رياضة

ماذا بعد إنجاز التأهل؟.. الأعذار غير مقبولة ورياضتنا تسير عكس التيار … لاعبونا لم يحققوا أي بصمة وخرجوا من الدور الأول

| ناصر النجار

صدقت مقولة الاتحاد الرياضي العام عندما اعتبرت أن الوصول إلى الأولمبياد حلم كل رياضي، وأرفقت ذلك بالقول: الوصول إلى الأولمبياد هو إنجاز بحد ذاته، أما تحقيق النتائج فهو الإعجاز.

ولأن زمن المعجزات ولى، لا يمكن أمام التطور الرياضي في العالم أن يتحقق هذا الإعجاز من دون دراسة أو استعداد جيد يتناسب مع حجم الأولمبياد، والموعد معروف مسبقاً، والدول كلها تستعد لهذه الدورة كل أربع سنوات، والإستراتيجية الرياضية تبدأ عند نهاية أولمبياد باريس، فتضع الدول خضتها لأولمبياد 2028 فوراً وتسير عليه خطوة خطوة.

نحن ننتظر الطفرات التي ممكن أن يجود بها الزمن علينا كغادة شعاع أو ناصر الشامي أو معن أسعد، لكننا لا نملك المنهج الذي نصنع منه البطل الأولمبي.

ودوماً الأعذار جاهزة، لكنها بالطبع باتت غير مقبولة، ودوماً نضع اللوم في كل تقصير على الآخرين ونحن أبرياء!

الوقائع أثبتت أننا متخلفون رياضياً، والنتائج المخزية التي حصلت عليها رياضتنا في السباحة والجمباز والجودو خير دليل على أننا نسكن في الدرك الأسفل من المستويات الرياضية، فهل من حلول قادمة للشأن الرياضي أم إننا ننتظر من يسعف رياضتنا وينجيها مما هي فيه بنتيجة جيدة أو ميدالية (معجزة) برفع الأثقال والفروسية؟

وهمٌ وسراب

بعد أيام من انطلاق دورة الألعاب الأولمبية (باريس- 2024) نتأكد أن رياضتنا لا شيء، وأنها سراب، وأن كل شيء فيها وهم!

يمكننا القول إننا نمارس الرياضة، قد يكون اسمها هواية، أو شيئاً يحبه الناس ولا يمكنهم الاستغناء عنه، أما عن الرياضة الاحترافية أو الرياضة التي تسير وفق الأصول فهذه لا نعرفها.

مقولة بناء البطل الأولمبي سقطت، لأن هذا الشعار الذي رفعناه منذ أكثر من عشرين عاماً لم نخط فيه خطوة واحدة في الاتجاه الصحيح.

يقولون إن رياضتنا ولادة، ومملوءة بالمواهب والطاقات والخامات الواعدة لكننا للأسف نقتل هذه المواهب في المهد لأننا لا نعرف صناعتها ولا نرغب في تنميتها وتطويرها، وربما ذلك على مبدأ (فاقد الشيء لا يعطيه).

رياضتنا مبنية على الوهم، لأن كل الإنجازات حسب تسميتهم تبين أنها (فالصو)، إعلام الاتحاد الرياضي العام يسير وفق التيار، فكيف لنا أن نصدق اليوم أن السباح الفلاني والسباحة الفلانية حازا الذهب في البطولات الدولية، وعندما شارك سباحنا في الأولمبياد جاء ترتيبه في المركز قبل الأخير مخلفاً وراءه سباحاً من الباكستان ومسجلاً رقماً نخجل من ذكره أمام الأرقام الأخرى.

نسأل الآن ما جدوى أكاديميات ومدارس السباحة على مدى ثلاثين سنة ولم تخرّج سباحاً واحداً عليه القيمة.

في أولمبياد طوكيو 2021 شاركنا بسباح واحد وحصل على المراتب الأخيرة، تماماً كما حصل اليوم في أولمبياد باريس، أي إننا لم نتقدم خطوة واحدة منذ ثلاث سنوات ولم نستعد ليوم الامتحان.

وبالمقابل فإن السباح الفرنسي الذي نال ذهبية 400 مرة حرة (ليون مارشال) كان قد فشل في أولمبياد طوكيو وجاء في مركز متأخر، لكن التصميم والإرادة وضعاه في المقدمة بعد ثلاث سنوات، بل حطم الرقم العالمي الذي بقي صامداً 16 سنة.

بالعودة إلى أولى مشاركاتنا في الأولمبياد عام 1948 كانت برياضة الغطس وحققنا فيها مركزاً مرموقاً فاللاعب زهير الشربجي نال المركز العاشر من السلم الثابت من أصل 25 مشاركاً، ونال المركز السابع في الحركات الأرضية، وللأسف ألغوا هذه الرياضة قبل سنوات، وقبل أربعين سنة كان لدينا فريق محترم بكرة الماء لكنهم ألغوا هذه الرياضة أيضاً من دون معرفة الأسباب، أما آخر سباحينا الحقيقيين من آل المصري فقد هجروا السباحة والرياضة لأسباب لا يعرفها إلا الله والراسخون في الرياضة، ونستنتج من كل ما سبق أن كل مدارس السباحة هي للتجارة وكفى بنا أن سباحينا وأبناءنا لا يغرقون بشبر ماء!

أما في الجودو فالموضوع أدهى وأمر ولاعبنا حسن بيان خسر أمام لاعب النمسا صموئيل غاسنر بعدم التكافؤ، وبالنقاط العالية 10/صفر بمباراة لم تستغرق إلا ثوان قليلة!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن