عربي ودولي

مواجهات وفوضى وأزمة عميقة تجتاح الكيان.. والبرغوثي: دليل صعود الفاشية بإسرائيل … متطرفون يقتحمون «بيت ليد» والاحتلال يوقف مداولاته بشأن الشمال ويسحب 3 كتائب من غزة

| وكالات

سادت اشتباكات وفوضى الكيان الإسرائيلي، بعد أن وصف رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هليفي المتظاهرين الذين اقتحموا معتقل «سدي تيمان» وقاعدة «بيت ليد»، بأنهم «خطر على الأمن القومي».

ووفق وكالة «سبوتنيك»، تظاهر يمينيون متطرفون وأعضاء في الكنيست في قاعدة ميدانية، ليل أول من أمس، بعد اعتقال تسعة جنود من جيش الاحتلال الإسرائيلي أقدموا على تعذيب الأسير الفلسطيني «نوح» بشكل وحشي، وتوسعت التظاهرات إلى قاعدة «بيت ليد» حيث يُحتجز الجنود التسعة، واقتحم المتظاهرون المكان، بينما أدان جيش الاحتلال «الحادث الخطير»، قائلاً إنه «إهانة لأمن الدولة» بينما رأى مراقبون أمس، أن اقتحام معتقل «سدي تيمان» والمحاكم العسكرية في «بيت ليد» جنوب ووسط إسرائيل لمنع التحقيق مع سجّانين اعتدوا على أسير فلسطيني، دليل على «صعود الفاشية الصهيونية الأصولية في إسرائيل».

وفي التفاصيل، اقتحم عشرات المستوطنين من التيارات اليهودية اليمينية المتطرفة، بعضهم ملثمون وبعضهم «ناشطون سياسيون»، مركز المحكمة العسكرية في قاعدة بيت ليد الإسرائيلية، حيث كان 9 جنود إسرائيليين يتمّ احتجازهم بعد اعتقالهم للاستجواب بتهمة ارتكاب تجاوزات أخلاقية وانتهاكات والتنكيل بأسرى فلسطينيين في سجن «سدي تيمان» العسكري السري الذي يسمّى «غوانتنامو إسرائيل».

وبعد وصول رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هاليفي إلى القاعدة على عجل، قال في بيان: إن «محاولة اقتحام المعسكر تعرض أمن الدولة للخطر»، مضيفاً: «نحن في خضم حرب، وتصرفات من هذا النوع ممنوعة، وإن هذه التحقيقات على وجه التحديد هي التي تحمي جنودنا في إسرائيل والعالم وتحافظ على قيم جيش الدفاع الإسرائيلي».

وأكد جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه أوقف «مداولات مهمة بشأن التصعيد في الشمال»، ووصف اقتحام القاعدة العسكرية في بيت ليد بأنه «حادث خطير يشكل جريمة جنائية، ومسّاً بأمن الدولة»، وذلك بعدما أقدم عشرات الإسرائيليين المتطرفين على اقتحام قاعدة «بيت ليد» العسكرية، في محاولة لفك احتجاز جنود إسرائيليين.

وذكرت صحيفة «هآرتس» أن 3 كتائب تابعة للواء «ناحال» استدعيت على وجه السرعة إلى المنطقة الواقعة بين نابلس وقلقيلية وطولكرم بعدما قاتلت في غزة، مشيرةً إلى أن «الجيش كان مشغولاً خلال الساعات الـ24 الماضية بالاستعداد للساحة الشمالية التي يمكن أن تؤدي إلى حرب، واضطر إلى وقف كل شيء في أعقاب الأحداث في بيت ليد».

وكشف التمرد عن خلافات حادة داخل المستويات السياسية والعسكرية بشأن تقييم الحادثة إذ استنكر رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت محاولة اقتحام المعسكر من المتطرفين، وقال غالانت: «لا يجوز لأحد اقتحام قواعد جيش الدفاع الإسرائيلي، حتى في أوقات الشدة، القانون يطبق على الجميع»، بينما أصدر مكتب رئيس الحكومة بياناً دعا فيه «إلى تهدئة الأجواء في سدي تيمان، وأدان بشدة اقتحام قاعدة للجيش الإسرائيلي».

إلا أن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش استنكر التعامل مع الجنود ونشر مقطع فيديو له في منصة «إكس»، قال فيه: إن «الجنود يجب أن يعاملوا كأبطال، وليس كمجرمين»، وفي الوقت نفسه، أكد جيش الاحتلال الإسرائيلي أن «النقاشات العملياتية عن الساحة الشمالية توقفت بسبب الأحداث في سدي تيمان، واضطر رئيس الأركان إلى التوجه إلى بيت ليد، في المقابل، حولنا قوات من مهمات دفاعية عملياتية في الضفة الغربية للتعزيز في بيت ليد بدءاً من يوم غد وهذا يشكل ضرراً كبيراً لأمن الدولة».

