اقتصاد

هل تتدخل الحكومة بالبطاطا؟! ارتفاع الأسعار… ومطالبات باستيراد بذار بلجيكي أو هولندي

| جلنار العلي

منذ سنوات مضت، وفي أوقات الضائقة المادية، كانت العوائل تلجأ لطهي طبخات بسيطة، كالبطاطا مع البندورة أو مع الزيت مثلاً، وذلك نظراً لانخفاض تكاليف هذه الطبخات، فالبطاطا كانت تأتي بعد الخبز بالنسبة للسوريين، والبندورة مادة تدخل في معظم الطبخات وخاصة في فصل الصيف، أما اليوم مع ارتفاع الأسعار فقد أصبحت هذه الطبخات ترفاً لكثير من العائلات.

ففي جولة لـ«الوطن» على الأسواق، سجل كيلو البطاطا سعر 10 آلاف ليرة والبندورة 5 آلاف ليرة، ولم يقتصر الأمر على تلك المواد، إذ وصل سعر كيلو الفاصولياء إلى 25 ألف ليرة، بينما كان سعر كيلو الخيار 7000 ليرة والباذنجان 5000 ليرة، والفليفلة 6000 ليرة.

عضو لجنة تجار ومصدري الخضر والفواكه في سوق الهال بدمشق أسامة قزيز، أعاد في تصريح لـ«الوطن» سبب ارتفاع أسعار البندورة إلى أن المحافظات أنهت محاصيلها، وأصبحت تعتمد على محافظتَي درعا والسويداء في توريد احتياجاتها من المادة، لأنهما أكبر مركزين للإنتاج حالياً، وهذا ما أثر في الأسعار في دمشق وريفها، ناهيك عن ارتفاع درجات الحرارة التي أثرت بشكل كبير في الإنتاج.

وحول التصدير، أكد قزيز أنه لا يؤثر في الأسواق، لأن الأنواع المخصصة للتصدير لا يرغب بها المستهلك السوري إذ أنها تكون كبيرة وغير ناضجة، علماً أن التصدير يكون من مناطق الإنتاج ذاتها، لافتاً إلى أن الكميات التي تصل إلى سوق الهال يومياً تبلغ 500 طن، تستجر المحافظات منها نحو 250 طناً، ناهيك عن الكميات التي تستجرها تلك المحافظات من مناطق الإنتاج نفسها.

وحول ارتفاع أسعار البطاطا، أشار قزيز إلى أن سعر الجملة منها وصل إلى 8000 ليرة، وذلك نتيجة لارتفاع التكاليف من محروقات ونقل، إضافة إلى أسعار البذار حيث وصل سعر الطن الواحد إلى 40 مليون ليرة، لذلك تناقص عدد المزارعين خلال هذا العام، وتناقصت الكميات المزورعة أيضاً، بسبب تخوّف الفلاحين من حصول أي طارئ قد يؤثر في الموسم فتكون الخسائر كبيرة، لذلك انخفض الإنتاج إلى نحو 50 بالمئة هذا العام وكان متواضعاً جداً، متابعاً: «ويضاف إلى تلك الأسباب قيام الكثير من التجار بتخزين المحاصيل التي اشتروها في البرادات، نظراً للفائدة الكبيرة التي حصلوا عليها نتيجة قيامهم بذات التصرف خلال العام الماضي».

وطالب قزيز وزارة الزراعة أن تستورد بذار بطاطا من بلاد الإنتاج كبلجيكا وهولندا للموسم القادم، وأن تبيعها للجمعيات الفلاحية بأسعار التكلفة، ليحصل كل مزارع على حاجته من البذار، معتبراً أن المشكلة لن تنتهيِ إلا بتدخل الحكومة، لأن تدخلها ودعمها فيه خدمة للمواطن والمزارع على حد سواء، لافتاً إلى وصول نحو 400 طن من البطاطا إلى سوق الهال، وهي غير كافية لحاجة المواطنين، وذلك لأن المطاعم والفنادق تستجر أيضاً.

ومن جهة أخرى، كشف قزيز أن ارتفاع درجات الحرارة أثر بشكل كبير في كل المحاصيل وخاصة تلك التي تزرع في مناطق الساحل وريف دمشق، والتي تتأثر بقلة المياه بشكل كبير، لافتاً إلى أن ما يميز هذا العام هو دخول منطقة غوطة دمشق على خط إنتاج العديد من المحاصيل الزراعية كالباذنجان الأسود والموشح والفليفلة والكوسا والخيار، ورفد الأسواق بها، ما ساهم بإحداث توازن في الأسعار نظراً لارتفاع الكميات الواردة منها، إذ يوجد حالياً نحو 200 مزارع فيها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن