عربي ودولي

صدامات بين شرطة الاحتلال و«الحريديم» احتجاجاً على استدعاء المئات منهم للتجنيد … إعلام العدو: إسرائيل تمر بأوقات ملوثة بانعدام الثقة والشك والانقسام

| وكالات

احتج مئات الأشخاص من «الحريديم» على استدعاء جيش الاحتلال الإسرائيلي 1200 شخص منهم عملاً بقرار التجنيد المفروض، واصطدموا بشرطة الاحتلال في قاعدة التجنيد في «تل هاشومير» في «تل أبيب»، جاء ذلك في حين أكدت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية حصول رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو على تعهد أميركي بالسماح لإسرائيل بمواصلة الحرب في حال تعثر المرحلة الثانية من صفقة وقف إطلاق النار، بينما كشفت «إسرائيل هيوم» عن موافقة الإدارة الأميركية على إرسال قنابل من نوع «MK-83» إلى الكيان، وذلك بعد تعليقها منذ ما قبل الحرب.

وحسب وسائل إعلام العدو، وقعت صدامات بين شرطة الاحتلال الإسرائيلي ومئات الأشخاص من «الحريديم» أمس الإثنين، في قاعدة التجنيد في «تل هاشومير» في منطقة «رامات غان» جنوب «تل أبيب»، ووصل المئات من «الحريديم» في حافلات إلى مكتب التجنيد في القاعدة، احتجاجاً على استدعاء الجيش 1200 «حريدي» ضمن إجراءات «أمر التجنيد الأول»، وردّد «الحريديم» المحتجون هتافاتٍ رافضةً للتجنيد، من بينها «نموت ولا نلتحق بالجيش»، بينما كانت الشرطة والجيش الإسرائيليان قد أنزلا قواتٍ كبيرةً إلى المكان، حيث أغلقت الشرطة الشارع حول المكتب مسبقاً.

وحسبما نقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، فإن تقدير جيش الاحتلال هو أن 30 بالمئة فقط من المرشحين للتجنيد سيلتحقون بالجيش غداً الأربعاء، ونشر جيش الاحتلال في التاسع من تموز الماضي خطةً تهدف إلى تجنيد 3 آلاف من اليهود المتشددين «الحريديم» في صفوفه، في ظل حاجته الملحة إلى الجنود مع استمرار الحرب على قطاع غزة، وبعد ذلك، حثّ الحاخام السفاردي الأكبر لإسرائيل إسحاق يوسف، على «عدم الالتحاق بمكاتب التجنيد وتمزيق أوامر التجنيد وعدم التعاون مع الجيش».

في غضون ذلك، رأت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أن إسرائيل مرت بأوقات عصيبة، لكنها لم تكن أبداً «ملوثة بانعدام الثقة والشك والانقسام» كما يحصل اليوم، واصفةً الوضع القائم اليوم بـ«المجنون»، إذ تنتظر إسرائيل بقلق عميق رداً قاسياً من إيران وحزب الله، بينما تخوض معركة داخلية مستحيلة.

وأضافت الصحيفة موضحةً أن «جلسة الصراخ» بين بنيامين نتنياهو ورؤساء المؤسسة الأمنية والعسكرية التي أصبحت معلومة للجميع توضح ما هو بدهي: انعدام الثقة التام من رؤساء المؤسسة الأمنية والعسكرية كلهم من دون استثناء.

وأكدت «يديعوت أحرونوت» أنه في ذلك الاجتماع بالذات، حاول نتنياهو أن يشرح للحاضرين أنه لا يزال ينتظر رسالة التزام من الأميركيين بشأن إمكانية مواصلة الحرب بين المرحلتين الأولى والثانية من صفقة المخطوفين إذا لم تسر الاتصالات على ما يرام، وهو ما رجحته الصحيفة ما دام نتنياهو ينوي المطالبة بنزع سلاح حماس ونفي قيادتها من بين جملة أمور كشرط للجزء الثاني من الصفقة.

وأعلم نتنياهو الحاضرين بأن ما يطالب به يتعلق بإعطاء إسرائيل ضمانة بأنها ليست ملزمة بوقف إطلاق نار إلى الأبد تحت أي ظرف من الظروف، موضحاً أنها «رسالة يريد تقديمها إلى الجمهور الإسرائيلي»، وكانت المفاجأة أن أحد الحاضرين يعرف ما يتحدث عنه، وقد أخبره أن الولايات المتحدة سبق أن وافقت على تقديم هذه الرسالة بصيغة ما، وأن هناك بالفعل مسودات.

وحسب الصحيفة، كانت الرسالة لنتنياهو واضحة: «ابحث عن عذر آخر لمواصلة المماطلة والتأخير وإبطاء الصفقة، لا تعلقها على رسالة الأميركيين، لقد حاولت أن تُخفي عنا، لكنهم سبق أن وافقوا، وقالوا فقط إنه سيتم إرسال الرسالة بعد توقيع الصفقة لا قبلها».

وأشارت الصحيفة إلى أن الحاضرين من رؤساء المؤسسة الأمنية والعسكرية يختلفون معه حول النظر إلى صفقة التبادل كفرصة أو تهديد، إذ يرون فيها المفتاح الذي يمكن أن يفتح القفل الإقليمي، بينما لم يجد نتنياهو رداً عليهم سوى الشكوى من أنهم بدلاً من ممارسة ضغوط على حماس يقدمون إحاطات ضده.

وخلصت الصحيفة إلى أن الاستنتاج الذي توصل إليه معظم العاملين في المفاوضات هو أن نتنياهو على وشك أن يفوت فرصة إستراتيجية بسبب السياسة الشخصية الضيقة، وهي إعادة الأسرى الذين يموتون أو يُقتلون بنيران قواتنا، وتجنب التدهور إلى حرب إقليمية كاملة، وشددت الصحيفة على أن الصورة الأصعب من صفقة مخطوفين في الوقت الحالي بالنسبة إلى نتنياهو، هي صور عودة نحو مليون فلسطيني إلى شمال القطاع، مشيرةً إلى أن اليمين المتطرف مقتنع بأن طرد الفلسطينيين من شمال غزة سيستمر إلى الأبد، وأنّ نتنياهو لم يتبنّ هذه الفكرة أبداً، لكنه الآن خائف من كسرها.

على خط موازٍ، أكدت صحيفة «إسرائيل هيوم» أن الإدارة الأميركية وافقت على إرسال قنابل من نوع «MK-83» تزن نصف طن إلى سلاح الجو الإسرائيلي، بعدما علّقت إرسالها منذ ما قبل الحرب، وأشارت إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو طلب من الرئيس الأميركي جو بايدن إمداد إسرائيل بقنابل أثقل، هي «MK-84»، مضيفةً إن واشنطن ستوافق على نقلها لاحقاً، ويبلغ وزن «MK-84» نحو طن، وهي تُعدّ مهمةً جداً بالنسبة للاحتلال، وخصوصاً في حال توسّع الحرب، حسب الصحيفة.

ولفتت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة تقف مع إسرائيل، حيث ترسل سفناً حربيةً وطائراتٍ مقاتلةً وأنظمة دفاع إلى المنطقة، على خلفية تعهد إيران بالرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، وتعهد حزب اللـه الرد على اغتيال القائد فؤاد شكر والعدوان على الضاحية الجنوبية لبيروت، لكن حسب «إسرائيل هيوم» فإن موافقة بايدن على إرسال القنابل الثقيلة «MK-83» إلى إسرائيل جاءت قبل هذه الأحداث، وبعدما علق نقلها قبل اندلاع الحرب بأشهر عديدة.

في السياق نفسه، أوردت الصحيفة أن واشنطن خففت مؤخراً القيود على إمداد الاحتلال بتسليح إضافي، مضيفةً إنها تنوي إرسال مزيد من الأسلحة إلى مستودعاتها في إسرائيل، على نحو يمكن من نقل هذه الأسلحة بسرعة وتوفير الوقت المطلوب لنقلها من الولايات المتحدة، ومدت الاحتلال بـأسلحة كانت موجودةً في مخازن الجيش الأميركي في إسرائيل، من بينها صواريخ «جو-جو».

وأجرى وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن اتصالاً هاتفياً مع وزير دفاع الاحتلال يوآف غالانت أول من أمس الأحد، أكد فيه دعم بلاده القوي للاحتلال الإسرائيلي، في وقت تزعم واشنطن الحرص على المدنيين وحث الاحتلال على وقف الحرب، مواصلةً في الوقت نفسه دعم الاحتلال في حرب الإبادة الجماعية في غزة، عسكرياً وسياسياً وإعلامياً.

يُذكر أن الولايات المتحدة قدمت لإسرائيل ما لا يقل عن 14 ألف قنبلة من نوع «MK-84»، و3000 صاروخ «جو- أرض» موجه بدقة من نوع «Hellfire»، و1000 قنبلة خارقة للتحصينات، و2600 قنبلة صغيرة القطر يتم إطلاقها إلى جانب ذخائر أخرى منذ بداية الحرب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن