مع تصاعد حدة التوتر في منطقة الشرق الأوسط وترقب الرد الإيراني على العدوان الإسرائيلي مؤخراً، دعت دول عدة رعاياها إلى مغادرة لبنان وإيران، مع إعلان عدة شركات طيران تعليق وإلغاء رحلاتها إلى البلدين، على خلفية تزايد المخاوف من اندلاع حرب إقليمية واسعة، مع توعد إيران وحلفائها بالرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية والقائد العسكري في حزب اللـه فؤاد شكر الأسبوع الماضي.
وتسبب اغتيال هنية في إيران، وغارة إسرائيلية أسفرت عن اغتيال شكر في بيروت، بإثارة مخاوف من اتساع نطاق الحرب بين إسرائيل وإيران، وسط تعزيز الولايات المتحدة وجودها العسكري في المنطقة.
وزارة الخارجية الفرنسية، قالت أمس الأحد، في إرشادات للسفر: إن فرنسا دعت رعاياها إلى مغادرة لبنان بسبب خطر التصعيد العسكري في الشرق الأوسط، وجددت تحذيراتها للمواطنين الفرنسيين من السفر إلى لبنان، وأفادت الخارجية الفرنسية في توجيهاتها إلى المسافرين إلى لبنان بأنه «في سياق أمني متقلب جداً، نلفت مجدداً انتباه الرعايا الفرنسيين إلى أنه لا تزال هناك رحلات تجارية مباشرة وغير مباشرة متوافرة إلى فرنسا، وندعوهم إلى اتخاذ تدابير الآن لمغادرة لبنان فور الإمكان»، حسب ما نقلت قناة «القاهرة الإخبارية».
الأمر ذاته بالنسبة إلى الولايات المتحدة، فقد دعت سفارتها في لبنان، في بيان لها على موقعها الإلكتروني مساء أول من أمس السبت، رعاياها إلى «حجز أي بطاقة سفر متاحة لهم، حتى لو كانت الرحلة لا تغادر على الفور، أو لا تتبع الطريق الذي يشكل الخيار الأول بالنسبة لهم»، وأشارت السفارة إلى أن المواطنين الأميركيين الذين يفتقرون إلى الأموال للعودة إلى الولايات المتحدة يمكنهم الاتصال بالسفارة للحصول على المساعدة المالية عبر قروض العودة إلى الوطن.
أما بريطانيا، فقد حثّت حكومتها مواطنيها في لبنان على مغادرة البلاد على الفور، وقال وزير الخارجية البريطاني «ديفيد لامي»: «التوترات عالية، والوضع قد يتدهور بسرعة، وبينما نعمل على مدار الساعة لتعزيز وجودنا القنصلي في لبنان، فإن رسالتي للمواطنين البريطانيين هناك واضحة، ارحلوا الآن».
السويد أيضاً أعلنت أنها ستغلق سفارتها في بيروت، بعدما دعت مواطنيها إلى مغادرة لبنان، وقال وزير الخارجية «توبياس بيلستروم» للإذاعة السويدية: «أصدرت الوزارة تعليمات لموظفيها بمغادرة بيروت والسفر إلى قبرص، وكذلك تخطط لنقل سفارتها مؤقتاً»، وأضاف: «اتُخِذ القرار مبدئياً لشهر آب الجاري لكنه قابل للتمديد حسب الوضع الأمني، وأدعو السويديين في لبنان إلى مغادرة البلاد بأي وسيلة ممكنة، طالما أنهم ما زالوا قادرين على ذلك».
وأعادت الحكومة الكندية تغيير تقييم مستوى المخاطر للكيان الإسرائيلي، ونصحت مواطنيها بالتجنب الكامل للسفر إليه، وقالت: إن «الصراع المسلح في المنطقة يهدّد الأمن»، وأضافت الحكومة الكندية، في توجيهات للسفر أصدرتها لرفع مستوى التحذير من السفر إلى إسرائيل: إن «الوضع الأمني قد يتدهور أكثر من دون سابق إنذار».
ودعت الحكومة الأردنية رعاياها الموجودين في لبنان إلى مغادرته بأقرب وقت ممكن وأهابت بالمواطنين عدم السفر إلى هذا البلد في الوقت الراهن.
بالتزامن، تتجنب شركات طيران المجالين الجويين الإيراني واللبناني، وتلغي رحلاتها إلى إسرائيل ولبنان، وأعلنت الخطوط الجوية الكويتية، أول من أمس السبت، عن تشغيل آخر رحلاتها من بيروت أمس الأحد، وذلك للمسافرين الراغبين بالعودة إلى الكويت، في وقت تتجنب فيه بالفعل شركات طيران عديدة، ومن بينها شركات أميركية وأوروبية، التحليق فوق إيران، خاصة منذ الهجمات المتبادلة بالصواريخ والطائرات المسيّرة بين إيران وإسرائيل في نيسان الماضي.