الاحتلال التركي و«قسد» يجران ريف حلب الشمالي إلى مزيد من التصعيد … مدفعية الجيش الثقيلة تستهدف مواقع ارتكاز «النصرة» في جبل الزاوية
| حلب- خالد زنكلو – حماة- محمد أحمد خبازي
استهدف الجيش العربي السوري أمس بنيران مدفعيته الثقيلة مواقع لتنظيم جبهة النصرة الإرهابي وحلفائه في ريف إدلب الجنوبي، رداً على اعتداءاتهم على نقاطه بمنطقة خفض التصعيد، على حين يتجه ريف حلب الشمالي والشمالي الشرقي إلى مزيد من التصعيد الميداني من جراء قصف جيش الاحتلال التركي لتجمعاته السكنية، رداً على عمليات التسلل المتكررة التي تنفذها ما يسمى «قوات تحرير عفرين»، التابعة لميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» المدعومة من واشنطن، باتجاه نقاط وقواعد جيش الاحتلال التركي غير الشرعية في المنطقة.
وفي التفاصيل أكد مصدر ميداني لـ«الوطن» أن الجيش دك بمدفعيته الثقيلة أمس، مواقع لمسلحي «النصرة» الإرهابي ونقاط ارتكازهم في محاور جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي.
وأوضح أن مجموعات إرهابية مما يسمى غرفة عمليات «الفتح المبين» التي يقودها «النصرة»، كانت قد اعتدت فجر أمس بقذائف صاروخية على نقاط عسكرية بمحور الملاجة بريف إدلب الجنوبي، وهو ما استوجب الرد عليها باستهداف مواقعها بالنيران المناسبة.
وفي ريف حماة الشمالي الغربي، فقد ساد الهدوء الحذر وشبه التام، مختلف المحاور من سهل الغاب، وعزا المصدر ذلك إلى الضربات النارية التي سددها الجيش بطيرانه المسيّر ومدفعيته الثقيلة للإرهابيين في معاقلهم، خلال الأيام القليلة الماضية، والتي كبدتهم خسائر فادحة بالأفراد والعتاد.
وفي البادية الشرقية، واصل الطيران الحربي السوري والروسي المشترك استهداف فلول تنظيم داعش الإرهابي بغاراته.
وبيَّن مصدر ميداني لـ«الوطن» أن غارات أمس طالت مواقع للدواعش ونقاط انتشارهم في بادية تدمر والسخنة والرقة وأثريا وجبال وتلال البشري وكباجب والتبني ومعدان.
من جهة ثانية بينت مصادر متابعة للوضع الميداني شمال حلب، أن جيش الاحتلال التركي انخرط فعلياً في دوامة التصعيد العسكري التي فرضتها «تحرير عفرين» عبر عمليات تسللها، وأنه وجد في المعادلة الجديدة وسيلة لتبرير قصفه الهمجي لقرى وبلدات الريف الحلبي، ومنذ مطلع الشهر الجاري، بعد أن خيم الهدوء الحذر على المنطقة، التي تحتضن جيوباً للوحدات الكردية إلى جانب نقاط انتشار وحدات الجيش العربي السوري ونقاط المراقبة الروسية، على مدار الشهرين الماضيين.
وأوضحت المصادر لـ«الوطن» أن «قسد» من خلال عمليات تسلل «تحرير عفرين» التي أوقعت خسائر بشرية في صفوف ميليشيا ما يسمى «الجيش الوطني» التابعة للإدارة التركية، تستهدف التعكير على إعادة العلاقات بين دمشق وأنقرة، قبل أن تنتقل أنباء التقارب بينهما إلى طاولات المفاوضات وقبل إيجاد آلية لهذه المساعي بين البلدين الجارين.
وذكرت أن «تحرير عفرين» نفذت أول من أمس عملية تسلل جديدة نحو نقطة عسكرية لجيش الاحتلال التركي قرب قرية تويس المجاورة لبلدة مارع شمال حلب، وهي السادسة من نوعها منذ ٧ الشهر الجاري، ما تسبب بإصابة ٣ مسلحين من ميليشيا «الجيش الوطني» الموكل إليها حماية نقاط وقواعد جيش الاحتلال التركي في الريف المحتل، إضافة إلى الأضرار المادية التي لحقت بالنقطة العسكرية.
وكانت «تحرير عفرين» قد نفذت في ٧ الشهر الجاري عملية تسلل نحو قاعدة الاحتلال التركي في البحوث العلمية شرق إعزاز شمال حلب، تلتها عملية تسلل أخرى نحو قاعدة الاحتلال في كلجبرين قرب مارع و٣ عمليات تسلل في ١٢ و٢٢ الشهر الجاري باتجاه نقاط جيش الاحتلال في قريتي حربل والغوز غرب مدينة الباب بريف المحافظة الشمالي الشرقي، ما أدى إلى إصابة ٤ مسلحين في صفوف ميليشيات أنقرة.
في المقابل، نفذت ميليشيات الإدارة التركية ٣ عمليات تسلل في ٢١ و٢٢ الشهر الجاري في محوري بلدتي الجراد وعرب حسن بريف منبج شمال شرق حلب، حيث مجلس منبج العسكري التابع لـ«قسد»، والذي ذكر أنه أحبط محاولتي تسلل وأوقع جرحى لدى الميليشيات.
وعقب كل محاولة تسلل ينفذ جيش الاحتلال التركي وميليشياته جولات من القصف المدفعي الكثيف تستهدف البلدات والقرى المأهولة شمال وشمال شرق حلب، وتتسبب بموجات نزوح للسكان جهة الجنوب حيث مدينة تل رفعت ومحيطها، الذي تحول إلى منطقة تغص بمخيمات اللجوء، التي لم تسلم بدورها من ضربات المدفعية الثقيلة لجيش الاحتلال التركي.
وأفادت مصادر أهلية لـ«الوطن» بأن أمس وأمس الأول، شهدا تصعيداً عسكرياً لجيش الاحتلال التركي طال بلدات البصلية وأبين وشوارغة وعقيبة وأم حوش وعين دقنة ومنغ شمال حلب، وبلدة شيوخ فوقاني بريف عين العرب حيث دارت اشتباكات بين مجلس منبج العسكري من جهة، وجيش الاحتلال التركي وميليشياته من جهة أخرى، من دون معرفة حصيلة الاشتباكات.