رياضة

أحلام مؤجلة

| بسام جميدة

كل من يقرأ فصول الرياضة السورية ويبحث في عناوينها ويدرس مفرداتها، لا يحلم بأكثر من أن تعود بعثتنا المشاركة في أولمبياد باريس بمنافسة شريفة وخروج مهيب على الأقل، فالظروف الحالية لا تؤهل لأي رياضي لكي ينافس ويحقق ميدالية اللهم إلا من استثناء قد يحدثه فارق الحماسة والخبرة والظروف مما قد تحصل مثلاً مع الرباع معن أسعد الذي نتمنى أن يسعدنا بوجوده، ويبقى الأمل معقوداً بنواصي الخيل والفارس عمرو حمشو الذي لن تكون منافسته سهلة لأنها مرتبطة بأمور كثيرة، وقد تم التمهيد لها عبر طرح المعوقات التي قد تصادف الفارس.

في السابق وعندما كانت الظروف والإمكانيات أفضل لم يكن الطموح مشروعاً سوى بما يحصل من مبادرات فردية تحققها سواعد تخرق كل الظروف القاهرة لتثبت الموجودية، علماً أنه منذ أكثر من عقدين من الزمن كان لدينا مركز لصناعة البطل الأولمبي في مدينة الفيحاء، وللأسف ومنذ ذلك الحين لم يولد من رحم ذلك المكان سوى الوهم، وحتى البطل معن الأسعد يتدرب مع مدربه في مكان آخر، ونتساءل كما العادة ما جدوى هذا المركز..؟

وكيف لنا أن نجهز لاعباً أولمبياً للمنافسة فما تحقق سابقاً لم يكن لأحد فضل فيه «مع استثناء معن».

وحقاً تبدو صناعة بطل أولمبي في بلادنا العربية تحتاج إلى معجزة، فلا عجب أن تسمع ببطل بحريني مجنس، وآخر قطري وسعودي والبقية من الأبطال العرب الذين يعيشون ويتدربون في الخارج كما في بعثة فلسطين ولبنان مثلاً.

لا نعيب على أحد هذه الفكرة وهذه الاستعانة، وجل دول العالم تستقطب مواهب وأبطالاً وتقوم بتجنيسهم ليحققوا لها هذا المجد الرياضي، ويلعبون باسمها في مثل هذه المحافل، وسورية زاخرة بالمواهب من أبنائها في المغترب، ويتطلب البحث عنهم وترغيبهم في جهود جبارة وإمكانيات تقدم لهم من باب الإغراء في الوقت الذي لم تعد فيه للحماسة والغيرة مكاناً في حقل الرياضة.

ستبقى أحلامنا البطولية مؤجلة إلى أن نتقن أو بالأحرى نؤمن بأن الرياضة لم تعد هواية ولا خبط عشواء في العمل، بل هي صناعة حقيقية ويقف خلفها متخصصون في هذه الصناعة، لكي تكون رابحة ولا تستنزف قدرات البلد، بل ترفده بالمال والسمعة والحشد المعنوي الذي يشد من أزر المواطن الباحث عن انتصارات يقف خلفها ويصفق بحرارة، لا أن تصفعه الخيبات المتكررة ويعود ليغط بالنوم لعل البطولات تأتيه في الأحلام.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن