قضايا وآراء

معضلة الحرب التي لا تنتهي

| معتز خليل

تابعت مثل غيري تطورات ما جرى من استهداف لمنطقة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل، وهي الحادثة التي راح ضحيتها ١٢ طفلاً وأصيب عدد آخر جراء سقوط قذيفة صاروخية عليهم.

لفت نظري هنا هو التراشق الإسرائيلي اللبناني، حيث نفت المقاومة اللبنانية نفياً قاطعاً، الادعاءات بشأن استهداف مجدل شمس، وأكد حزب الله رسمياً، في بيان له، أن لا علاقة ‏له بالحادث على الإطلاق، نافياً نفياً قاطعاً كل الادعاءات الكاذبة في هذا ‏الخصوص. ‏

في المقابل أكدت إسرائيل أن المقاومة وراء هذه الخطوة، في الوقت ذاته أشارت تقارير إلى أن القذيفة سقطت على ملعب للأطفال ولم يتضح لماذا لم تعترض دفاعات الاحتلال الجوية القذيفة، كما أنه لم يكشف عن طبيعة هذه القذيفة سواء إذا كان الحديث عن مسيرة أم قذيفة أو صاروخ اعتراضي.

في الواقع فإن رصد ما جرى ويجري في إسرائيل يشير إلى وجود نية بالتحضير لتوسيع رقعة الحرب في المنطقة، وهي نية تتزامن مع حالة غير مسبوقة من التصعيد على مختلف الجبهات.

من هنا وعبر صحيفة «الوطن» أعتقد شخصياً أن هناك بعضاً من التوترات الدقيقة المتوقعة خلال الفترة المقبلة منها:

• تواصل هذه التجاذبات والمواجهات العسكرية بين الطرفين (المقاومة والاحتلال) في ظل تواصل الحرب في غزة.

• المقاومة تستمر وتتواصل، بدليل سقوط العديد من العسكريين في جيش الاحتلال بين قتيل وجريح، ورغم التضييق على المقاومة إلا أنها تبلي بلاء حسنا في كل موقع حتى الآن، وما تقوم به يمثل إنجازاً في ظل التطورات الميدانية الحاصلة على الأرض.

• من الواضح أن المقاومة اللبنانية سترد على الاحتلال، والاحتلال لن يصمت وسيسعى للرد، وهو ما بات واضحاً خلال الساعات الماضية.

• لا تزال تداعيات التصعيد الأمني بين إسرائيل وقوات الحوثي في اليمن تتواصل، ولا يمكن القول إن حالة الهدوء ستتواصل خلال الفترة المقبلة.

بالتالي لا يمكن حالياً الحديث أو التوقع بحصول تهدئة في ميدان المعركة، في ظل تكاسل أو تقاعس أو عدم جدية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن إجراء صفقة لتبادل الأسرى مع حركة المقاومة الإسلامية حماس، والأهم من هذا أن التصعيد يسير بصورة لا تنبئ أو تتوقع بالمطلق التهدئة العسكرية القريبة.

عموماً فإن الشواهد توضح أن هناك الكثير من الملفات التي سيتم فتحها عقب انتهاء هذه الحرب، وهي الملفات التي ستتنوع بين: مستقبل من سيحكم غزة؟ طرح فكرة تشكيل ما يعرف بالتحالف الناتو الشرق أوسطي الذي سيضم إسرائيل وبعضاً من الدول العربية! مصير المعارضة الفلسطينية من الفصائل!

وغيرها من الملفات الدقيقة والمهمة التي ستتم مناقشتها في غمار هذه الحرب.

• هناك نقطة أخيرة أود في هذا الصدد مناقشتها، وهي نقطة أبناء الشعب السوري ممن يعيشون في الجولان المحتل، هذه الفئة التي أعتقد ومن خلال متابعتي الصحفية أن الوطن السوري كان دوماً في عقولهم، وأن سورية دوماً كانت بالنسب لهم هي الوطن والملاذ الذي لم ينسوه، ويكفي فيلم مجدل شمس، وهو الفيلم الذي جسد مأساه هؤلاء السوريين وكيف يعيشون في ظل الاحتلال.

رحم اللـه الضحايا من المدنيين في كل موقع، ونصر اللـه المقاومة ودحر الاحتلال البغيض في وطننا العربي.

صحفي مصري مقيم في لندن

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن