ثقافة وفن

المعهد العالي للفنون السينمائية يعرض تجارب طلابه … د. مشوح: السينما السورية تسير بخطا حثيثة نحو صناعة إبداعية حقيقية

| مايا سلامي – ت: طارق السعدوني

تحت رعاية وزيرة الثقافة د. لبانة مشوّح افتتح المعهد العالي للفنون السينمائية مساء الأربعاء عرضاً خاصاً للأفلام القصيرة لطلاب السنة الثالثة في قسم الإخراج السينمائي، وذلك في قاعة الدراما بدار الأسد للثقافة والفنون وبإشراف عام من عميد المعهد المخرج باسل الخطيب.

وافتتح العرض بفيلم «برتقالة» تأليف ديانا كمال الدين، بطولة لجين إسماعيل وسارة بركة، المستوحى من أبرز أفلام المخرج الراحل عبد اللطيف عبد الحميد والذي كان ثمرة تعاون طلاب المعهد وإدارته ليوجهوا تحية إلى أحد عرابي السينما السورية.

كما تضمن عرض ثمانية أفلام، وهي: «711، بارانويا، لوب في بلدي، المعاش، رحلة إلى الماضي، عزلة صاخبة، عرض قلما، ذكريات في الظل»، للطلاب: عبد الرحمن ياسين، عمار حلاق، حسام سكاف، عبد اللطيف كنعان، ياسمين حسين، ماسة عباس، نيرفانا داوود، وسهى عزي، الذين صاغوا بأفلامهم رؤيتهم للواقع المحيط بهم بكل ما فيه من قضايا وعقبات، صورها كل منهم بأسلوبه المختلف وزاويته الخاصة، فقدموا تجارب مميزة وواعدة تنذر بمستقبل مشرق للسينما السورية.

صناعة إبداعية

وفي تصريح لوسائل الإعلام بينت وزيرة الثقافة د. لبانة مشوّح أن المعهد العالي للفنون السينمائية حديث العهد أفتتح منذ ثلاث سنوات والإمكانيات التي وضعت لنجاحه ليست قليلة، والنتيجة التي شاهدناها اليوم متميزة جداً.

وقالت: «هناك أفلام أعجبت كثيراً بنصها وبحوارها وبحرفية التصوير والإخراج وبالفكرة ككل، وهناك أشياء أقل تميزاً، ولكن الناتج الإجمالي لطلاب السنة الثالثة جميل جداً ومبشر بالخير وهذا يعني أن الصناعة السينمائية بسورية تسير بخطا حثيثة نحو صناعة إبداعية حقيقية ترفد العجلة الاقتصادية».

وأوضحت أن الصناعة السينمائية مكلفة جداً لكنها في الوقت نفسه مربحة جداً إذا أحسن استخدامها، معربة عن تمنياتها بالتوفيق والنجاح للمعهد ولعميده وكوادره التدريسية الذين يعملون بكل إخلاص لتأهيل كوادر جديدة تعتبر اللبنة الأولى في بناء صناعة سينمائية متميزة.

تجارب لافتة

وأشار عميد المعهد العالي للفنون السينمائية المخرج باسل الخطيب إلى أن العرض تضمن أفلاماً من تصوير طلاب قسم الإخراج السنة الثالثة وهي مشاريع ما قبل التخرج، منوهاً بوجود تجارب لافتة ومبشرة وواعدة وهي فرصة للطلاب ليختبروا ردة فعل الجمهور على أفلامهم.

وقال: «نحن نأخذ بعين الاعتبار أن هذه الأفلام لطلاب ما زالوا يدرسون ويتعلمون ويجربون ويختبرون أدواتهم ويبحثون عن الأسلوب الخاص بهم، لذلك شاهدنا تجارب متنوعة ومختلفة وأعتقد أن هذه النقطة إيجابية».

وأضاف: «أكثر ما لفت انتباهي في هذه الدفعة هو روح التعاون والجماعة التي تلمستها فيهم على الرغم من أنه لكل واحد منهم شخصيته المستقلة إلا أنهم نجحوا في مشروع تعاونوا فيه جميعهم وهو فيلم «برتقالة» الذي كان تحية لروح المخرج عبد اللطيف عبد الحميد، اشتغلوا جميعهم في هذا الفيلم وشعروا أنه يعنيهم بطريقة أو بأخرى».

وتابع: «سنقوم بكل الجهود اللازمة لإيصال أفلامهم إلى المهرجانات الخارجية، لكن ربما من الصعب أن يتحقق ذلك في هذه الأفلام إلا أن أفلامهم التي سيقدمونها للتخرج في العام المقبل سيكون لها آفاق للعرض سواء داخل سورية أم خارجها».

مناسبة جميلة

وأوضح المخرج نجدة أنزور أن هذه المناسبة جميلة لنشاهد تجارب هؤلاء الطلاب التي تعكس خبراتهم خلال دراستهم في المعهد الذي ندعمه جميعنا لكنه ما زال بحاجة إلى بعض الإمكانيات ليتخصص طلابه ويطلعوا على أحدث التقنيات في عالم السينما لأنهم مستقبل سورية لذلك نحن نشجع هذه التجربة ونشكر جميع القائمين على المعهد الذين يحاولون تقديم المستحيل ضمن الإمكانيات المحدودة.

وأكد أن جميع التجارب التي نشاهدها مؤخراً واعدة وتدل على وجود فكر لدى هؤلاء الطلاب لكنهم بحاجة إلى صقل للموهبة حتى تترسخ أعمالهم وتأخذ الشكل العالمي المطلوب.

تجربة مميزة

كما تحدثت الفنانة أمانة والي عن تجربتها في فيلم «711»، وقالت: «هذه التجربة مميزة جداً وأنا أحب العمل مع الطلاب والشباب الخريجين الجدد، وأشعر أن هذه التجارب تفيدني كما تفيدهم وتعرفني على أفكار الجيل الجديد وطريقة تصويره وإخراجه، هذا يجعلني مواكبة لكل ما هو مختلف وحديث. وبحسب المعطيات كانت مواهبهم وقدراتهم ممتازة وجميعهم حاولوا أن ينجزوا شيئاً ما وكانوا متحمسين للعمل».

مشكلة حياتية

بدوره بين مخرج ومؤلف فيلم «711» عبد الرحمن ياسين أن الفيلم يتحدث عن شخصية بسيطة متدينة أجبرتها الظروف على أن تتخذ قراراً يتناقض مع مرجعيتها الدينية والاجتماعية في سبيل إنقاذ حياة والدتها، فتنتقل من عالم إلى آخر لتبحث عن حل لمشكلة حياتية ومن خلال هذه الرحلة تكتشف مجموعة من العوامل التي تجعلها تصل لمفهوم جديد.

وكشف أن المعهد حاول أن يقدم أقصى ما يستطيع ولكن بظروفنا الحالية الإنتاجات لا تكون سهلة وخاصة في قطاع السينما لأنها مكلفة إجمالاً، فصناعة السينما عالمياً تحتاج إلى رأس مال ووقت وجهد وعمل جماعي صعب جداً، وإمكانية توفير كل ذلك من المعهد كانت صعبة قليلاً لذلك كان هناك نوع من تبادل الجهود الشخصية بين الطلاب والمعهد حتى استطعنا الوصول إلى صيغة جيدة قدر الإمكان.

ولفت إلى أن «711» كان من إنتاجه والمعهد قدم التسهيلات اللوجستية مثل الموافقات لذلك كان هناك نوع من الشراكة ليصلوا إلى صيغة تعبر عن وجهة نظر كل واحد منهم ورؤيته في الإخراج والحياة بصورة عامة.

حالة التكرار

وأوضح مخرج فيلم «لوب في بلدي» حسام سكاف أن الفيلم يصور حالة تكرار المشاكل والأمور السلبية التي تحدث باستمرار وفي كل مرة نحاول كمواطنين ودولة أن نتجاوزها للأسف دائماً تظهر عقبات أخرى فنبقى عالقين بهذه الدائرة والتكرار الذي دخلناه منذ عام 2011.

وأكد أن أي مؤسسة أكاديمية تقام في البلد وخاصة إذا كانت تتعلق بأمور الفن تقدم إضافات كثيرة، منوهاً بأن المعهد العالي للفنون السينمائية علمهم الكثير في مجالات التكنيك وطريقة قيادة الممثلين والإخراج والإضاءة.

غياب السينما

وقالت مخرجة الفيلم الوثائقي «ذكريات في الظل» سهى عزي: «قدمت فيلماً وثائقياً يحكي عن معاناة الفنانين في سورية بشكل عام وبمدينتي السويداء بشكل خاص، وفكرة فيلمي تركز على الأمور الحياتية والذكريات وغياب السينما وتماهيها مع اللاشيء للأسف بسبب عدم وجود الدعم الكافي لها».

وأضافت: «كان هناك معلومات من الصعب الحصول عليها لعدة أسباب وأولها أن التصوير خارج دمشق وكنت اضطر للسفر عدة مرات في الأسبوع بالإضافة إلى أن الأشخاص الذين تعاملت معهم كانوا يعملون بالفن سابقاً لكنهم متوقفون حالياً فكان من الصعب الوصول إليهم».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن