سورية

واشنطن تؤكد أنه لابد من التحدث بقوة عن ضرورة إنجاح جنيف وتطالب بوقف فوري لإطلاق النار

| الوطن – وكالات

جددت الولايات المتحدة دعمها للمحادثات السورية السورية التي انطلقت في جنيف تحت رعاية أممية. ولإرضاء «الهيئة العليا للمفاوضات» اتهمت الدبلوماسية الأميركية، الدولة السورية بـ«ممارسة التجويع الممنهج» بحق شعبها!، ودعتها إلى «اتخاذ خطوات فورية لوقف الأزمة الإنسانية ورفع الحصار عن المدنيين»، واصفةً تلك الخطوات بـ«الأولى لإنهاء الأزمة السورية». وشددت على ضرورة «وقف إطلاق النار» في سورية بشكل فوري، معلنةً أنها تحدثت إلى روسيا وإيران بهذا الشأن.
وجمعت واشنطن (23) من حلفائها في التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي، في العاصمة الإيطالية روما، من أجل بحث توسيع عمليات التحالف من العراق وسورية إلى ليبيا أيضاً، لدحر عناصر داعش الذين يفرون من سورية والعراق ويحاولون تأمين ملاذ لهم في هذه الدولة الإفريقية، ومن ثمة «القضاء» عليهم.
وبعد الاجتماع عقد وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الإيطالي باولو جنتيلوني، مؤتمراً صحفياً شرحاً فيه ما جرى وراء الأبواب المغلقة. وبخصوص العملية السياسية في سورية، أكد رئيس الدبلوماسية الأميركية، وفقاً لوكالة «سانا» للأنباء ضرورة «دعم الجهود الدبلوماسية الرامية إلى الحد من تصعيد الأزمة والتوصل إلى عملية سياسية»، مشيراً إلى أن «المحادثات تبدأ بشكل رسمي الآن في جنيف وهناك فرصة سانحة لم تكن متاحة منذ بضعة أشهر».
واعتبر كيري أنه لابد من التحدث بقوة عن ضرورة إنجاح محادثات جنيف. وإرضاء لـ«الهيئة العليا للمفاوضات» المنبثقة عن مؤتمر الرياض للمعارضة السورية، اعتبر بحسب الموقع الالكتروني لقناة «روسيا اليوم»، أن «حصار المدنيين في سورية أمر غير مقبول»، ووجه أصابع الاتهام إلى الحكومة السورية، قائلاً: إنها «تمارس تجويعاً ممنهجاً وتكتيكياً ضد الشعب السوري». ونقل موقع «سي. إن. إن العربي» عن كيري قوله: «هناك مدن وقرى في كل مناطق سورية معرضة للحصار ويمنعها النظام من الحصول على الموارد الضرورية للحياة، وهذا يتنافى مع قوانين الحروب.. هناك 6 ملايين طفل سوري بحاجة لمساعدة إنسانية وما حدث بمضايا لم يُشهد منذ الحرب العالمية الثانية».
وبين كيري أن المشاركين في مؤتمر روما أجمعوا على ضرورة اتخاذ السلطات السورية خطوات فورية لوقف الأزمة الإنسانية ورفع الحصار عن المدنيين أولى خطوات إنهاء الأزمة السورية. كما أفاد أنه يجب وقف إطلاق النار في سورية بشكل فوري، وقال إنه تحدث مع روسيا وإيران بهذا الشأن.
وتابع كيري قائلاً: «(الرئيس بشار) الأسد مستمر بكونه عنصر جذب للإرهابيين في سورية.. الأزمة السورية تزداد يوماً بعد يوم ولا تتحسن».
وفيما يتعلق بعمليات التحالف ضد داعش، أوضح رئيس الدبلوماسية الأميركي أن الأطراف التي اجتمعت بروما ناقشت كل السبل لمكافحة داعش، في تعبير دبلوماسي يشير إلى مناقشة الأعمال العسكرية. لكنه أشار إلى أن القضاء على داعش سيأخذ وقتاً. وشدد على أن الهدف الأساسي هو دحر داعش والقضاء عليه، مشيراً إلى أن العمليات العسكرية للتحالف الدولي تستهدف الموارد المالية للتنظيم ومخازن الأسلحة التي يعتمد عليها.
وتباهى كيري بأن جهود التحالف الدولي والحلفاء على الأرض تمكنت من طرد تنظيم داعش من 40 في المئة من المناطق التي كان يسيطر عليها في العراق و20 في المئة من المناطق التي كان يسيطر عليها في سورية. وأضاف «أطلقنا نحو عشرة آلاف طلعة جوية حيث واضطر التنظيم إلى تقليل رواتب مقاتليهم ونقوم باستهداف أسلحتهم الثقيلة وبناهم التحتية وفرضنا السيطرة على الحدود السورية التركية، وتمكنت القوات المحلية في سورية والعراق من استعادة مناطق مثل الرمادي وسنجار (في العراق) وكوباني (مدينة عين العرب في محافظة حلب) وغيرها ومستعدون للمضي قدمت بالخطوات التالية».
وأقر بأن المعركة ضد تنظيم داعش لا يمكن حسمها إلا من خلال القوات التي تقاتل التنظيم على الأرض، وأضاف «علينا العمل بشكل دؤوب كي لا نعطي أي فسحة لداعش ليقوم بإعادة ترتيب صفوفه».
وبدا أن الاجتماع مخصص لنيل الدعم من حلفاء واشنطن لعملية عسكرية ضد تنظيم داعش في ليبيا، تلعب واشنطن وروما دور رأس حربتها. وبدا أن تحفظ فرنسا على هذه العملية مرتبط بخشيتها من عودة النفوذ الإيطالي إلى ليبيا بعد أن أدت عمليات حلف شمال الأطلسي «الناتو» التي أنهت حكم الرئيس الراحل معمر قذافي، إلى نسف هذا النفوذ في تلك الدولة الإفريقية.
وبدوره حذر وزير الخارجية الإيطالي من تعاظم خطر داعش في ليبيا ودول أخرى في إفريقيا، بسبب الضربات التي يتعرض لها التنظيم في سورية والعراق.
وقال جانتيلوني وفقاً لموقع «روسيا اليوم«: «نشهد تجدد نشاط التنظيم في ليبيا وفي جنوب الصحراء الكبرى الإفريقية سواء بشكل مباشر أو من خلال التنظيمات التابعة له، أو من خلال الضربات التي تحدث في بلداننا». وأكد ضرورة تظافر الجهود لمكافحة التنظيمات الإرهابية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن