الأهالي شيّعوا شهداء مجدل شمس وطردوا مسؤولي العدو: أنتم قتلة ارحلوا من هنا … دمشق: أهلنا في الجولان جزء أصيل من المقاومة والكيان يختلق الذرائع
| وكالات
وسط مشاعر الحزن والغضب من الجريمة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الفتيان والأطفال في بلدة مجدل شمس، شيع أهالي الجولان السوري المحتل ووفود من الأراضي الفلسطينية المحتلة الشهداء الـ12 الذين ارتقوا أول من أمس جراء انفجار صاروخ اعتراضي إسرائيلي سقط في الملعب البلدي في البلدة، على حين اعتبرت سورية أن كيان الاحتلال اقترف جريمته البشعة بهدف تصعيد الأوضاع في المنطقة، مشيرة إلى أن تحميله المقاومة اللبنانية مسؤولية جريمته يأتي ضمن محاولاته المفضوحة لاختلاق الذرائع لتوسيع دائرة عدوانه على المنطقة.
وفي بيان لها أوردته وكالة «سانا»، قالت وزارة الخارجية والمغتربين: في إطار محاولاته لتصعيد الأوضاع في منطقتنا، وتوسيع دائرة عدوانه عليها، اقترف كيان الاحتلال الإسرائيلي يوم (أول من أمس) جريمة بشعة في مدينة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل عام 1967، ثم قام بتحميل وزر جريمته للمقاومة الوطنية اللبنانية.
وجاء في البيان أن الجمهورية العربية السورية إذ تدين استمرار قيام كيان الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب المجازر يومياً الواحدة تلو الأخرى، فإنها تستنكر محاولاته المفضوحة لاختلاق الذرائع لتوسيع دائرة عدوانه، كما تحمله المسؤولية الكاملة عن هذا التصعيد الخطير للوضع في المنطقة.
وأضافت الخارجية في بيانها: تؤكد الجمهورية العربية السورية أن شعبنا في الجولان السوري المحتل، الذي رفض على مدى عقود من الاحتلال الإسرائيلي أن يتنازل عن هويته العربية السورية لن تنطلي عليه أكاذيب الاحتلال واتهاماته الباطلة للمقاومة الوطنية اللبنانية بأنها هي التي قصفت مجدل شمس، ولاسيما أن أهلنا في الجولان السوري كانوا وما زالوا وسيبقون جزءاً أصيلاً من مقاومة المحتل ومقاومة سياساته العدوانية التي تستبيح الأرض والهوية.
بيان الخارجية تزامن، مع تشييع الآلاف من أبناء الجولان السوري المحتل ووفود من الأراضي الفلسطينية المحتلة اليوم الشهداء الـ12 الذين ارتقوا أمس جراء انفجار صاروخ اعتراضي إسرائيلي سقط في الملعب البلدي بمجدل شمس المحتلة.
أهالي الجولان الذين تجمعوا في ساحة سلطان باشا الأطرش بالبلدة لتشييع 8 أطفال و3 طفلات تتراوح أعمارهم بين 10 و16 عاماً ارتقوا في المجزرة، نددوا بالعمل الوحشي بحق أبنائهم والذي استهدف الأطفال، كما شيعت قرية عين قنية الشهيد الفتى ناظم فاخر صعب 15 عاماً الذي كان موجوداً في الملعب لحظة انفجار الصاروخ الاعتراضي الإسرائيلي.
وذكر مراسل «سانا» في الجولان المحتل أنه بعد تشييع شهداء المجزرة وصل وزير المالية ووزراء آخرون في حكومة الاحتلال برفقة حراسهم إلى مكان وقوع المجزرة في الملعب البلدي بمجدل شمس، وقام الأهالي بطردهم وصرخوا في وجوههم: أنتم قتلة.. ارحلوا من هنا.. أوقفوا الحرب.
المعلومات الأولية التي تداولتها وسائل إعلام الاحتلال بالإقرار بأن «القبة الحديدية» أصابت عن طريق «الخطأ» مجدل شمس السورية المحتلة، وفق ما صرح به المتحدث باسم جيش الاحتلال لجهات أجنبية، سرعان ما تغيرت لتسويق رواية جديدة تتهم المقاومة لاستغلال ما حصل وإبعاد التهمة عن كيان الاحتلال الذي يواصل جرائمه في غزة ولبنان وجميع المناطق المحتلة.
فعاليات أهلية أكدت أن الصواريخ التي تسقط على بلدات الجولان السوري المحتل ومناطق الجليل هي في العادة صواريخ اعتراضية إسرائيلية، ودائماً ما توقع أضراراً فادحة في الأرواح والأماكن، بينما نقلت مراسلة تلفزيونية من مجدل شمس أن أحد الشهود أبلغ عن صاروخ قبة حديدية ورفض التحدث أمام الكاميرا خشية الاعتقال.
وجهاء وشخصيات أهلية رأوا أن أبناء الجولان لن يقعوا في فخ مخطط الرواية الإسرائيلية الرامية لتبرير الاستمرار بالإجرام والمجازر وتوسيعها والتلطي خلف المدنيين لتحقيق ذلك، مؤكدين أن العدو الإسرائيلي ومنذ زمن بعيد يعمل على إشعال الفتن وتفتيت المنطقة واستهداف مكوناتها.
وفي تصريح لقناة السورية، قال شيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين يوسف جربوع: هذا يوم أسود في تاريخ الإنسانية حيث استهدف الكيان الصهيوني الأطفال والشباب الأبرياء في مجدل شمس، وهذا ليس بغريب عن هذا الكيان الذي يواصل مجازره في قطاع غزة وفلسطين بشكل عام، مؤكداً أن الاحتلال ارتكب جريمته البشعة في مجدل شمس بهدف النيل من صمود الأهل في الجولان السوري المحتل ووقوفهم ضد الكيان، وتمسكهم بالهوية العربية السورية ورفضهم «الهوية الإسرائيلية».
وقال جربوع: هذا المصاب لكل السوريين ونعزي شعبنا السوري بهذا المصاب الكبير، ونؤكد مجدداً أن كل ممارسات الاحتلال القمعية وإجراءاته التعسفية بحق أهلنا في الجولان والتي تنتهك القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني لن تنال من صمودهم وثباتهم في وجه الآلة العسكرية للكيان العنصري الغاشم.