سورية

أكد أن مشاركة ممثلي «جيش الإسلام» و«أحرار الشام» هي بصفة شخصية … لافروف: مفاوضات جنيف «حاسمة للغاية» ويجب أن تكون شاملة

| وكالات

رأى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن المحادثات غير المباشرة بين الوفد الحكومي السوري الرسمي والمعارضة السوريين في جنيف، «حاسمة للغاية»، معتبراً أن مشاركة بعض أعضاء وفد المعارضة الممثلين لتنظيمات مسلحة هي «بصفة شخصية».
وقال لافروف خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الإماراتي عبد اللـه بن زايد آل نهيان في أبو ظبي: «المرحلة الحالية حاسمة للغاية لأن جميع المشاركين في هذه العملية يحاولون التكيف فيما يتعلق بمواقف بعضهم من بعض»، وذلك حسب الترجمة العربية الرسمية لتصريحاته. وأضاف: إن المفاوضات «يجب أن تكون شاملة طبقاً لقرار مجلس الأمن»، في إشارة إلى القرار 2254 الصادر في كانون الأول، والمتضمن خريطة طريق للتوصل إلى حل للحرب المستمرة منذ قرابة خمسة أعوام.
وأكد الوزير الروسي أن المفاوضات يجب أن «تشمل ممثلين عن كل أطياف الشعب السوري، وهذا ما ينص عليه إعلان جنيف»، الصادر في حزيران 2012.
وأضاف: إن «بعض الشركاء يحاولون تشويه هذا الإعلان ويشددون على ضرورة الانتقال في السلطة، لكن الشيء الأهم الذي ينص عليه اتفاق جنيف هو أن تشمل المفاوضات ممثلين عن الجميع (…) وأن تنتهي إلى توافق بين الحكومة والمعارضة، وهذا هو الأهم».
وذكر الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» أن لافروف أكد أن هناك اتفاقاً دولياً على مشاركة ممثلي «جيش الإسلام» و«أحرار الشام» في المفاوضات السورية بجنيف، ولكن بصفة شخصية فقط.
وأوضح لافروف، أن الاتفاق الدولي يشترط على ممثلي هاتين الجماعتين، في حال أرادوا المشاركة في المفاوضات، أن يقبلوا أولاً أحكام القرار الأممي رقم 2254 بشأن سورية الذي أقره مجلس الأمن الدولي في كانون الأول الماضي. وأردف: «إننا اتفقنا (والحكومة السورية وافقت أيضاً) على أن هؤلاء الأشخاص، في حال دخلوا في المفاوضات، سيشاركون فيها بصفة شخصية، وسيقبلون مطالب القرار رقم 2254 كافة، بما في ذلك التخلي عن الأنشطة المتطرفة، والالتزام بمبدأ وحدة الأراضي السورية».
وشدد لافروف على أن موقف روسيا هذا لا يعني اعترافاً بـ«جيش الإسلام» و«أحرار الشام»، نظراً لكونهما مرتبطين بتنظيم «القاعدة» وتورطا في أعمال إرهابية.
واستطرد قائلاً: «الموافقة على مشاركتهما بصفة شخصية لا تعني الاعتراف بهاتين الجماعتين كشريكتين في المفاوضات. ووافق على ذلك الجميع، بما فيهم الولايات المتحدة. وهذا موقفنا ويشاطرنا هذا الموقف العديد من أعضاء مجموعة دعم سورية».
كما أوضح لافروف حسب «روسيا اليوم»، أن عملية تشكيل وفدين للمعارضة، أحدهما على أساس قائمة الرياض، والثاني على أساس قائمة المشاركين في لقاءات القاهرة وموسكو، لم تكتمل بعد، بل من المتوقع أن يصل مزيد من المعارضين السوريين إلى جنيف في الأيام القادمة.
وأكد أن الدول التي تدعم التسوية السورية لن تتدخل في القرارات السورية، بل سيدعم المجتمع الدولي ما سيتفق عليه السوريون المشاركون في مفاوضات جنيف.
وعما يخص نتائج محادثاته مع نظيره الإماراتي، قال لافروف: إنهما بحثا بالتفاصيل الوضع في المنطقة، وأكدا أن السوريين أنفسهم يجب أن يقرروا مصيرهم.
وأضاف: «لدينا موقف مشترك مفاده أن السوريين وحدهم يمكن أن يقرروا مصير بلادهم. وفي هذا السياق نرحب بانطلاق المفاوضات السورية في جنيف.. وندعم جهود المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا الرامية إلى إضفاء طابع مستقر على تلك المفاوضات».
كما شدد لافروف على ضرورة إطلاق تنسيق عملي بين جميع التحالفات التي تحارب تنظيم داعش في الشرق الأوسط.
بدوره ذكر وزير الخارجية الإماراتي أنه كانت هناك فرص عديدة لمعالجة الوضع في بداية الأحداث السورية، لكن اليوم أصبح الأمر أكثر تعقيداً وصعوبة وازداد عدد الضحايا. وتابع: «هناك أمل في أن نعمل في إطار محادثات فيينا معاً». وشدد قائلاً: «لكن علينا أن نكون صادقين ومنصفين مع أنفسنا لا بد من العمل الجماعي لإنهاء هذا الوضع».
ودعا المجتمع الدولي إلى تنحية الخلافات جانباً والعمل على إخراج الشعب السوري من مأساته، مشدداً على ضرورة العمل على حماية المواطن السوري وتأمين مستقبل أفضل له.
وأضاف عبد اللـه بن زايد آل نهيان: إنه من المستحيل العمل على معاجلة الوضع في سورية انطلاقاً من معيار أو معيارين، بل يجب حل جميع القضايا، إن كانت سياسية وأمنية وعسكرية أو تنموية واقتصادية واجتماعية، وأيضاً القضايا المتعلقة بالدور الذي تلعبه الجماعات والمنظمات الإرهابية.
وتابع: إن هناك بذرة أمل معقولة في المباحثات التي انطلقت بجنيف 3. وتابع: «أعتقد أنه من المهم أن نتوقف عن إلقاء اللوم على طرف دون طرف. هذا لن يفيد المواطن السوري ولن يفيد الشعب السوري على المدى الطويل. علينا العمل جميعاً على تحقيق الهدف الأسمى وهو حماية المواطن السوري وتأمين مستقبل أفضل له».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن