عربي ودولي

موسكو أعلنت بدء المرحلة الثالثة من تدريبات القوات النووية غير الإستراتيجية … بوتين وسوبيانتو يؤكدان عمق العلاقات بين روسيا وإندونيسيا والسعي لتطويرها

| وكالات

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الأربعاء خلال مفاوضات أجراها في الكرملين مع رئيس إندونيسيا فرابوو سوبيانتو، أن روسيا تتمتع بعلاقات ودية طويلة الأمد مع إندونيسيا منذ عقود، مشيداً بالعلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين التي تتضاعف في السنوات الأخيرة وتتطور بنجاح، بدوره شدد سوبيانتو على أن بلاده تعتبر روسيا صديقاً عظيماً، وأنه جاء إليها ليؤكد عزمه ورغبته في تطوير علاقات معهـا عندما يتولى منصبه رسمياً.

وحسب وكالة «سبوتنيك» أجرى بوتين أمس الأربعاء في قصر الكرملين، مفاوضات مع نظيره سوبيانتو، الذي وصل إلى موسكو في زيارة رسمية، قائلاً: «نحن سعداء جداً لرؤيتك مرة أخرى، أهنئك شخصياً على انتخابك لمنصب الرئيس، وأتمنى لك كل التوفيق في خدمة بلدك وشعبك».

وأضاف الرئيس بوتين: «تتمتع روسيا بعلاقات ودية طويلة الأمد مع إندونيسيا منذ عقود، إذ نحتفل في العام المقبل بمرور 75 عاماً على العلاقات الدبلوماسية بين بلدينا»، وأشار إلى أنه رغم الوباء والأحداث التي تجري حول روسيا والمتعلقة بها، فإن العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين تتطور بنجاح، وقد تضاعف حجم التجارة في السنوات الأخيرة، ووصف هذا الاتجاه بأنه جيد وأعرب عن أمله في أن يستمر، مشيراً إلى أن روسيا مستعدة لزيادة إمدادات المنتجات الزراعية إلى إندونيسيا وتنفيذ مشاريع استثمارية في مجالات الطاقة والنقل والبنية التحتية.

وتابع بوتين: إن الاتفاقية شبه المكتملة بشأن منطقة التجارة الحرة بين الاتحاد الاقتصادي الأوراسي وإندونيسيا سوف تلعب دوراً إيجابياً في تطوير العلاقات، وأعرب بوتين عن أمله بأنه تحت قيادة سوبيانتو، سيتم الحفاظ على كل ما تم التخطيط له في التفاعل بين إندونيسيا وروسيا وسيكتسب زخماً جديداً.

بدوره قال سوبيانتو: «لقد أجرينا مفاوضات مكثفة للغاية خلال الأشهر الماضية، وناقشنا الخطط للمستقبل»، وأشار إلى أنه أجرى أمس، مفاوضات مكثفة مع النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، والتقى بمسؤولين روسيين كبار معنيين بالسياسة الدفاعية.

وأضاف سوبيانتو: كما تعلمون، نحن نعتبر روسيا صديقاً عظيماً لبلدنا، وأود الاستمرار في الحفاظ على هذا النوع من العلاقات مع بلدكم، وجئت إلى روسيا لأؤكد أنني أعتزم وأرغب في تطوير علاقاتنا عندما أتولى منصبي رسمياً».

إضافة إلى ذلك، ناقش سوبيانتو مع ممثلي شركة «روساتوم» الحكومية الروسية إمكانيات التعاون في الصناعة النووية، بما في ذلك المفاعلات المعيارية الكبيرة والصغيرة.

وجرت الانتخابات الرئاسية الإندونيسية في الـ14 من شباط وفيها فاز برابوو سوبيانتو من الجولة الأولى، وسيجري حفل تنصيبه في العشرين من تشرين الأول القادم، وفي حزيران الماضي أعلن رئيس إندونيسيا المنتخب أنه التقى بفلاديمير زيلينسكي في سنغافورة في إطار منتدى حوار شانغريلا وقدم اقتراحاً لتسوية سلمية في أوكرانيا، وأشار إلى أنه حاول إقناع زيلينسكي، بأن إندونيسيا يمكن أن تصبح وسيطاً في عملية سلام محتملة، لكن الأخير لم يوافق على المبادرة.

وفي السياق، وصف سوبيانتو مبادرة السلام التي اقترحها قبل عام بأنها ما زالت صالحة، وتضمنت الخطة إنشاء منطقة منزوعة السلاح على خط التماس ونشر قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة هناك.

من جانب آخر، أعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان لها بدء المرحلة الثالثة من تدريبات القوات النووية غير الإستراتيجية في روسيا، وجاء فيه: «بدأت المرحلة الثالثة من عملية تدريب القوات النووية غير الإستراتيجية، وفقاً لقرار الرئيس الروسي»، وأضاف: «خلال هذه التدريبات، سيجري تدريب القوات المسلحة الروسية على الاستخدام العسكري للأسلحة النووية غير الإستراتيجية».

وأوضح البيان: «كجزء من هذه المرحلة، سيقوم أفراد التشكيلات الصاروخية في المنطقتين العسكريتين الجنوبية والوسطى بتنفيذ مهام التدريب القتالي، والحصول على ذخائر تدريبية خاصة لتزويد أنظمة صواريخ إسكندر- إم بها، والتقدم سراً إلى مناطق المواقع المحددة استعداداً لإجراء عمليات الإطلاق».

وأفادت وزارة الدفاع الروسية مطلع أيار الماضي، أنه «بناء على تعليمات القائد الأعلى للقوات المسلحة الروسية، ومن أجل زيادة جاهزية القوات النووية غير الإستراتيجية لتنفيذ المهام القتالية، بدأت هيئة الأركان العامة الاستعدادات لإجراء تمرين مع التشكيلات الصاروخية للمنطقة العسكرية الجنوبية بمشاركة الطيران وكذلك قوات البحرية».

وفي آذار الماضي، أكد بوتين في حديث لوكالة «روسيا سيغودنيا» استعداد روسيا لاستخدام الأسلحة النووية في حال تعرضت الدولة الروسية للتهديد، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنه «لم تكن هناك حاجة مطلقاً لاستخدام الأسلحة النووية التكتيكية خلال العملية العسكرية الخاصة».

وأفادت وزارة الدفاع الروسية أمس الأربعاء، بأن القوات الروسية دمرت صواريخ أميركية من طراز «هيمارس» و«نبتون»، وأسقطت 42 مسيّرة أوكرانية في منطقة العملية العسكرية الخاصة.

وأوضحت الوزارة أن وحدات من مجموعة قوات «الشرق» التابعة للقوات المسلحة الروسية قامت بتحسين تموضعها التكتيكي على طول خط المواجهة، واستهدفت تجمعات القوى البشرية، ومعدات اللواء الميكانيكي 116 التابع للقوات المسلحة الأوكرانية، وألوية الدفاع الأرضي 108 و120 و129 في مناطق ريفنوبول، وفيليكا نوفوسيلكا، وفوديانوي، في جمهورية دونيتسك الشعبية، وزاليزنيشنوي في مقاطعة زابوروجيه.

وبلغت خسائر القوات المسلحة الأوكرانية نحو 150 عسكرياً، ومركبتين قتاليتين مدرعتين، و6 مركبات، ومدفعيتين ذاتيتي الدفع عيار 155 ملم من طراز «كراب» بولنديتي الصنع، و«بالادين» أميركي الصنع، إضافة إلى مدفع هاوتزر «دي-20» عيار 152 ملم، حسب الدفاع الروسية.

ودمرت وحدات من قوات مجموعة «دنيبر» التابعة للقوات المسلحة الروسية، تشكيلات لواء الهجوم الأرضي 128 التابع للقوات المسلحة الأوكرانية، واللواء 35 مشاة بحرية، ولواء الدفاع الأرضي 121 في مناطق لوغوفوي، وبياتيخاتكي في مقاطعة زابوروجيه، وتياغينكا في مقاطعة خيرسون.

وخسرت القوات المسلحة الأوكرانية نحو 100 عسكري، و7 مركبات، ومدفع ذاتي الدفع عيار 155 ملم من طراز «بالادين» أميركي الصنع، ومدفع هاوتزر «M777» عيار 155 ملم أميركي الصنع، ومحطة رادار مضادة للبطارية «AN/TPQ-36» أميركية الصنع، ومدفع هاوتزر 152 ملم من طراز «دي-20»، وإضافة إلى ذلك تم تدمير مستودع ذخيرة تابع للقوات المسلحة الأوكرانية.

وأسقطت أنظمة الدفاع الجوي الروسية صاروخين من طراز «هيمارس»، وصاروخاً موجهاً بعيد المدى من طراز «نبتون»، و42 طائرة من دون طيار.

وتهدف العملية العسكرية الروسية الخاصة، التي بدأت في 24 شباط 2022، إلى حماية سكان دونباس، الذين تعرضوا للاضطهاد والإبادة من نظام كييف لسنوات.

وأفشلت القوات الروسية «الهجوم المضاد» الأوكراني، رغم الدعم المالي والعسكري الكبير الذي قدمه حلف الناتو وعدد من الدول الغربية والمتحالفة مع واشنطن، لنظام كييف.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن