الخبر الرئيسي

الحشد والاستنفار الأميركي الداعم لإسرائيل يتواصل.. ودول تطلب من رعاياها مغادرة لبنان فوراً … اتصالات وتحركات دولية لوقف التصعيد.. إسرائيل تتأهب.. وإيران: ما جرى لن يمر

| الوطن

مستغلة حالة الانشغال السياسي والإعلامي بتداعيات عدوانها على الضاحية الجنوبية في بيروت وعلى طهران، واصلت إسرائيل حرب الإبادة بحق مدنيي غزة، وارتكبت أمس مجزرة جديدة عبر استهدافها مدرستين تؤويان مئات النازحين أسفرت عن استشهاد 30 فلسطينياً على الأقل، وجرح عشرات آخرين.

مواقع فلسطينية قالت: إن القصف الذي قامت به طائرات الاحتلال دمّر الجناح الشمالي لمدرسة النصر والذي يتكون من 3 طوابق، فيما دمّر القصف الطابق الأرضي في مدرسة حسن سلامة، على حين أظهرت مقاطع فيديو اندلاع الحرائق داخل المدرسة التي تؤوي آلاف النازحين الذين دُمّرت منازلهم.

وعلى وقع سيل الدماء الفلسطينية، لا تزال نذر الحرب والتصعيد في المنطقة سيد اللحظة والتحركات السياسية المكثفة، والتي دفعت بوزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إلى زيارة طهران للقاء مسؤوليها، للتشاور حول التصعيد الخطير الذي تشهده المنطقة، حسب تصريحات أطلقها عقب انتهاء مباحثاته مع نظيره الإيراني علي باقري كني.

الصفدي قال: إن «الملك الأردني عبد اللـه الثاني كلفه بزيارة طهران للدخول في حديث أخوي واضح وصريح حول تجاوز الخلافات بين البلدين بصراحة وشفافية، بما يحمي مصالح كلا البلدين» مضيفاً: «أولويتنا الآن هي وقف العدوان الهمجي الذي يتعرض له أهلنا في غزة، ووقف كل ما تقوم به إسرائيل من جرائم حرب في غزة منذ الـ7 من تشرين الأول 2023».

وتابع الصفدي: «نطالب بأن يكون هنالك تحرك فاعل يوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، ويوقف مثل هذه الخطوات اللاشرعية الإسرائيلية، وارتكاب جرائم ضد الشعب الفلسطيني الشقيق، لنحمي المنطقة كلها من تبعات حرب إقليمية سيكون أثرها دماري على الجميع».

بالمقابل أعاد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان التأكيد لوزير الخارجية الأردني خلال استقباله له في وقت لاحق أمس، التأكيد على أن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية لن يمر من دون رد، واعتبر بزشكيان أن «اغتيال ضيف الجمهورية الإسلامية الإيرانية عملاً مخالفاً لكل القوانين الدولية وخطأ كبيراً للصهاينة».

ربط وزير الخارجية الأردني بين وقف التصعيد ووقف العدوان، أكد عليه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الذي أبلغ وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن في اتصال هاتفي تلقاه مساء أمس بأن منع التصعيد في المنطقة مرهون فقط بإيقاف العدوان على غزة، ومنع توسعه إلى لبنان.

محاولات نزع فتيل الحرب المتوقعة والتي ستقودها الولايات المتحدة التي أرسلت ما تيسر من ترسانة أسلحتها للمنطقة، واستنفرت قواعدها العسكرية فيها لحماية إسرائيل، قابله استعداد إسرائيلي للمضي قدماً نحو مزيد من التصعيد، حيث قال رئيس وزراء كيان الاحتلال: إن تل أبيب سترد «الضربة بضربتين»، وتحدث عن يده الطولى التي تصل إلى غزة واليمن وبيروت وإلى كل مكان يكون ذلك مطلوباً فيه!

ولم تمضِ دقائق قليلة على إعلان نتنياهو بأن يد كيانه الطولى ستصل حتى إلى اليمن حتى أعلن المتحدّث باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع عن إسقاط طائرة مسيّرة أميركية، واستهداف سفينة «Groton» انتهكت قرار حظر الدخول إلى موانئ فلسطين المحتلة، الأمر الذي أكدته البنتاغون التي قالت: إنها على علم بالتقارير حول إعلان القوات المسلحة اليمنية إسقاط طائرة «إم كيو 9» من دون إبداء المزيد من التفاصيل.

وعلى خلفية تزايد المخاوف من اندلاع حرب إقليمية واسعة، وصل قائد القيادة المركزية الأميركية الفريق أول مايكل كوريلا إلى منطقة الشرق الأوسط، وكشف موقع «إكسيوس» الأميركي بأنه من المتوقع أن يزور كوريلا عدداً من الدول في الخليج والأردن وإسرائيل، وقال: إن زيارته إلى الأردن ستكون الأكثر أهمية.

إلى ذلك دعت دول عدة رعاياها إلى مغادرة لبنان وإيران، مع إعلان عدة شركات طيران تعليق وإلغاء رحلاتها إلى البلدين، وقالت وزارة الخارجية الفرنسية: إن فرنسا دعت رعاياها إلى مغادرة لبنان بسبب خطر التصعيد العسكري في الشرق الأوسط، وجددت تحذيراتها للمواطنين الفرنسيين من السفر إلى لبنان.

الأمر ذاته بالنسبة إلى بريطانيا والسعودية وكندا وأستراليا والكويت، فقد حثّت حكومات هذه البلدان رعاياها على مغادرة لبنان فوراً نتيجة التوترات العالية، والوضع الذي قد يتدهور بسرعة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن