عربي ودولي

الصفدي التقى باقري كني.. وطهران استبقت الوساطة برسائل حازمة حول حتمية الرد … مجلس الشورى: سيكون أقسى مما سبق وأميركا وإسرائيل ستندمان على فعلتهما

| وكالات

بحث وزير الخارجية الإيراني بالوكالة علي باقري كني مع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في طهران آخر التطورات في المنطقة، جاء ذلك تزامناً مع تأكيد مصدر إيراني مسؤول أن طهران ستبلغ الصفدي أنه من غير الوارد أن تقبل طهران بعدم الرد على الاعتداء الإسرائيلي أو برد رمزي، وان وأي رد سيكون قاسياً ومؤلماً.

في السياق، أكد رئیس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني، محمد باقر قاليباف أن بلاده «لم ولن تُبقي أي اعتداء على سيادتها من دون رد»، مشدداً على أن الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة «سيندمون على فعلتهم ويُجبَرون على تغيير حساباتهم».

وحسب وكالة «إیسنا» الإيرانية، اجتمع وزیر الخارجية الأردني أیمن الصفدي مع وزیر الخارجية بالوكالة علي باقري كني مساء أمس الأحد، وناقش الجانبان آخر التطورات في المنطقة والعلاقات الثنائية بین البلدین، وقبل ذلك أعلنت الخارجية الأردنية أن الصفدي يحمل رسالة من الملك الأردني عبدالله الثاني إلى الرئيس الإيراني مسعود بزشكیان.

وناقش الوزیر الأردني خلال الـ48 ساعة الماضیة مع باقري هاتفياً آخر التطورات الإقلیمیة، ولاسیما الجرائم الأخیرة التي ارتكبها الكیان الصهیوني وبینها اغتیال رئیس المكتب السیاسي لحركة حماس إسماعيل هنية، وتأتي زيارة وزير الخارجية الأردني إلى طهران في ظل تزايد التوتر في المنطقة إثر استمرار جرائم الكیان الصهيوني في غزة واغتيال هنية في طهران وهجوم الكیان على الضاحیة الجنوبیة في بیروت.

وقبيل لقاء الوزيرين، أكد مصدر إيراني مسؤول أن طهران ستبلغ وزير الخارجية الأردني أنه من غير الوارد أن تقبل طهران بعدم الرد أو برد رمزي وأي رد سيكون قاسياً ومؤلماً، حسب وكالة «مهر» التي نقلت عن المصدر قوله: «طهران ستبلغ وزير الخارجية الأردني «أيمن الصفدي» خلال زيارته إلى طهران اليوم «رسالتين» إحداهما للقيادة الأردنية والأخرى لأميركا وإسرائيل».

وأوضح: «من غير الوارد أن تقبل طهران بعدم الرد أو برد رمزي وأي رد سيكون قاسياً ومؤلماً»، مضيفاً: «إسرائيل انتهكت سيادتنا بشكل كبير والآن ترسل وساطات للاحتواء وهذا غير وارد»، وتابع: «إسرائيل تحاول الآن دفع طهران لعدم الرد بهدف إظهارها دولة ضعيفة بلا ردع حقيقي.. إسرائيل تجاوزت كل المحرمات وعليها أن تدفع الثمن ولا شك لدينا بأنها ستدفعه وغالياً».

في الغضون، أكد رئیس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني محمد باقر قاليباف أن بلاده «لم ولن تُبقي أي اعتداء على سيادتها من دون رد»، مشدداً على أن الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة «سيندمون على فعلتهم ويُجبَرون على تغيير حساباتهم»، وقال قاليباف، في بداية الجلسة العامة لمجلس الشورى أمس الأحد: إن القوات المسلحة الإيرانية ستلقن «العدو الصهيوني الإرهابي وداعمته الولايات المتحدة درساً تاريخياً»، رداً على الاغتيال الإسرائيلي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية.

ولفت إلى أن مجلس الشورى بالنيابة عن الشعب الإيراني يطالب برد «رادع وحافظ للمصالح الوطنية ويليق بالانتقام لضيفنا الشهيد هنية»، وأكد دعم المجلس الجهات المعنية باتخاذ القرار وزمانه ومكانه وطبيعته، دعماً كاملاً، وأشار إلى «انهيار النظام الأمني للكيان الصهيوني» بعد عملية «طوفان الأقصى» في السابع من تشرين الأول الماضي، وشدد على أن الاحتلال بدأ مرحلة زواله، وأشار إلى أن «أزمة بقاء الغدة السرطانية الصهيونية تعمّقت أكثر مع هزيمتها المطلقة في تحقيق أهدافها واقترابها من الانهيار السياسي»، وجدّد قاليباف تأكيده إخفاق محاولات الاحتلال الإسرائيلي كافة لإظهار عملياته الإرهابية على أنها انتصار، لافتاً إلى أنها «عملياً، نتيجة هزائمه وعجزه في الميدان».

وفي السياق ذاته، أكد رئیس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني، إبراهيم عزيزي، أن الرد على عملية اغتيال هنية «سيكون مؤلماً وقاسياً ويجعل العدو يندم»، وقال عزيزي، في مقابلةٍ صحفية مع وكالة «إرنا» الرسمية الإيرانية، عقب عقد المجلس جلسةً غيرَ علنية لمناقشة ملف اغتيال هنية، أن الاحتلال «جرّ نفسه إلى مستنقع لا عودة منه»، وأكد أن انتقاماً أقسى مما سبق ينتظره، مضيفاً: إن الانتقام لدماء الشهيد «سيبقى إلى الأبد في ذاكرة العدو».

وأشار إلى أن هزائم الاحتلال في فلسطين، إضافة إلى عمليات جبهات الإسناد للمقاومة الفلسطينية وشعبها، هي أحد «أسباب الاحتلال لارتكابه جريمة اغتيال هنية»، وشدّد عزيزي على أن إيران ستواصل دعمها القضية الفلسطينية وجبهة المقاومة والمناضلين في الصف الأول «بهمةٍ عالية»، داعياً إلى توظيف الوجود الإيراني في المحافل الدولية لمتابعة عملية اغتيال هنية قانونياً.

ورأى أن استشهاد قادة في جبهة المقاومة، الذين كان آخرَهم القائدان هنية وفؤاد شكر، «سيعزّز روح جبهة المقاومة وإيمان المجاهدين بهذا الطريق، ويشكل فرصةً لهزائم مستقبلية للاحتلال»، مؤكداً أن كيان الاحتلال «يتخبط حالياً في مستنقع الزوال الذي أوقع نفسه بنفسه فيه، وينتظره انتقام أقسى مما كان عليه في الماضي».

بدوره، شدّد عضو الهيئة الرئاسية لمجلس خبراء القيادة في إیران، عباس كعبي، في مؤتمر «المدافعين عن حقوق الإنسان في الثورة الإسلامية»، على أن «الانتقام من العدو الصهيوني حقّ مسلَّم به لإيران»، مؤكداً أن «الردّ آتٍ والصهاينة سيندمون بالتأكيد»، داعياً إلى التفكير منذ الآن في مستقبل فلسطين ومرحلة ما بعد كيان الاحتلال.

نائب رئيس السلطة القضائية في إيران كاظم غريب أبادي أكد في تصريح لـ«الميادين» أن الاحتلال الإسرائيلي سيتلقى عقاباً شديداً «كي لا يجرأ مرةً أخرى على التطاول وارتكاب عمليات إرهابية أو انتهاك سيادة إيران»، وشدّد على أن الرد على الاغتيال الإسرائيلي لهنية سيكون «أكثر حزماً من عملية الوعد الصادق»، ولفت إلى أن الجريمة التي ارتكبها الاحتلال، هي «عمل إرهابي ينتهك كل المقررات الدولية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن