عربي ودولي

إعلام العدو: نشهد انحلالاً مؤسساتياً متقدماً وبداية النهاية لإسرائيل

| وكالات

علقت وسائل الإعلام الإسرائيلية على أحداث «الشغب» في معتقل «سدي تيمان» وقاعدة «بيت ليد» وأجمعت في مجملها على أن الأحداث التي شهدتها إسرائيل ليل أول من أمس دليل على تفكك الكيان في عهد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو.

صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، اعتبرت في افتتاحيتها أمس الثلاثاء، أن سلسلة الأحداث في قاعدة «سدي تيمان»، ثم في قاعدة «بيت ليد»، هي «شهادة حية ومباشرة على العملية المتقدمة من تفكك إسرائيل في عهد بنيامين نتنياهو»، وقالت إن ما يؤكّد «انتشار العفن في كل شيء»، هي مسارعة رئيس لجنة الخارجية والأمن في «الكنيست»، يولي إدلشتاين، إلى الإعلان عن عقد جلسة نقاش اليوم بشأن اعتقال الجنود وسلوك المدعية العامة العسكرية والشرطة العسكرية.

وعقّبت الصحيفة على ذلك قائلةً: إن العالم «مقلوب رأساً على عقب»، مبديةً استغرابها من أن «النيابة العامة العسكرية هي التي سيطلبون منها تقديم إجابات، وليس جنود الاحتياط الذين أساؤوا إلى المعتقل، وتحصنوا في المكان ورفضوا الإخلاء بناءً على طلب الشرطة العسكرية، ولا أعضاء الكنيست الذين اقتحموا القاعدة، ولا الوزراء الذين هرعوا للتعبير عن دعمهم لجنود الاحتياط»، وفي هذا السياق، أكدت الصحيفة أن كل حلقة في السلسلة هذه تُشير إلى «الانحلال المؤسساتي»، وأضافت: إن «إدانة نتنياهو لهذه الأحداث بعد ساعتين هي طريقته المعتادة في غمز أقصى اليمين»، الذي «فهم جيداً أنه لا يوجد قانون ولا قضاء».

وخلصت «هآرتس» إلى أن «إسرائيل بقيادة نتنياهو فقدت السيطرة على أقصى اليمين»، وأكدت أن «من يزرع الفوضى يحصد الفوضى»، وأنّهم «سيفككون إسرائيل نهائياً إذ لم يتم وقفهم»، كما تحدثت عن ارتقاء 48 أسيراً فلسطينياً داخل المعتقلات الإسرائيلية، منهم 36 في سجن «سدي تيمان» في النقب، منذ بداية الحرب في السابع تشرين الأول الماضي، وفي وقت سابق، نشرت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية تحقيقاً يفيد بانتهاكات مميتة يتعرض لها الأسرى الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية، خصوصاً في الفترة التي تلت أحداث السابع من تشرين الأول الماضي، وأشارت الصحيفة إلى وفاة ما لا يقلّ عن 13 أسيراً فلسطينياً في السجون الإسرائيلية منذ السابع من تشرين الأول من مناطق فلسطينية مختلفة باستثناء قطاع غزة، حسب منظمة «أطباء من أجل حقوق الإنسان».

صحيفة «معاريف» الإسرائيلية اعتبرت بدورها أن الأحداث في معسكر «سدي تيمان» وقاعدة بيت ليد هي «بداية النهاية لإسرائيل»، وأنّ الأخيرة «ليست على عتبة فوضى، بل هي في خضم الفوضى»، بعدما فقدت السيطرة على اليمين.

وأكّد مراسل الشمال والشؤون العسكرية في الصحيفة، آفي أشكينازي، أن الأحداث في معسكر «سدي تيمان» وفي قاعدة «بيت ليد» هي «بداية النهاية لإسرائيل»، وأضاف أشكينازي: إن «هناك من يتولون مناصب في حكومة إسرائيل لم يخدموا في الجيش الإسرائيلي ولا يعرفونه، لكنهم يعملون الآن، كما يبدو، على تفكيكه».

وأشار إلى أن «الجيش مصدوم من أحداث أمس، التي تثير قلق المؤسسة الأمنية والعسكرية بأكملها»، ولفت أشكنازي إلى المشكلة التي لحقت بالشرطة، بحيث «نجح الوزير إيتمار في تحويلها إلى شرطة سياسية»، محذراً من «الوصول إلى وضع لا يحصل فيه الجيش على دعم الشرطة، ولا يعمل بالتنسيق الكامل معها، فيما تعمل المنظمتان، وكذلك الشاباك والموساد، لمصلحة نافذين سياسيين على كل جانب من الخريطة»، وفي السياق ذاته، شدّد الصحفي، بن كسبيت، في مقال في صحيفة «معاريف»، على أن «إسرائيل ليست على عتبة فوضى، بل هي في خضم الفوضى»، ووصف كسبيت مقاطع الفيديو، التي ظهر فيها العشرات أو المئات من المتظاهرين وهم يحاولون إسقاط بوابات قواعد عسكرية، بأنها «رمز تفكك إسرائيل»، معقباً: إن «ملاك التخريب هو في الواقع على بعد خطوة من إنجاز مهمته في تدمير الحلم الصهيوني بشكل كامل ونهائي».

وأردف بالقول: «من زرع هذا المطر، يحصد الآن عاصفة، ومن ركب على النمر، يجد نفسه الآن على طبقه، هكذا يحدث عندما يحررون عفريتاً من القمقم، فإنّهم يفقدون السيطرة عليه»، في إشارة إلى اليمين، وأضاف: «اكتشفنا أننّا على بعد خطوة من حرب أهلية، في حين يقول نتنياهو إن إسرائيل على بعد خطوة من النصر المطلق».

وتابع كسبيت: «لو كنتُ حزب الله، لكنتُ خرجت في إجازة ربع عام كامل، مثل الكنيست»، وذلك في إشارة إلى إيقاف جيش الاحتلال «مداولات مهمة بشأن التصعيد في الشمال بعد اقتحام القاعدة العسكرية في بيت ليد.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن