رياضة

الحكاية الانتخابية..!

| غسان شمه

تمددت الحكاية الانتخابية واستطالت، وتفرعت، وصارت حكاية تأخذ بعنق حكاية أخرى، ولكل منها غصون وأوراق بألوان خاصة، وباتت الحكاية شاغلة المعنيين والمسؤولين والمهتمين في موسم استثنائي بكل المقاييس في سرد الحكاية المتواصلة بعد أن تخطت زمنها المفترض دون جدوى في بعض الأندية حتى كتابة هذه السطور.

وتقول إحدى سرديات الحكاية: «نظراً لفشل إجراء المؤتمر الانتخابي لانتخاب رئيس وأعضاء مجلس إدارة نادي «…..» الرياضي لعدم الترشح من أي شخص ضمن الفترات القانونية المحددة، تم تأليف».. وتعرفون باقي الحكاية التي نركز على مضمونها أكثر من المعني بها وذلك لدخولها في أكثر من دائرة، بمعنى الفشل المتكرر في انتخاب إدارات عدة بعد أكثر من محاولة.. إضافة إلى ما وقع من «أحداث وصخب وإثارة» في أروقة ناد كبير شهد صراعاً مشهوداً على الترشح لكنه انتهى بطريقة لا تخلو من خصوصية بعد أن تميزت بنوع من الميلودراما التي ربما تصلح لأحداث حلقة تلفزيونية، مع الاستفادة من بهارات منوعة شهدتها أندية أخرى!

أمر غريب نعتقد أن مثيله، في التفاصيل والوقائع، خلال موسم واحد وبهذا العدد، يكاد يكون متفرداً ومنفرداً في إشاراته ودلالاته المتعددة وخاصة ذات الوجه السلبي منها. وتخيلوا حتى اليوم مازال البحث جارياً على إدارات لأندية كبيرة شهدت أروقتها توافقاً لكنه لم يظهر إلى الوجود حتى ساعته، بينما ناد كبير مازالت الأخبار تشير إلى عدم الوصول إلى أي صيغة في هذا الشأن والحوار ما زال مستمراً وينتظر الحسم بطريقة أو بأخرى!

ألا يشير هذا الواقع إلى ما تعيشه الرياضة السورية على أكثر من مستوى، مادي وإداري وفني، يرخي بظلاله على العمل الرياضي بمفاصله المختلفة..؟! ومن الطبيعي الإشارة والتأكيد على دور العامل المادي في هذا السياق، فالمعاناة الشديدة جعلت الكثيرين يترددون طويلاً في حسم خياراته بالترشح، حتى إن أحد الخبراء المتمرسين في العمل الفني والإداري قال ذات حوار «الله يعين يلي بدو يصير رئيس نادي» وهذا الكلام توصيف واقعي لصعوبات العمل في هذا الموقع في الظروف الحالية وفي ظل تراجع واضح على مستوى الدعم، والمصروفات «الخيالية» وخاصة فيما يتعلق بعقود اللاعبين المحترفين التي تفوق المنطق بكثير إزاء المستوى الفني والعطاء المتواضع الذي لا يستحق، في أغلبه، تلك الأرقام المطروحة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن