مخالفاً التصريحات الأميركية بشأن استبعادها … مسؤول إسرائيلي: التطبيع مع السعودية ما زال ممكناً قبل الانتخابات الأميركية!
| وكالات
اعتبر مسؤول إسرائيلي وصف بأنه «بارز»، أن اتفاق التطبيع بين إسرائيل والسعودية لا يزال ممكناً، قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية في تشرين الثاني المقبل، مخالفاً بذلك التوقعات الأميركية بأن الصفقة لم تعد ممكنة بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة!
وأشار المسؤول في تصريحات للصحفيين، يوم الجمعة الماضي، إلى أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ناقش التطبيع مع السعودية مع الرئيس الأميركي، جو بايدن، خلال اجتماعهما، يوم الخميس الماضي في البيت الأبيض بواشنطن، وقال المسؤول الإسرائيلي: «إذا كانت التكاليف مقبولة بالنسبة لنا، فقد تتطور هناك حتى قبل الانتخابات، وتشترك إسرائيل والسعودية في مصلحة مشتركة»، وفقا لما نقلته صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، أمس.
ويتعارض تقييم المسؤول الإسرائيلي مع مصادر أميركية وإسرائيلية صرحت في وقت سابق من الشهر الجاري، أن صفقة التطبيع مع السعودية، لم تعد قابلة للتحقيق قبل انتخابات الخامس من تشرين الثاني المقبل في الولايات المتحدة.
والخميس الماضي، التقى نتنياهو بشكل منفصل مع الرئيس الأميركي، جو بايدن، ونائبته، كامالا هاريس، في البيت الأبيض، وجاءت الاجتماعات بعد يوم من عرض نتنياهو، في خطاب أمام الكونغرس، رؤيته لمحور إقليمي مناهض لإيران يضم «أميركا وإسرائيل وأصدقاءنا العرب»، فيما لم يذكر نتنياهو صراحة المملكة العربية السـعودية أو جهود التطبيع في خطابه.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، قالت مصادر رفيعة المستوى في الكونغرس الأميركي، في تصريحات لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل» إنه لا فرصة للتوصل إلى اتفاق تطبيع مع السعودية قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية، لأنه لم يتبق وقت كاف للكونغرس للموافقة على الحزمة الأمنية التي تسعى الرياض إلى تنفيذها مع واشنطن، كجزء من المبادرة الأوسع التي تقدمها إدارة بايدن.
وفيما لم تستبعد المصادر تماماً التوصل إلى اتفاق بين الانتخابات وتنصيب الرئيس الأميركي القادم، أكدت أن ذلك لا يزال غير مرجح للغاية، وفي المقابل أيّد مسؤول إسرائيلي ذلك، مشيراً إلى أن المشرعين الجمهوريين ربما لا يرغبون في منح بايدن إنجازاً دبلوماسياً في عام انتخابي.
ولم يتماش رأي مسؤول في البيت الأبيض مع ما أفادت به المصادر في الكونغرس، بحجة أن نافذة تأمين الصفقة «لم تُغلق تماما»، لكن وجهة نظره كانت متفقة بأن التطبيع مع المملكة غير ممكن، دون التوصل إلى وقف إطلاق النار أولا في قطاع غزة، وهي النقطة التي أشار إليها علنا كبار المسؤولين الأميركيين والسعوديين، الذين أدركوا أن الرياض لن تكون قادرة على بيع صفقة تطبيع محلياً أو في المنطقة، إذا استمرت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة المنكوب.
والخميس الماضي، قال خمسة من الإسرائيليين الذين كانوا محتجزين لدى حركة «حماس»، بعد اجتماعهم مع بايدن ونتنياهو: إن الرئيس الأميركي جعلهم أكثر تفاؤلاً بشأن التوصل إلى اتفاق مما كانوا عليه منذ تشرين الثاني الماضي، عندما أدى وقف إطلاق النار لمدة أسبوع بوساطة أميركا ومصر وقطر، إلى إطلاق سراح 105 محتجزين.
وسبق أن توقع السيناتور الأميركي، ليندسي غراهام، من ساوث كارولينا، وهو أحد الجمهوريين القلائل الذين أعلنوا مقدما أنهم سيكونون مستعدين لدعم صفقة يتوسط فيها البيت الأبيض، المسيطر عليه الحزب الديمقراطي حاليا، عند اجتماعه مع نتنياهو في شهر كانون الثاني الماضي، أن إدارة بايدن لديها فرصة حتى شهر حزيران الذي مضى لإتمام اتفاقية التطبيع مع المملكة العربية السعودية.
وفي مقابلة أجريت معه في الخامس عشر من تموز الجاري، قال الرئيس الأميركي، جو بايدن: إن المملكة العربية السعودية تريد تطبيع العلاقات مع إسرائيل، مقابل ضمانات أمنية من أميركا، ولم تذهب الرياض علناً إلى هذا الحد، وأكد مسؤولوها أن بلادهم لن تطبع العلاقات مع إسرائيل ما لم توافق الأخيرة على إنشاء مسار إلى دولة فلسطينية مستقبلية، وهو الشرط الذي رفضه نتنياهو بشكل قاطع.
واكتسبت المحادثات نحو التطبيع زخماً في العام الماضي، لكنها توقفت بسبب الحرب على غزة، وقبل أربعة أيام من عملية «طوفان الأقصى» التي قامت بها المقاومة الفلسطينية في السابع من تشرين الأول الماضي، رداً على جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين، قاد وزير الاتصالات الإسرائيلي، شلومو كرحي، وفداً إلى السعودية، وجاءت الزيارة بعد أقل من أسبوع من قيام وزير السياحة الإسرائيلي، حاييم كاتس، بأول زيارة رسمية على الإطلاق إلى المملكة العربية السعودية من وزير إسرائيلي.