هل ستتمكن كامالا هاريس من الفوز؟
| دينا دخل الله
منذ إعلان الرئيس الأميركي الديمقراطي جو بايدن انسحابه من السباق الرئاسي الأميركي وترشيحه نائبته كامالا هاريس لتكون المرشحة عن الحزب الديمقراطي، يطرح سؤال في الأوساط السياسية والإعلامية: هل ستتمكن هاريس من انتزاع الفوز في الانتخابات الرئاسية من الجمهوريين في ثلاثة أشهر؟
تعد حملة هاريس واحدة من أقصر الحملات الانتخابية في تاريخ الولايات المتحدة الحديث، ومع بقاء ثلاثة أشهر للانتخابات، لدى هاريس جدول زمني مضغوط عليها خلاله بناء برنامج سياسي واضح وتحسين رسالتها والتعريف بنفسها كمرشحة.
فكيف يمكن إدارة حملة مدتها ثلاثة أشهر في وقت تستمر فيه الحملات الرئاسية الأميركية لسنوات؟
يرى محللون أن هاريس بدأت بداية موفقة جداً فقد استطاعت أن تغلق الترشيح في غضون ٣٦ ساعة وحصلت على المندوبين كما حصلت على موافقات من الكونغرس وحصلت على المال.
عمل فريق هاريس ببراعة على إعداد حملة الانتخابات التمهيدية وحملة الانتخابات العامة، وكأنه استطاع تحويل الأشهر العشرة الأولى إلى يومين، فقد تم تعيين الموظفين وتحديد السياسات وتأمين الترشيح.
يقول ذو الخبرة إن على هاريس أن تضع في عين الاعتبار خمسة عناصر مهمة لمساعدتها في الفوز في الانتخابات الرئاسية.
أولاً: عليها التعريف بنفسها، أي إن عليها أن تعرّف الناخبين على موقفها من المسائل التي تهم الشارع الأميركي مثل الاقتصاد وملف الهجرة والصحة والبيئة، وعلى هاريس أن تقدم نفسها على أنها الخيار الأمن للمستقبل.
ثانياً: عليها الانتباه من نقاط ضعفها التي قد تستغلها حملة المرشح الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترامب كملف الاقتصاد والتضخم، كما عليها الاستفادة من إنجازات إدارة بايدن، إلا أن عليها أن تطرح أفكاراً جديدة ليست مرتبطة ببايدن، وخاصة أن إدارة بايدن لا تملك رصيداً جيداً في الاقتصاد والهجرة وحقوق المرأة.
ثالثاً: عليها تبني رسالة قوية تجعلها أقرب إلى الناخب الأميركي من ترامب، وأقوى رسالة بالنسبة لهاريس حسب المراقبين، هي أنها تشبه أميركا أكثر من ترامب، فهي امرأة ملونة متعددة الأعراق تمثل الحلم الأميركي، وعليها أيضاً أن تتحدث مع الناس وعن أوضاعهم المعيشية ما يعتبر أهم قضية على الساحة السياسية الأميركية.
رابعاً: عليها مهاجمة ترامب بقوة من دون الدخول في جدال قد يضعف من موقفها كالتعليق على تصريحاته العنصرية تجاه النساء والملونين.
خامساً: التركيز على ولايات الجنوب والمعروفة بحزام الشمس والجدار الأزرق، كولايات جورجيا وكارولاينا الشمالية ونيفادا إضافة إلى بنسلفانيا التي تتمتع بتسع عشرة صوتاً انتخابياً.
لقد استطاعت هاريس جمع ٢٠٠ مليون دولار وحصلت على١٧٠ ألف متطوع في أقل من أسبوع، واستطاعت أن تتغلب على ترامب في أوساط الناخبين الشباب، وارتفعت نسبة قبول هاريس من ٣٥ بالمئة إلى ٤٥ بالمئة في غضون أسبوع.
إنجازات كبيرة استطاعت هاريس تحقيقها في وقت زمني قصير فهل هذا دليل على إمكانية فوزها في الانتخابات القادمة؟
كاتبة سورية مقيمة في الولايات المتحدة