من جهته، رئيس المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد عبّر عن استيائه الشديد جراء المواجهات في بيت ليد والهجوم الذي نفّذه اليمينيون، قائلاً: «نحن لسنا على حافة الهاوية، نحن في الهاوية.. جميع الخطوط الحمر تمّ اجتيازها اليوم.. مجموعة فاشستية خطيرة تهدد وجود دولة إسرائيل».

وحول خلفية الحدث، ذكر موقع قناة «مكان» الإسرائيلية أنه بعد وصول محققي «الشرطة العسكرية» صباح أول من أمس الإثنين إلى معتقل «سدي تيمان»، كجزء من تحقيق فتحه الجيش الإسرائيلي للاشتباه في ارتكاب انتهاكات خطيرة بحق أسير فلسطيني محتجز في هذا المعتقل تم اعتقاله في غزة وأُحيل لتلقي العلاج الطبي وظهرت عليه علامات تعرضه للعنف الشديد، شجب بن غفير، ثمّ سموتريتش، هذا الإجراء، ثم وصل إلى المعتقل عشرات المحتجين على التحقيق مع الجنود.

ووقعت مواجهات بين الجنود الموجودين في المعتقل ومحققي الشرطة العسكرية الذين وصلوا المكان، وحاول بعض الجنود الموجودين في الموقع الفرار، بينما هدد آخرون بتحصين أنفسهم في المكان، وتم اعتقال عدد من الجنود للاستجواب، حسب الموقع، وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال رداً على ذلك: «بسبب الاشتباه في تعرض أحد المعتقلين للأذى بصورة خطيرة في معتقل «سدي تيمان»، تم فتح تحقيق من الشرطة العسكرية بأمر من المدعية العامة العسكرية الميجر جنرال يفعات تومر يروشالمي».

ورغم عدم وجود سلطة له «على الجيش»، علّق وزير «الأمن القومي» عضو الكنيست إيتمار بن غفير على الحادثة، فكتب في حسابه في منصة «إكس»: إن «مشهد ضباط الشرطة العسكرية وهم يأتون لاعتقال أفضل أبطالنا في سدي تيمان ليس أقل من مُخزٍ، أوصي وزير الدفاع ورئيس الأركان والأجهزة الأمنية بمساندة المقاتلين والتعلم من خدمة السجون والمعسكرات، لقد انتهى عهد التسامح مع الإرهابيين، يحتاج مقاتلونا للحصول على مساندة ودعم».

وأعلن أعضاء آخرون في حزبه اليميني المتطرف «عوتسما يهوديت» أنهم سيتوجهون إلى المنشأة في جنوب إسرائيل للاحتجاج على احتجاز الجنود، في حين قال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش إن «جنود جيش الدفاع يستحقون الإشادة.. لن يتم اعتقال جنود جيش الدفاع كآخر المجرمين.. أنادي بأن ارفعوا أيديكم عن مقاتلينا الأبطال».

وفي وقت لاحق، حثّ الساسة اليمينيون المتطرفون أنصارهم على الحضور والاحتجاج في منشأة الاحتجاز التي تم اعتقال الجنود فيها، واقتحم عدد من أعضاء «الكنيست» واليمينيين المتطرفين، من بينهم عضو الكنيست تسفي سوكوت من حزب «الصهيونية الدينية» المتطرف، القاعدة وسط احتجاج غاضب خارجها.

وتعليقا على ذلك، اعتبر الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي، أمس أن اقتحام سجن «سدي تيمان» والمحاكم العسكرية في بيت ليد جنوب ووسط الكيان لمنع التحقيق مع سجّانين اعتدوا على أسير فلسطيني، دليل على «صعود الفاشية الصهيونية الأصولية في إسرائيل»، وقال في بيان حسب وكالة «الأناضول»: «اقتحام الفاشيين الأصوليين الصهاينة معسكر الاعتقال سيّئ الصيت سدي تيمان والمحاكم العسكرية في بيت ليد، لمنع التحقيق مع السجانين الإسرائيليين القتلة ومرتكبي الجرائم الجنسية هو دليل خطير وقاطع على صعود الفاشية الصهيونية الأصولية التي يشكل المستعمرون في الضفة الغربية قاعدة رئيسية لها»، مبيناً أن «جيش الاحتلال قتل المئات بإعدامات ميدانية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن