أبدى استعداد الأردن لرفع عدد شاحنات المساعدات إلى غزة إلى 500 يومياً … الصفدي: إسرائيل تتبع أيديولوجية إلغاء الشعب الفلسطيني وحرمانه من حقوقه
| وكالات
أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أن المنطقة تواجه «لحظة عصيبة» بسبب العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، وأوضح أن الكيان يتبع أيديولوجية يحاول من خلالها إلغاء الشعب الفلسطيني وحرمانه من حقوقه.
وخلال مشاركته في جلسة حوارية بعنوان «الطريق إلى السلام: تنفيذ حل الدولتين» ضمن فعاليات النسخة الثانية من ندوة «إسبانيا في العالم: النظام الدولي والتغييرات الجيوسياسية»، التي تعقد تحت رعاية وزارة الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسباني، قال الصفدي: إن «الصراع أصبح أكثر سوءاً مما كان عليه بسبب عدم التزام إسرائيل بالاتفاقيات بالموقعة معها»، حسب قناة «المملكة» التلفزيونية الأردنية.
وأشار إلى أن المنطقة تواجه «لحظة عصيبة» في تاريخها، وإسرائيل تستمر بعدوانها الذي استشهد فيه حتى الآن ما يقرب من 40 ألفاً وأسر الآلاف في الضفة الغربية المحتلة، موضحاً أن «إسرائيل تتبع أيدولوجية تود من خلالها أن تلغي الشعب الفلسطيني وتحرمهم من حقوقهم».
وتابع: «إذا نظرنا إلى تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي وأعضاء في حكومته بأنهم لن يسمحوا للشعب الفلسطيني أبداً بأن يحصلوا على حقوقهم وخاصة حقهم في الحرية وتقرير المصير، وإذا نظرنا إلى الأفعال على الأرض فإن هنالك حرباً أخرى تحصل إلى جانب الحرب على غزة، فهنالك حرب في الضفة الغربية وحق الفلسطينيين في دولة وأيضاً حق أهل المنطقة أن يعيشوا في أمن وسلام»، وفق الصفدي.
ولفت إلى ارتفاع أعداد المستوطنين في الضفة الغربية من 300 ألف مستوطن في عام 1993 إلى 700 ألف مستوطن حالياً، موضحاً أن عام 2024 «شهد أكبر عملية استيلاء» على الأراضي في فلسطين على مدى 30 عاماً، وأضاف: «ما نراه الآن سياسة ممنهجة لجعل الدولة الفلسطينية غير قابلة للحياة وبالتالي حرمان المنطقة كلها ومن ضمنها إسرائيل من أن تعيش بسلام وأمن، والحقيقة أن هنالك 5 ملايين شخص يعيشون تحت الاحتلال الإسرائيلي، وهؤلاء الأشخاص يريدون أن يمارسوا حقوقهم وحقهم في تقرير المصير كحال كل شعوب العالم، ولكن إسرائيل تحرمهم من ممارسة هذا الحق».
وأكد الصفدي ضرورة مواجهة الأسباب الجذرية لهذا الصراع الذي يتمثل في استمرار إسرائيل باحتلال الأراضي الفلسطينية وتحطيمها آمال السلام، وخرقها كل مبدأ من مبادئ القانون الدولي، وشدد على أن الهدف الحالي هو إنهاء المجزرة ضد الفلسطينيين، موضحاً أن «40 ألف شخص فقدوا حياتهم والكثير منهم من الأطفال الذين ماتوا من المجاعة ومن العطش لأن إسرائيل تستخدم التجويع سلاحاً».
وبشأن المساعدات الإنسانية، قال الصفدي: إن الأردن قادر على رفع عدد شاحنات المساعدات إلى قطاع غزة إلى 500 يومياً إذا سمحت إسرائيل بدخول المساعدات، وبين أن أرقام المساعدات التي يتم إدخالها إلى غزة لا تلبي المتطلبات الدنيا من احتياجات الشعب الفلسطيني، وقال: «وفقاً للإحصائيات الحديثة الصادرة عن الأمم المتحدة التي تقرر احتياجات الشعب الفلسطيني، فإن الحاجة اليومية تقدّر بـ800 شاحنة يومياً، ولكن يدخل أقل من 40 شاحنة عبر معبر كرم أبو سالم في اليوم الواحد، و40 شاحنة تدخل كل يوم أو كل بضعة أيام من المعابر عبر الأردن، ولكن لا يتم توزيعها بسبب تعرضها للاستهداف».
وأعاد التأكيد أن الأولوية حالياً هي إنهاء العدوان وأيضاً إنهاء الأزمة الإنسانية التي يسببها هذا العدوان، والتعامل مع هذا الصراع مرة واحدة للأبد وتنفيذ «حل الدولتين»، مشدداً على أن العالم كله يوافق على أن الحل الوحيد لهذه الأزمة هو حل الدولتين ولكن الحكومة الإسرائيلية تقلل من أهمية هذا الحل.