة في سورية والسودان ويعود بالفائدة على البلدين، موضحاً أن السودان يملك وارداً مائياً سنوياً كبيراً إذ تبلغ حصته من نهر النيل نحو 18 مليار متر مكعب وخمسة أنهار موسمية ومعدل أمطار جيداً، إضافة إلى تنوع مناخي يتيح زراعة جميع الأنواع الزراعية، وخاصة مع توافر نحو 57 مليون هكتار صالحة للزراعة.
وأشار البشري إلى امتلاك السودان نخبة من العلماء في مجال البحوث الزراعية وبتوجهه نحو إستراتيجية رفع إنتاجية المساحة والتحول بالزراعة التقليدية إلى زراعة ربحية وإدخال زراعات جديدة مثل الزيتون والكرمة، معرباً عن رغبة السودان في تبادل المحاصيل من خضار وفواكه مع سورية.
وأوضح البشري أن لدى السودان مصالح مشتركة مع سورية في المجال الزراعي وتم توقيع مذكرة تنص على تبادل الخضار والفاكهة والمحاصيل والخبرات في مجال البحث الزراعي ووقاية النباتات وتبادل الخبرات فيها وفي مجال الغابات، منوهاً بدور منظمة المركز العربي لدراسات الأراضي الجافة والقاحلة «أكساد» في تنفيذ المشاريع الزراعية في السودان.
واتفق الجانبان على تشكيل لجنة فنية مشتركة لتنفيذ هذا البرنامج مهمتها المتابعة والإشراف على تنفيذ بنود البرنامج وتقييم النتائج التي تم التوصل إليها وتحديد مواعيد تنفيذ النشاطات المتفق عليها.
وفي تصريح لـ«الوطن» أكد معاون وزير الزراعة فايز المقداد أهمية التعاون في المجال الزراعي مع السودان وضرورة وضع خريطة استثمارية زراعية متكاملة لنقل التقانات الحديثة بين البلدين باعتبار أن السودان بزراعته يشكل سلّة العرب الغذائيّة نظراً لتنوع معدلات المناخ والأمطار المرتفعة والمياه، إضافة إلى المناخ المناسب للزراعات، ولاسيما الاستوائية وغيرها من الأمور، موضحاً أن وجود هذه الاتفاقيات الثنائية مع السودان يسهم في التكامل سواء في المحاصيل أم غيرها من السياسات الزراعية.
وأشار إلى أن سورية لديها خبرات واسعة وميزات مهمة من الإنتاج الزراعي والحيواني نتيجة تنوع الظروف البيئة والمناخية، لافتاً إلى أن البدء بالبرنامج التنفيذي لاتفاقيات التعاون مع السودان هو مهم جداً.
وذكر المقداد أنه من المقرر أن يتم البدء فوراً بتنفيذ البرنامج التنفيذي الذي تم التوقيع عليه في نهاية اللقاء والعمل على تشكيل فرق عمل فنية تقوم بإعداد برنامج زمني يتضمن مصفوفة تنفيذية مرتبطة بجدول زمني يبدأ تنفيذها اعتباراً من بداية العام القادم لمتابعة الأنشطة الزراعية، وإيجاد فرص تعاون جديدة في القطاع الزراعي من خلال تبادل الأصناف النباتية بين البلدين التي تتحمل الجفاف، ولاسيما الاستوائية غير الموجودة بسورية والعكس، إضافة إلى تبادل معلومات أنظمة الحجز الصحي والغابات والحراج واستثمار الغابات، إضافة إلى غيرها من الفرص التي يجب استثمارها والاستفادة منها في سورية.