رياضة

العرب في الأولمبياد

| محمود قرقورا

تعود المشاركة العربية في دورة الألعاب الأولمبية إلى دورة 1912 في السويد عن طريق المبارز المصري أحمد حسنين، وهو ليس جديداً لأن مصر سبقت أقرانها العرب بمراحل من حيث الحضور، وعلى صعيد الجنس اللطيف ما زال العالم العربي يتذكر المغربية نوال المتوكل التي كانت أول عربية تحقق ميدالية ذهبية لأبناء لغة الضاد.

وكانت الذهبية الأولى للعرب تحققت بفضل الرباع المصري سيد نصير في الوزن خفيف الثقيل عام 1928 وفي ذاك الأولمبياد نال المصارع المصري إبراهيم مصطفى الميدالية الذهبية في المصارعة الرومانية.

قبل انطلاق الأولمبياد الحالي في باريس بلغ عدد الميداليات العربية إجمالاً وللذكور والإناث 130 ميدالية بواقع 33 ذهبية و33 فضية و64 برونزية.

وتعد مصر رائدة العرب بحصد الميداليات البراقة بثمان وثلاثين ميدالية منها ثماني ذهبيات ثم المغرب بأربع وعشرين ميدالية منها سبع ذهبيات.

والرياضيون السوريون حصدوا أربع ميداليات منها برونزيتان وفضية وذهبية، وبفضل ميدالية المعدن النفيس التي حصدتها غادة شعاع في السباعي عام 1996، فإن ترتيب سورية بين العرب السابع، وبالنسبة لعرب آسيا فإننا نحتل المركز الثالث بعد قطر والبحرين، وبالعودة إلى الألعاب التي حقق فيها العرب البصمة نجد أنها كلها في الألعاب الفردية، وهي ألعاب القوى ورفع الأثقال والمصارعة والملاكمة والسباحة والجودو والرماية والغطس والمبارزة والفروسية والتايكواندو والخماسي الحديث، وإلى الآن يحلم العرب بميدالية في الألعاب الجماعية.

ما الذي يمنع العرب من التتويج بذهبية كرة القدم، فهاهي مصر تشارك للمرة الثالثة عشرة، والمغرب للمرة الثامنة، وقد حجزا مكاناً في ربع النهائي وهما مدعوان غداً لنزالين يبدوان بالمتناول، أسود الأطلس مع أميركا والفراعنة مع البارغواي.

كنا نمني النفس لو أن الفائزين في المباراتين المذكورتين يصطدمان كي تكون الفرصة أكبر لمشاهدة منتخب عربي في النهائي، ولكن المسار يبدو أصعب، حيث ستكون مهمة مصر إذا فازت شبه انتحارية بمواجهة المتأهل من فرنسا والأرجنتين، كما أن المغرب إذا تأهلت ستكون مدعوة لفرصة التأهل من مباراة إسبانيا واليابان.

نحن لا نشطح في خيالنا الذي لا يبدو خصباً ولا نطلق العنان لتفاؤلنا ليبلغ عنان السماء واستناداً إلى الماضي الذي لا يسر، ولكن نيجيريا والكاميرون حققا الذهب عامي 1996 و2000 ومنتخب المكسيك الذي لا يحلق في المونديال نال الميدالية الذهبية عام 2012 وبناء عليه فإن تتويج المغرب التي حلت رابعة العالم في المونديال القطري المنصرم، وتتويج مصر التي احتلت المركز الثالث قبل ستة وتسعين عاماً ليس فتحاً كروياً خارقاً، والدليل أن النتائج التي حققتها المنتخبات في دور المجموعات يمكن البناء عليها ويا لها من مفاجأة سارة إن تحققت!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن